المشهد اليمني الأول/
عودنا العدو السعودي وحليفه العدو الإماراتي عقب تعرضهم لضربات موجعة ومؤلمة من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية سواء في المواجهات في الجبهات أو من خلال قصف الصواريخ البالستية أو من خلال هجمات سلاح الجو المسير بواسطة الطائرات اليمنية المسيرة ، الذهاب نحو قصف المدنيين واستهداف المدن والأحياء السكنية والمسافرين في الطرقات والصيادين في سواحل الاصطياد السمكي ، أو لحفلات الأعراس ومخيمات وصالات العزاء ، بهدف حصد أكبر نسبة من الأرواح البريئة إرضاء لنزعتهم الإجرامية القذرة والنتنة.
ومع إشعال الأعداء جبهة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، شاهدناهم ينفثون سموم حقدهم ، ويستهدفون بقصف بوارجهم الحربية وطائراتهم القتالية المعادية المختلفة شريحة الصيادين من أبناء تهامة ، هذه الشريحة البسيطة في العيش ، والمستضعفة في التعامل ، والمستهدفة من قبل حيتان الفساد الذين عملوا في السابق على نهب الثروة السمكية وتقسيمها بينهم كقطاعات ، كل قطاع لنافذ فاسد كبير ، وكأن البلاد وثرواتها في ملكهم ، ليجد الصياد التهامي نفسه في وضع كئيب وحال بئيس وهو يحارب في مصدر رزقه ولم يعد يحصل طوال رحلة صيده اليومية إلا على القليل من الصيد التي لا تطالها شراك سفن الاصطياد العشوائي المملوكة لكبار هوامير النهب والفساد الذين ثار عليهم الشعب وأسقطهم وزلزل عروشهم وأطاح بهم ودفع بهم للهروب عقب نجاح ثورة 21سبتمبر التي تطهر معها اليمن من هؤلاء اللصوص الذين عافهم الوطن والشعب وباتوا مصدر إفساد وإجرام وإهدار للثروات الوطنية .
ورغم ظروفهم الصعبة إلا أن العدوان لم يرحمهم ، حيث جعل من زوارق وقوارب صيدهم التقليدية هدفا لغارات طائراته وبوارجه بكل جرأة ووقاحة ، غير آبهين لتبعات وانعكاسات ونتائج ذلكم الاستهداف الإجرامي الوحشي الحقير ، بالأمس الأول استهدفت بوارج العدوان في البحر الأحمر أربعة زوارق لصيادين يمنيين في المياه الإقليمية حيث تسبب القصف في استشهاد كل من كان على متن هذه الزوارق في جريمة بشعة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني في حق اليمنيين عامة وشريحة الصيادين خاصة ، هكذا بكل برود وثقالة دم يقتل هذا العدو المجرم العشرات من الصيادين بدم بارد دونما ذنب ارتكبوه أو جريرة اقترفوها ، وكأنه يرى في ذلك بطولة وإنجازا ؟!! ولا نعلم ما الذي يريده هؤلاء الأوغاد من قتل الصيادين والتنكيل بهم وتضييق الخناق عليهم في معيشتهم ومصدر رزقهم .
حيث تحول عمل الصيادين إلى ما يشبه المغامرة غير المأمونة النتائج ، وخصوصا والعدوان يستهدف زوارق ومركبات وسفن صيدهم حتى وصل به الإفلاس إلى استهداف مرسى الاصطياد السمكي بميناء الحديدة ، والإمعان في استهداف الصيادين من أجل السيطرة على خيرات البحر الأحمر من الأحياء السمكية ، وهو ما يمثل انتهاكا صريحا للأعراف والقوانين الدولية والمعايير والمبادئ الإنسانية ، وهنا نتساءل: أين موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والمبعوث الأممي من كل هذه الجرائم التي تستهدف الصيادين وتشق عليهم في معيشتهم ومصدر رزقهم ؟!! وأين المنظمات الحقوقية المعنية بالحقوق والحريات ؟! لماذا كل هذا الصمت المطبق على كل هذه الجرائم والممارسات التعسفية والإجرامية ؟!
بالمختصر المفيد، جرائم العدوان في حق الصيادين اليمنيين من أبناء تهامة وصمة عار في حق هذا التحالف اللعين والذي يعجز عن مواجهة رجال الرجال في الجبهات ويذهب هاربا نحو الصيادين والمدنيين الأبرياء ليفتك بهم ويستهدفهم في وسط البحر وهم يبحثون عن قوت يومهم ومصدر رزقهم بعد أن تقطعت بهم السبل وبات البحر ملاذهم الوحيد بعد الله لتدبير شؤون حياتهم ، ولا يمكن أن تنسى هذه الجرائم مهما حصل وسيكون للقصاص في حقهم حضورا لافتا ،وسيكون لمظلوميتهم الانتصار الكبير على الظلمة والمتجبرين والمتسلطين والمتغطرسين بفضل من الله وتأييده . هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالفتاح علي البنوس