المشهد اليمني الأول/
شكّك إعلاميون وسياسيون في هوية قناة «العربية» -المملوكة للسعودية- بعدما بثّت الجزء الأول من فيلم وثائقي يروّج لرواية الاحتلال الإسرائيلي الغاصب للأرض الفلسطينية ومقدساتها، واصفين إياها بـ «قناة عبرية ناطقة باللغة العربية».
كما أدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ما وصفه بـ«السقوط المدوّي» و«الانزلاق الخطير» لقناة «العربية»، معتبراً أن القناة «قررت خلع ثوبها العربي».
اتهم المنتدى، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، قناة العربية بأنها تخلّت عن قضية الأمة العربية المركزية وهي قضية فلسطين، وبثّت مؤخراً -في محاولة مشبوهة لطمس حقائق التاريخ وتزييف وعي الأجيال- فيلماً وثائقياً حمل اسم «النكبة»، تحدثت فيه عن أن «نكبة اليهود» اضطرتهم لإقامة وطن لهم في فلسطين.
وأضاف: «ما يزيد من خطورة هذا الفيلم الوثائقي، المتجرد من كل قيم الإنسانية والقومية والدينية، أنه يأتي في ظل مخططات تصفية القضية الفلسطينية، عبر (صفقة القرن) التي تروّج لها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة حول دور قناة العربية في خدمة هذه المخططات التصفوية، ويثير التساؤلات حول تجنّدها لتزييف الوعي والتاريخ العربي عبر الانسلاخ من الحقائق الدامغة حول اغتصاب العصابات الصهيونية لأرض فلسطين، بدعم وإسناد من الانتداب البريطاني الذي نفّذ وعد بلفور المشؤوم حول إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، على حساب تشريد الشعب الفلسطيني وانتزاعه من أرضه».
وطالب المنتدى، قناة العربية بالاعتذار للجمهور العربي عمّا بدر منها، وحذف الفيلم الوثائقي المذكور من موقعها الإلكتروني، وعدم تكرار بثّه بحال من الأحوال، والتكفير عن ذلك بإنتاج سلسلة أفلام وثائقية عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال البغيض.
ودعا المنتدى، وزراء الإعلام العرب إلى «اتخاذ موقف حاسم إزاء هذه الجريمة، والعمل على محاسبة إدارة القناة التي سمحت بإنتاج وبث هذا الفيلم الوثائقي»، كما طالب اتحاد الصحافيين العرب بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة التصدي لمحاولات تزييف وعي الأجيال العربية.
وعلى الصعيد الشعبي، هاجم مدونون عرب وفلسطنيون، عبر موقع «تويتر»، القناة السعودية التي تُبث من أبوظبي، وقال الناشط الفلسطيني شادي برادعيه: إنه «في الوقت الذي تُزيّف فيه قناة العربية أو (العبرية) إن صح التعبير وتتمادى في تحريف الحقائق وتتساوق مع الرواية الصهيونية، تُمنع قناة القدس من عملها في مدينة القدس المحتلة وأراضي عام 48.. شتان !».
واستغرب الأكاديمي التونسي محمد هنيد -الأستاذ الجامعي بجامعة السربون بباريس- من تفاجؤ البعض من بثّ قناة العربية الفيلم الوثائقي، قائلاً: «لماذا الهجوم على قناة #العربية!»، واصفاً إياها بأنها «قناة صهيونية ناطقة بالعربية مثل سكاي نيوز وmbc.. أين المشكل؟.
وأضاف: «صهاينة عرب يروّجون لأسيادهم من الصهاينة اليهود!».
كما اعتبر الإعلامي الفلسطيني تامر المسحال أنه «من المؤسف بل من المخزي أن قناة عربية وتحمل اسم العربية تبث فيلماً وثائقياً عن نشأة دول الكيان الإسرائيلي واحتلال فلسطين يتبنّى الرواية الصهيونية».
وأضاف: «اسم الفيلم النكبة ولا يتحدث عن نكبة فلسطين بل عن نكبة اليهود، مما اضطرهم لإقامة وطن لهم في فلسطين!!».
وفي انتقاد واضح للفيلم، قال عبدالعزيز التويجري، المدير العام لـ «الإيسيسكو» في تغريدة له «وثائقي العربية (النكبة) نكبة».
وشنّ الأكاديمي والكاتب السعودي المعروف أحمد بن راشد بن سعيد، هجوماً لاذعاً على القناة، قائلاً: «أنا واثق أن قناة العربية قصدت باسم فيلمها هذا ما تعتقد أنه «نكبة» اليهود، فلا يوجد فيه ما يدلّ على نكبة الفلسطينيين. لاحظ هنا كيف تزعم أن اليهود في الدول العربية تعرّضوا لمعاملة سيئة بسبب «العداء للسامية»، الأمر الذي دفع بن جوريون لإحضارهم إلى فلسطين، وإنقاذهم من توحّش العرب!».
ويأتي بثّ فيلم «النكبة» على قناة العربية بعد أسابيع من فضيحة وصف القناة للشهداء الفلسطينيين بـ «القتلى»؛ حيث شنّ ناشطون على «تويتر» هجوماً عنيفاً على القناة، التي كانت تصف قتلى الإمارات والسعودية بـ «الشهداء» أثناء الحرب على اليمن. وفي المقابل، تصف الشهداء الفلسطينيين بـ «القتلى».