المشهد اليمني الأول| تقارير
لم يعد التخبط السعودي في ملف المشاورات اليمنية الجارية في الكويت حالة عابرة، فمرض الانتكاسة العسكرية يتغول على طاولة نقاشات الحل السياسي.
مرجعيات المفاوضات التي كان يرفعها مرارا في كل المحاور الدولية كذريعة لاستمرار العدوان على اليمن ابتداءا بالقرارا الدولي 2216، مروراً بمخرجات الحوار الوطني، وصولاً إلى المبادرة الخليجية التي شبعت موتا ووُضعت كمرجعات مقبولة وفقا للرؤية التي قدمها الفريق الوطني المفاوض.
هذا التطور والخطوة التي لم تكن محسوبة لدى الرياض وضعت الأخيرة وفريقها في موقف محرج، ليس أمام المفاوضين فحسب؛ بل أمام المجتمع الدولي الذي انحاز لموقفها طويلا تحت شماعة ضرورة تطبيق القرارات الدولية.
فريق الرياض وفي جولتين متتاليتين عجز عن تقديم رؤيته الشاملة للحل السياسي متوقفا عند رؤية مبسطة وهشة للحالة الأمنية، ومحرجا تحدث إسماعيل ولد الشيخ خلال مؤتمر صحفي عن طلبه من فريق الرياض سرعة تقديم رؤيته الشاملة.
ويبدو أن الجعبة خاوية، أمر يفسر هروب فريق الرياض وإعلان تعليق مشاوراته المباشرة بحجة استمرار الخروقات، متجاهلاً مئات الخروقات والطلعات الجوية التي ينفذها طيران العدوان السعودي الأمريكي.
تسريبات كثيرة مبنية على معطيات سياسية توحي بأن السعودية ليست راضية عن الدور الكويتي في إنجاح العملية التفاوضية والخروج إلى الحل السياسي سيما في ظل شبه الاجماع الدولي على ضرورة إيقاف العدوان وتفعيل المسار السياسي.
فما تفهمه السعودية في هذا الإطار لا يخرج عن كونه تسليما إقليميا ودوليا بفشلها، ما دفعها للبحث عن مخرج عبر النوافذ السياسية المتاحة.