الرئيسية زوايا وآراء إعدام الأسرى وحرق عظام الموتى.. إحدى نتائج “العنكبة و إعادة الفرز السكاني...

إعدام الأسرى وحرق عظام الموتى.. إحدى نتائج “العنكبة و إعادة الفرز السكاني والجغرافي” – تعز مثالاً

إعدام الأسرى وحرق عظام الموتى.. إحدى نتائج "العنكبة و إعادة الفرز السكاني والجغرافي" - تعز مثالاً

المشهد اليمني الأول/

 

عندما نتحدث عن هذه الموبقات، نحن لا نتحدث عن جريمة يتقبلها العقل والمنطق -بغض النظر عن الأخلاق والدين والإنسانية- التي لا يمتلكها من يوالي بني سعود ولو تمزَّقت أضلاعه من كثر الصلاة، وحَفِظَ القرآن الكريم وظهرت السجدة بمنتصف جبينه، نحن نتحدث عن فعل يخالف الفطرة حتى في العُرف الحيواني عدا بعض مخلوقات كالعنكبوت، ومن شبههم الله تعالى بالعنكبوت هم من يتخذون من دون الله أولياء، لذلك هذا الفعل مدروس ومبتكر من دوائر الإستخبارات المتحكمة بهذه القطعان والوحوش العنكبوتية، مستغلةً مشاعر الكراهية والحسد والعنصرية التي لا تنشط في الداخل الوطني دون تدخل العامل الخارجي دائماً وأبداً.

 

وعندما نتحدث عن فعل مخالف للفطرة لا ننتظر من المجرمين أن يستنكروها لأنهم أصبحوا عناكب، لكننا نريد من المجتمع حولهم أن يستنكرها، ولغياب ذلك عدة تفسيرات سنلقي نظرة عنها في هذا المقال بالنظر لنماذج ومخططات نفس الأعداء وذات الأفعال في دول أخرى وإسقاطه على تعز جغرافيا وإنسان.

– الصدمة الأولى لفرز المجتمع

لمعرفة كيف نجح الخارجي بجعل الداخلي يتغلب على الفطرة الإنسانية ويصبح عنكبوتاً، يجب معرفة كيف تسيطر هذه الجماعات على البلدان برغم ثقافتها الدخيلة على جميع الشعوب والمناطق، وكيف تستطيع تجييش أبناء تلك المناطق معها، وللإجابة عن هذه التساؤلات، يجب التسليم بمسلمة أن هذا الإختراق ما كان له أن يكون لولا وجود مشاعر عنصرية تحرص بروتوكولات بني صهيون على تأجيجها، وهذا نص من البروتوكول الثالث لحكماء بني صهيون يقول: ((ونحن نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها الضيق والفقر، فهذه المشاعر سبيلنا، حينما يأتي أوان تتويج حاكمنا العالمي سنتمسك بهذه الوسائل نفسها، نستغل الغوغاء كيّما نحطم كل شيء قد يثبت أنه عقبة في طريقنا)) بروتوكول يحتاج إلى دهاقنة الإقتصاد والسياسة والحروب الأهلية إلى إخراجه وبشكل مبسط للجمهور العام لفهمه وادراكه واستيعابه، ومسلمة أخرى يجب إستيعابها أن البروتوكل لا ينفذ إلى الداخل وهذه المشاعر لا تصل للحالة النشطة لولا تدخل العامل الخارجي دائماً وأبداً.

 

بعد فهم جزء من الأسباب، عليكم إلقاء نظرة على ما يحدث فور سيطرة أي جماعة على منطقة ما، صف طويل من الخصوم العُزَّل من أسلحتهم أياديهم مقيدة للخلف ينتظرون دورهم بالإعدام، ومن خلفهم بقية سكان المنطقة يستعدون لـ “إمتحان إثبات الولاء للتنظيم أو الجماعة”، والإمتحان هو أن تقوم بتنفيذ عملية إعدام أحد خصوم التنظيم بالصف وهم من أبناء مدينتك إن نجحت بالإمتحان دون تردد بتنفيذ الإعدام تكون قد أثبتَّ الولاء لهم وأصبحت منهم عنكبوت، وإن سقطت بالإمتحان ورفضَت تنفيذ الإعدام سيعطى الدور لمن بعدك ليقوم بإعدامك، وبهكذا تصبح المدينة بأكملها تدين بالولاء الكامل للتنظيم ولايوجد فيها “مندس” بالتعبير الذي أصبح معروفاً في الجنوب اليمني المُحتل، وللتأكد من ذلك أدعوكم لمراجعة بعض مقاطع الإعدام كما الوصف ستجدون من ينفذون عمليات الإعدام بالغالب لا يجيدون إستخدام السلاح ويظهر واضحاً أنهم من المدنيين، حدث هذا في أفغانستان والعراق.

