المشهد اليمني الأول/
قرر جيش الكيان الإسرائيلي، اليوم الجمعة، هدم منزل عائلة فلسطيني استشهد مساء أمس برصاص مستوطن، بعد طعن 3 مستوطنين بسكين ما أدى إلى مقتل أحدهم، شرقي القدس.
وقال جيش الكيان في بيان، إن قواته داهمت فجر اليوم منزل محمد طارق يوسف، 17 عاما، في بلدة كوبر غربي رام الله “تمهيدًا لهدمه”. وأضاف إن القوات صادرت تصاريح العمل الممنوحة لأفراد عائلة المهاجم وأغلقت طريقا يؤدي إلى البلدة.
وتابع إن القوات “اعتقلت 4 فلسطينيين من سكان كوبر، كما تقرر منع دخول العمال من القرية للعمل في البلدات بالمنطقة خلال اليوم (الجمعة)”. واعلن جيش الكيان الإسرائيلي تعزيز تواجد قواته في محيط المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
ومن جهته أعلن وزير دفاع العدو افيغدور ليبرمان الجمعة أنه سيتم بناء 400 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة ادم التي قتل فيها جندي اسرائيلي وجرح مستوطنان آخران في هجوم بسكين الخميس في الضفة الغربية المحتلة.
وغداة الهجوم الذي نفذه فلسطيني، قام الجيش الاسرائيلي بعمليات تفتيش في قريته كوبر الواقعة شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية ويبلغ عدد سكانها نحو 4500 فلسطيني، حيث جرت مواجهات عنيفة بينه وبين فلسطينيين.
وقال ليبرمان في تغريدة على تويتر ان “افضل رد على الارهاب هو تعزيز المستوطنات”. واعلن عن بناء 400 وحدة استيطانية في مستوطنة آدم المقامة فوق اراضي بلدة جبع شمال القدس المحتلة وبالقرب من مدينة رام الله.
وكان فلسطيني نفذ هجوما بسكين مساء الخميس في مستوطنة ادم، اسفر عن مقتل جندي وجرح اثنين من المستوطنين. واعلن الجيش ان الجندي يدعى يوتام عوفا.
وقال الكيان إن “المهاجم الفلسطيني الذي تسلل إلى آدم يبلغ من العمر 17 عاما ويتحدر من قرية كوبر الفلسطينية” في منطقة رام الله. وأضاف أنه قُتل بالرصاص على يد مدني كان يسير في الشارع وكان شاهدا على الهجوم.
من جهتها، اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل الفتى الفلسطيني محمد طارق دار يوسف (17عاما).
وقال جيش الكيان الاسرائيلي انه قام بعمليات تفتيش أمنية عند مداخل القرية ومنع العمال من القرية للخروج والعمل في المستوطنات القريبة. واضاف الجيش ومصور وكالة فرانس برس ان مواجهات جرت صباح الجمعة بين الفلسطينين في بلدة كوبر وافراد الجيش.
وكوبر هي بلدة القيادي الفلسطيني في حركة فتح مروان البرغوثي.
– مواجهات عنيفة –
قال الجيش الاسرائيلي ان “نحو 150 فلسطينيا شاركوا بإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة على نطاق واسع واشعال الإطارات المطاطية اثناء عملية التفتيش التي قام بها الجيش”. واضاف انه “قام بالرد باستخدام وسائل تشتيت الشغب”، مؤكدا انه “لم يبلغ عن وقوع اصابات”.
واستجوب الجيش عددا من افراد اسرة الفتى الفلسطيني التي سلمها امرا بهدم منزلها. كما احتجز جثمان الفتى.
واكد مصور فرانس برس ان الكيان قام بحفر مداخل المدينة والشارع الاسفلتي لمنع سير السيارات، ووضع سواتر ترابية وصخورا على الشارع لاغلاق القرية.. وتابع ان عددا كبيرا من الشبان شاركوا في المواجهات التي كانت عنيفة جدا واطلق الجيش خلالها الرصاص المغلف بالمطاط، ما ادى الى اصابة عدد من الشبان تمت معالجتهم ميدانيا. كما استخدم الجيش الاسرائيلي الغاز المسيل بالدموع بكثافة.
وانتشرت ملصقات وصور كبيرة للقيادي مروان البرغوثي في كوبر التي قال جيش الكيان الاسرائيلي انها قرية رجل آخر قتل ثلاثة اشخاص في مستوطنة اخرى في الضفة الغربية في تموز/يوليو 2017.
وجاءت عملية الطعن ليل امس وسط هدوء نسبي في الضفة الغربية على الرغم من اندلاع مواجهات متكررة في قطاع غزة المحاصر بين الشبان الفلسطينين والجيش الإسرائيلي والتي قتل فيها 154 فلسطينيا على الاقل منذ بدء مسيرات العودة في 30 آذار/مارس.
ورحبت حركة حماس بعملية الطعن. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان “كل التحية الى روح الشهيد البطل ابن قرية كوبر في الضفة الغربية محمد طارق دار يوسف منفذ عملية مستوطنة ادم البطولية”.
واضاف ان حماس “تبارك هذه العملية الشجاعة التي جاءت نتيجة لما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم يومية بشعة بحق اهلنا وابناء شعبنا”. واعتبرت ان “انتفاضة القدس مستمرة بكل ادواتها واشكالها، وان الضفة جاهزة وقادرة على الثار لدماء الشهداء وردع الاحتلال”.
الى ذلك قال مسؤول إسرائيلي، اليوم الجمعة، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تؤيد قرار إسرائيل إقامة 400 وحدة استيطانية في الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية، عن مسؤول إسرائيلي، لم تذكر اسمه، إن “الأمريكيين وافقوا على بناء 400 وحدة سكنية في مستوطنة آدم”، شرق القدس.
وأضاف المسؤول: “في الاتصالات الإسرائيلية مع الأمريكيين تم إبلاغهم بقرار إقامة 400 وحدة سكنية في مستوطنة آدم، وقد رحبت إدارة ترامب بذلك”.