المشهد اليمني الأول/
شكّلت الطائرات من دون طيار جانباً من أهم الجوانب العسكرية للحرب المستمرة حالياً على اليمن. أبرز ما يلفت الانتباه في هذا الصدد هو أن هذا النوع من الطائرات كان مدخلاً تمكّنت به صنعاء مضافاً إليه مجهود الدفاع الجوي من تقليل دور وتأثير التفوق الجوي الكبير لقوات تحالف العدوان وذلك منذ أوائل العام الماضي.
وفي نفس الوقت لوحظ تقليل قوات تحالف العدوان السعودي لاعتمادها على هذه الطائرات نظراً للخسائر المتكرّرة فيها خلال عامي 2015 و2016.
طائرات تحالف العدوان السعودي
بدايةً من عام 2015 تكثّف استخدام سلاحي الجو الإماراتي والسعودي لمجموعة متنوعة من أنواع الطائرات دون طيار تعددت مهامها ما بين الرصد والمراقبة وبين عمليات القصف. سلاح الجو السعودي استخدم في بداية عملياته طائرة الاستطلاع من دون طيار مصنعة في جنوب إفريقيا هي “Seeker-400” وذلك في عمليات الدورية والاستطلاع الالكتروني لمناطق الاشتباك مع القوات اليمنية المشتركة في مناطق الحد الجنوبي السعودي “عسير – نجران – جيزان”.
يمتلك سلاح الجو الإماراتي هذا النوع أيضاً بعدد يصل إلى 11 طائرة وهو يتميّز بالقدرة على التحليق لمدة 16 ساعة متواصلة بمدى يصل إلى 260كم، وارتفاع أقصى 6كم، ويستطيع حمل مستشعرات إلكترونية وكاميرات يصل وزنها إلى 100 كيلو جرام مع إمكانية تزويده بصاروخين موجهين بالليزر. تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية في تموز/يوليو عام 2015 بصحراء البقع بمحافظة صعدة من إسقاط الطائرة الأولى من هذا النوع الذي فقد سلاح الجو السعودي منه حتى الآن طائرتين.
كذلك استخدم سلاح الجو السعودي في عملياته شمالي اليمن الطائرة دون طيار ألمانية الصنع “Emt Lunax-2000” وهي طائرة مخصصة للاستطلاع القريب يمكن تزويدها بوسائط للتشويش اللاسلكي ويمتلك منها سلاح الجو السعودي حالياً 8 طائرات.
يبلغ المدى الأقصى لهذا النوع 100كم وسقف ارتفاعه في التحليق 3 كيلومترات، بسرعة قصوى تبلغ 70 كم في الساعة ومدة تحليق من 6 إلى 8 ساعات. هذا النوع تعرض خلال عام 2015 لإسقاطين من جانب قوات الجيش واللجان الأول في حزيران/يونيو والثاني في أيار/ مايو.
النوع الثالث الذي استخدمه سلاح الجو السعودي كان الطائرة الصينية دون طيار “Wing long-2” وهو نوع يمتلكه أيضاً سلاح الجو الإماراتي ويختص بعمليات القصف الأرضي بجانب القدرة على القيام بعمليات التصوير والاستطلاع.
تبلغ سرعته القصوى 280 كم في الساعة بسقف تحليق أقصى يبلغ 5كم ومدى يبلغ 4 الآف كيلو متر ومدة تحليق متواصل تبلغ 20 ساعة. يستطيع هذا النوع حمل ذخائر للقصف الأرضي يصل وزنها الأقصى إلى طن واحد أو ما يوازي 100 كلغ من المستشعرات والكاميرات المخصصة لعمليات الاستطلاع القريب والإلكتروني.
سجل هذا النوع خسارة واحدة خلال الحرب في اليمن حدثت في تشرين الثاني/أكتوبر عام 2016 بعد استهدافها بالمضادات الأرضية.
النوع الرابع كان الطائرات دون طيار كندية الصنع “Aeryon Scout” وهي طائرة تصوير واستطلاع صغيرة تبلغ سرعتها القصوى 50 كم في الساعة ومداها 3 كم، وسقف ارتفاعها 300 متر أسقطت قوات الجيش اليمني طائرة من هذا النوع تابعة لقوات حرس الحدود السعودية في سبتمبر 2016.
في ما يتعلّق بسلاح الجو الإماراتي استخدم نوعين من أنواع الطائرات دون طيار في عملياتها باليمن الأول كان المروحية دون طيار نمساوية الصنع “Camcopter S100″، وهي مروحية مخصصة لعمليات التصوير والرصد القريب ويمكن تزويدها بصواريخ خفيفة تبلغ سرعتها القصوى 220كم في الساعة وسقف ارتفاعها يبلغ 5 كيلومترات ومداها الأقصى 180كم وتستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 6 ساعات. تعرض هذا النوع خلال العمليات في اليمن لعمليتي إسقاط في عام 2015، الأولى في آب/ أغسطس والثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر.