 

لكن في النموذج اليمني والسوري تمت “إمتحانات إثبات الولاء” بطرق متقدمة وسريعة، فور دخول المنطقة يتم إعدام الأسرى الخصوم بأبشع الطرق ويتم التمثيل بجثثهم أمام العامة، وعلى الجميع إثبات ولاءه بالتصفيق والتهليل والتكبير، أو سيتم تصفيته ويصبح جثة مسحوله على الإزفلت، أو سيتم إدخال الأسياخ إلى عنقه واقتلاع رأسه وحرقه لأنه شبيح علوي نصيري في سوريا، أو “أيش نزله تعز” إذا كان من غير أبناء تعز، أو متحوث مجوسي وقناص كان يقتل الأطفال والرُضَّع إذا كان من أبناء تعز، أو حوثي مندس إذا كانت العملية في عدن، أما شبوة وأبين فقد فضّلتا الذبح بالسكاكين وتفجير رؤوس “الحوثة المشركين” بالهاونات وتكسيرها بالصخور.

– خطوة هامة لفرز نواة في المجتمع تلبي الغرض الإستعماري

هذه الخطوة الهامة تحدث بشكل أساسي في الساعات والأيام الأولى لدخول أحياء واحتلالها، والهدف الإستعماري هو فرز نواة في المجتمع تتقبل هذا الدخيل لتصبح منطلقاً وقاعدة فيما بعد، لذلك لن نجد أحد يرفع صوته ويصرخ بوجه هذه الموبقات، وإن صرخت ستصبح على الفور إحدى ضحايا الموبقات، لذلك ظهرت لنا تعز مدينة طائفية تحرق عظام الموتى ورفاتهم وتهدم المساجد وتنبش القبور لأن هذه المعالم عدوة الفكر الوهابي التكفيري الدخيل على الإسلام وتذكر الناس بأصالتهم الشافعية والصوفية منذ مئات الأعوام، لذلك ظهرت مدينة مناطقية تعدم الأسرى وتقوم بالتمثيل بجثثهم، وبهكذا يحصل بني صهيون بعد عملية تطهير عرقي وطائفي وفرز ومسح وعزل وتهجير على نموذج وهابي مثالي لديمومة بقائه.

 

وللإحاطة فإن من مهام المنظمات المشبوهة وقواعد البيانات التي تجمعها من القرى والمدن هو ذات الغرض فرز مجتمع يلبي مشاريعهم والبقية للتصفية أو حصرهم بجغرافيا لإبادتهم بطرق أخرى بيولوجية عن طريق جرعات يتم إدخالها في مكونات الطعام تتسبب بالعقم والموت المبكر وأمراض سرطانية ومزمنة وهناك مواد متخصصة بتغيير جينات تتسبب ببروز الصفات الأنثوية تصيب الرجال، وجينات تتسبب بتشوهات خلقية، وهناك الكثير من المواد المُعَالجة بيولوجياً بإمكانك الإطلاع عليها من اليوتيوب ومن خبراء ودكاترة متخصصين وليس من مخيلة أحد، لتعرف حجم الكارثة التي لا يدركها المجتمع من خطورة شراء المنتجات المقاطعة الأمريكية والإسرائيلية وهي شركات معروفة وعالمية، لذلك كان شعار المقاطعة الذي أطلقه الشهيد القائد الذي لم يأتي للبعد الإقتصادي فقط بل للبعد الغذائي والصحي على جسم الإنسان والبيئة، يحدث ذلك الإستهداف البيولوجي مع إستمرار الإستهداف الثقافي بالطبع لخلق المزيد من الإنقسامات التي تخدم الصهاينة وبروتوكولات حكمائهم.

 

فمن كان يصرخ “أيش نزلكم تعز” أصبح مُرحباً بـ “الشهيد” الأمريكي “نيكولاس بطرس” قائد شركة بلاك ووتر في اليمن والذي “اُستشهد” في تعز على أيدي ميليشيا الإحتلال الحوثي، وأصبح يتلذذ بحرق عظام موتى “أهل تعز” منذ مئات السنين، وأصبح يستمتع بتفجير مساجد تعز “الأثرية”، مع أن الموتى والمساجد كانوا في تعز منذ مئات السنين ومانزلوش لتعز من مكان آخر!، ومن كان لا ينام الليل من هول “شعر الحوثي المنكوش الغير حضاري” أصبح يجد ألف مبرر ومبرر لصلب الموتى وقطع الرؤوس.

