المشهد اليمني الأول/
هدنة الثوره اليمنية، فرصة اخيرة لمهندس النظام العالمي الجديد، لسلام عادل يؤمن الملاحة وعملية الانتقال العالمية، بتطويق النخب المقاومة.
في تعريج سريع على المشهد الدولي , الذي يمر بمحطة تحول وتشكل لنظام عالمي جديد متعدد الاقطاب وهذا المسار بات امر واقعا تهندسه وتفرضه النخب الشرقية وبتعاون ودعم وتوافق نخب غربية كبيرة في اوروبا وداخل امريكا.
و يقاوم هذا التحول العالمي النخب الصهيونية والنخب المتحالفة معاها وهي تدافع عن هيمنه القطب الواحد الذي كانت راس هرمه, وبات يتركز نفوذها اليوم في امريكا وبريطانيا كقلاع اخيرة محاصره فيها وبدرجه اقل في بقية اوروبا.
وهي ترى في هذا التحول سلب لهيمنتها ونفوذها واطماعها وان هزيمة حروبها بالوكاله في سوريا والعراق بعد غرق اذرعها الخليجية في اليمن خلق واقعا خطير على وجود الكيان الصهيوني.
وترى في معركتها عبر حلف ادواتها الخليجيه في اليمن وخاصة معركه الساحل مدن ومواني لتمكين رؤية تفتيت اليمن هو الخيار الاوحد المتبقي , الذي بدوره سوف يخلق زلزال امني وسياسي , على مسارين الاول باتجاه جنوب شرق الجزيره ( عمان) ومنها الى ايران, والثاني ينفخ في تنظيماتها الارهابية في سوريا لتعود كطوفان يشكل انتكاسة في سوريا وانعاشها في العراق من ثم اعاده التدوير لاكمال المخطط نحو ايران وروسيا والصين, لاخضاعها لهيمنة القطب الواحد.
او بالحد الادنى يجعل بيدها اي النخب الصهيونيه صاعق العدوان على ايران عبر المنصه الخليجية كي لا يكون الكيان الصهيوني امام تلقي ردة الفعل الايراني الاولى , وليكن بعدها الانفجار الشامل اقليما وربما عالميا, والنخب الصهيونيه هي من دفعت نحو الحرب العالميه الاولى لتعيد تشكيل العالم وتنتزع وعد بلفور ودفعت للثانية لبناء نظام عالمي يقوده الغرب مقابل تمكينها من ارض فلسطين.
ولذلك اليوم تستميت النخب الصهيونيه في الغرب والنخب الحليفه لها, وكيانها واذرعها السعواماراتيه في دفع الدول الغربية وبالذات امريكا للاشتراك بشكل مباشر في الميدان لدعم التصعيد لاحتلال الحديده وحجه مدنهما الساحليه وموانيهما, باي ثمن والهزيمو او التوقف يعني انهيار لمنظومة الهيمنة الصهيوغربيه وزوال عاجل لكيانها الصهيوني المحتل لفلسطين وادواتها من كيانات مصطنعه في الخليج.
ولكن يزال امام تلك المنظومة الصهيوغربية خطر يرعب النخب الغربية بشكل عام ويهدد اقتصادياتها بشكل مباشر وعميق جدا, وذلك اذا ما قرر اليمنيون الذهاب الى معركه اللاعوده بشقها السياسي المتمثل في استكمال بناء الدوله ومؤسساتها واغلاق بوابه التفاوض على قاعدة الازمة المحليه ويبقى بوابه تفاوضيه مع عدوان الخارجي وحرب دولية.
وشقها العسكري المتمثل في تفعيل خيار الردع المشروع في شريان الملاحه الاحمر ومصالح النفط والاستثمارات كنبض الحياه الاقتصاديه في دول العدوان في الخليج بما يحول الازمات فيها الى كوارث بشكل متدرج وشامل و هو ايضا انبوب يمد اقتصاديات الغرب باكثر من النصف من احتياجاتها, وتوقف تدفقه يقود اقتصادياته لازمات خانقة.
هذا الخيار اعلنت عنه قياده الثوره والدولة كخيار ردع لم يتم تفعيله لترك الباب مفتوحا امام الحل السياسي الحقيقي ووقف العدوان واتفاق عادل ومنصف للشعب اليمني بما يصون حقه في تمكين ارادته لتقرير مصيره وحقه في السياده والاستقلال والتحرر الكامل.
اليوم تأتي مبادرة الثوره اليمنية بالهدنة في البحر الاحمر لترك مجالا للنخب الغربيه لاعادة حسابتها واختيار الطريق الصحيح لتحقيق السلم والامن الدولي كونه الاتجاه الاوحد والجذري لضمان عدم تضرر مصالحها والمصالح الدوليه الاخرى من تداعيات العدوان الظالم على اليمن.
مع تأكيد قيادتي الثورة والدولة اليمنية مرارا وتكرار انه سوف يتم تفعيل هذا الخيار اذا تجاوز تحالف الغزو و العدوان الخطوط الحمراء الاستراتيجية وبالذات في الساحل الغربي ومدينه ومينا الحديده كمتنفس وحيد للشعب اليمني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حُميد منصور القطواني