النوع الإماراتي الثاني من أنواع الطائرات من دون طيار كان الطائرة الأمريكية “MQ-1 Predator” ويمتلك سلاح الجو الإماراتي منها أعداداً كبيرة استخدمها في عمليات القصف الأرضي تبلغ سرعتها القصوى 220 كم في الساعة ومداها الأقصى 1100 كم وسقف تحليقها 7 كيلومترات بجانب قدرة على التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة.
يضاف إلى ما سبق العمليات الجوية التي نفذها سلاح الجو الأميركي على مدار السنوات الماضية وسط اليمن بالطائرات الهجومية دون طيار “MQ-9 Reaper” والتي تم إسقاط إحداها في محافظة مأرب في شباط/ فبراير عام 2017.
طائرات الجيش اليمني واللجان الشعبية
شهد العام الجاري دخول قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على خط المواجهات الجوية مع قوات التحالف ليس فقط عبر الدفاع الجوي بل أيضاً عبر مجموعة من الطائرات من دون طيار تم الإعلان عنها في شباط/فبراير الماضي مستوحاة من طائرات تجارية دون طيار وتم استخدامها منذ ذلك التاريخ عشرات المرات في عمليات الاستطلاع والقصف خاصة في الساحل الغربي للبلاد.
الطائرة الأهم في هذه المجموعة هي الطائرة الانتحارية “قاصف-1” وهي مزوّدة بمحرّك يعمل بالبنزين يوفّر لها مدى يصل إلى 100 كيلو متر ومدة تحليق متواصل ساعتين ومزوّدة برأس متفجر زنته 30 كلغ وتشبه في مواصفاتها إلى حد بعيد الطائرة الإيرانية متعددة الأجيال “أبابيل”. الطائرة الثانية هي طائرة الاستطلاع وتصحيح النيران “راصد” وهي مزوّدة بمحرك كهربائي يوفر لها مدى يصل إلى 35 كم ومدة تحليق متواصل تصل إلى ساعتين.
على نفس المواصفات تقريباً كانت الطائرتين الثالثة والرابعة وهما “هدهد-1″ التي يصل مداها إلى 30 كم ومدة تحليقها المتواصل هي 90 دقيقة و”رقيب” وهي طائرة استطلاع ميداني قريب يبلغ مداها 15كم ومدة تحليقها المتواصل 90 دقيقة.
في نفس شهر الإعلان عن هذه الطائرات بدأت الاستخدام العملياتي لها بالمشاركة في عمليات تحديد مواقع القوات الإماراتية في مأرب ومواقع تمركز منصات صواريخ الباتريوت، وفي هذه العمليات شاركت طائرات هدهد-1 ورقيب في مهمة رصد الأهداف المراد ضربها بالصواريخ وتحديد إحداثياتها ومتابعة عملية استهدافها ورصد نتائج الضربات. في شهر نيسان/ أبريل توسّع استخدام هذه الطائرات ليتم تسجيل التحليق القتالي الأول للطائرة الهجومية قاصف -1 واستهدافها كل من مقر شركة أرامكو قرب مدينة جيزان ومطار أبها الإقليمي في مدينة عسير. في نفس الشهر نفذ نفس النوع عمليات ضد مواقع التحالف في منطقتي المخا وموشج في محافظة تعز.
في شهر أيار/مايو تكرر استهداف مطار أبها في عسير بطائرة قاصف-1 وشهد هذا الشهر بدء التركيز على الساحل الغربي بغارة بنفس هذا النوع على تجمع غربي تعز. استمر الوضع على هذا المنوال في شهر حزيران/يونيو حيث شاركت طائرات قاصف-1 وهدهد1 في عمليات رصد واستهداف تحركات التحالف جنوبي الحديدة كما نفذت طائرة من نوع راصد مهمة استطلاع لمحيط مدينة ذباب الساحلية. في ما يتعلق بالشهر الحالي لوحظ في الغارة التي تم شنها على تجمعات قوات التحالف في الساحل الغربي بطائرات قاصف-1 وراصد أنه تم تزويد طائرة راصد الاستطلاعية بسبعة قنيبلات صغيرة لتتحول إلى طائرة هجومية.
كما شارك نفس النوعين في غارة ناجحة بعيدة المدى استهدفت مقر قيادة التحالف في معسكر البريقة في مدينة عدن تمكنت خلالها طائرة راصد من رمي حمولتها على الهدف قبل إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية.
(تقرير – محمد منصور)