 

ولا مانع أن يأتي إبن تكساس وإبن الإسكندرية وإبن أبو ظبي وإبن الرياض إلى تعز لقتل أبنائها وتطهير قرى بأكملها وتهجيرها لأنها متحوثة مع الزيود، ولا مانع أن نصبح أصدقاء للدحابشة الزنداني وصعتر واليدومي، والجنوبيين أيضاً لا يمانعون من صداقة عائلة عفاش الشمالية بل يقدمون أرواحهم فداءاً لعائلة عفاش في الشمال وشمال الشمال أيضاً، هذا ما نسميه بالتطهير والفرز العرقي الصهيوني لنواة مجتمع جمعها مشاعر سابقة تم تنشيطها بالتدخل الخارجي، ورغم إختلاف ألوانها وأشكالها وحَّدها المال الخليجي والتكفير الوهابي، عنصرية يتم تنشيطها فقط على أعداء أمريكا وإسرائيل والوهابية والتهمة جاهزة كانت مناطقية أم طائفية أم حتى عباطة بلا تهمة إعدام إعدام، ويتم إداخلها في حالة خمول مع أصدقاء أمريكا وإسرائيل.

– خطورة ردة الفعل

الشيء الأخطر هنا، هو المساعدة في إنجاح تلك المخططات بالإستجابة لها عن طريق ردود أفعال منفعلة قائمة على الفعل وردة الفعل، منساقة عاطفياً بردة فعل تستكمل الجزء الآخر من المخطط الهادف لخلق أكبر عدد ممكن من الإنقسامات، كأن يقوم الطرف الآخر بإرتكاب نفس الجريمة تحت ضغط الإستفزاز، أو أن يُساق إلى مربع الكراهية والتعميم على أبناء جغرافيا، كما لمسناه على تعز، بأنهم السبب في كل ما يجري، متناسياً تاريخ بأكمله، تشهد عليه قِباب ومساجد وأضرحه أولياء الله الصالحين في تعز، ومتجاهلاً حتى منشأ الدعم المالي والفكري للتكفير، ومتغاضياً حتى أن تلك دمى ليسوا من تعز وأن بعض الضحايا هم من تعز، ولا يريد الإقرار بحقيقة منشأ الفتاوى المحركة لهؤلاء المسوخ التي كانت بالقرب منه وليسوا في تعز الزنداني والديلمي وصعتر الذي أفتى بإبادة 24 مليون يمني ليبقى مليون إصلاحي، ولا يريد الإعتراف بأن علماء تعز ومفتيها حشدوا كتائب وأفواج عسكرية من تعز ليدافعوا عنه وعن غيره وينتشرون من أحياء تعز والراهدة وحيفان وجبال الأحيوق والشوَّيفة حتى الوازعية وذوباب ونهم إلى مأرب والجوف ونجران وعسير وجيزان يُفشلون مؤامرة القرن.

 

في المقابل ورغم وجود مشاعر البغضاء المسبقة، لدى البعض ضبابية بعدم تشخيص مشكلة تعز الأسيرة في أيادي الوهابية التكفيرية بعدما كانت صوفية وشافعية، ومشكلة إصابتها بداء المناطقية والعنصرية بعدما كانت أممية، فإنتقاد أداء تعز اليوم وبهذه الظروف أشبه بمعايرة مصاب بسرطان يدعى التكفير على مرضه، يغضب لإعدام أسير ويفرغ غضبه على معايرة مريض، أما من يريد إنكار المرض برمته ولا يهمه تشخيص المرض ولا يريد الذهاب للطبيب فهذا هو الكبر والغرور وطريق مسدودة تحقق ردة الفعل.

 

والمشكلة الأخطر بعدم إستيعاب خطورة الفرز والتطهير لإعادة الإنتشار السكاني وعلاقته بأجندة العدوان الصهيوني برمتها، فأي معارض للعدوان يتم سلبه هويته وعقيدته، فإن كان من أبناء المنطقة يطلق عليه “مُتحوِّث” كـ “مُتنصِّر أو مُتهوِّد” وفي كل الأحوال إيراني مجوسي، وبمخيلتهم أصبح بحكم المرتد وبشكل مخالف للقانون والدين لم يعد من أبناء المنطقة وحتى مسلماً بعد سلب الهوية ولم يتبقى سوى تنفيذ حكم الإعدام، لذلك يجدر أن يسأل البعض نفسه قبل أي ردة فعل لماذا يتم تصفية المناصرين لنا في مناطق سيطرتهم.

 

قد يرى البعض مبالغة بالحديث عن الصهاينة وعلاقتهم بالأمر، وأن ما يحدث مجرد أخطاء فردية وإنفعالات، نعم هذا هو، الصهاينة يبحثون عن تلك الإنفعالات ويرون فيها سبيلهم لحكم العالم، وأي خطأ فردي هذا الذي لم يجد معارضاً واحداً من محافظة يبلغ تعداد سكانها 3 مليون أو أكثر، لانتحدث عن الوطنيين والشرفاء المجاهدين، نتحدث عن إنعدام معارضة لهذه الأفعال في كتلة مجتمعية منتقاه تعرضت لمخطط فرز وتتعرض مشاعرهم الخاملة -والتي قد ينكروها أصلاً- للتأجيج حتى تصل لمرحلة التنشيط، فالعنكبوت هو العنكبوت، أما من يبرر الفعل فقد وصل لمرحلة أصبحت قابلة للتنشيط ليصبح عنكبوتاً وسيتم تنشيطها وتفعيلها على فئة معينة حصرياً، ثم أي خطأ فردي هذا الذي يتسبب بتهجير أكثر من مليون أسرة من منازلهم ومزارعهم، وأي خطأ فردي هذا الذي يعجز عن تطبيع 1% من الحياة في مناطقه برغم عدم وجود “حوثي مجوسي أو حتى شمالي واحد”، هذا من نتائج إعادة الإنتشار الجغرافي والفرز السكاني مع سبق الإصرار والترصد للحصول على بيئة حاضنة تنتج مقاتلين وتوجههم أينما أرادوا، وكفى.

– الخلاصة..

هناك مخطط لإعادة الإنتشار الجغرافي لفرز سكاني جديد يخدم العدوان، ويتم إستهداف تعز دائماً لوجود بيئة عنصرية فريدة تعد الثانية بعد الجنوب اليمني، لضمان ضرب العقلية الوطنية القومية وحتى الأممية لتعز وإختزالها بالعقلية المناطقية، ولاحقاً الطائفية الشافعية بمحرك وقلب وهابي تكفيري، لذلك يصرخون “تعز – تعز – تعز” لبعث الروح المناطقية لأبناء تعز، ويفتعلون أعمال عنصرية تعزل أبنائها عن الشمال والجنوب، سيما مع إب وذمار وصنعاء وحجة، ولأنها ذات الإنتشار الأكبر لأبنائها في عموم الوطن ستنتشر العدوى المناطقية بعد ذلك إلى بقية المحافظات اليمنية بكل سهولة وبشكل تلقائي.

 

وما ينبغي إدراكه عموماً أن المشاريع الإستعمارية لا تنجح دون التهجير وبعث روح الكراهية وتأجيجها لتصل لمرحلة التنشيط والعنكبة، مشاريع عملاقة لضرب اليمن التاريخ والهوية والإنتماء، والوطنية على كل حال أصبحت تعني أن آل سعود العدو التاريخي الأول لليمن وكل اليمنيين وهذا واقع وتاريخ وحاضر ومستقبل وقانون أبدي أزلي، فبني سعود إستطاعوا جعل الجنوبي يقتل الجنوبي بمسوغات مناطقية، وتمكنوا من جعل الشمالي يقتل الجنوبي والجنوبي يقتل الشمالي بمسوغات دينية متناقضة، واستطاعوا توحيد المتناقضات لقتل كل وطني أينما وُجِد شمالاً وجنوباً، يحدث ذلك دائماً وأبداً خدمة للغرب الإستعماري أمريكا وبريطانيا، وبحال زوال الدعم الخارجي عن أدوات العنكبة الرخيصة سيتم سحقها بسرعة البرق، وستعود تلك المشاعر المهيئة للعنكبة إلى حالة غير نشطة، فهؤلاء دائماً يعيشون في الظلام، ولا يًطِلُّون برؤوسهم إلا تحت الحماية الخارجية الإستعمارية القديمة والجديدة وأذنابهم آل سعود.

 

#جريمة_الاسير_اليمني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version