المشهد اليمني الأول/
نقول لدول العدوان والغزو والاحتلال لن تدخلوا الحديدة حتى يلج الجمل في سم الخياط.
نقول هذا رغم المعاناة والآلام التي تعصر الشعب ورغم ضروف العوز والفقر والجوع والحاجة التي يعاني من آثارها الشعب اليمني الذي يعيش عامه الرابع في ظل الغزو والعدوان والحصار الذي صمد أمامها رغم معاناته ليفضح أهداف دول العدوان ومخططاتها وأطماعها الإقليمية والأهداف التوسعية الاستعمارية الأمريكية والبريطانية في بلادنا.
وكنا لا نضن أن تصل الأمور والفرقة بين الساسة اليمنيين إلى ما وصلت إليه وغير يائسين من رحمة الله بأن يفقه تلك القوى السياسية رشدها وأن يعيدها إلى صوابها لتراجع مواقفها وتقيم ما جرى خلال سنوات العدوان والحرب من المصائب والمحن التي طحنت الشعب طحن الرحى لترجع عن دوافعها وحججها التي جعلتها تذهب إلى الانتصار على خصومها السياسية لتنتصر لذاتها وتنظيماتها فارتمت في أحضان أعدائها نكاية بخصومها ولم تحسب نتائج ذلك الارتماء والانتصار بأعداء بلادنا اليمن وثورته الخالدة سبتمبر وأكتوبر.
وكنا نؤمل أن تفيق تلك القوى وأن تفوقها ما حلت من المصائب والويلات من عوامل القتل التي استهدفت الحجر والشجر من خلال ما يزيد عن مائتي ألف طلعة جوية عسكرية وقصف م البوارج الحربية وقتل للمدنيين واحتلال لبعض المحافظات الجنوبية والجزر والممرات الإقليمية الدولية، فمهما تكن أو أيا كانت الخلافات والاختلافات السياسية والعسكرية والفكرية والمذهبية لن تكون كافية لتحل لليمنيين ما يفعلون بعضهم ببعض أو تجعلنا أي خلافات كيمنيين أن نصل إلى حد التفريط بيمنيتنا وعروبتنا وإنسانيتنا وتاريخنا وتراثنا و أسلافنا وأعرافنا العريقة والأصيلة وأن نكون بوعي أو بدون وعي عند الحماقات وحالة الضعف وعدم القدرة على التعامل بشرف مع الخصوم، لنتصرف تصرف المنتحر ضد بلاده وتخريب بلاده ونسف بيوته وتدمير حضارته وتأريخه ووجوده وقتل أبنائه وترويع نسائه وإباحة كرامة ومحارم بعضنا بعض وتفسير كل تلك التصرفات والأخطاء وواقع ما يجري ويعتمل حسب الأهواء السياسية التي غايتها الانتصار على الخصوم دون أي اعتبار لقيم الأخوة في الدين والإنسانية والمواطنة المتساوية للجميع.
إننا ندعو المتحالفين مع دول العدوان الطامعة في التوسع في بلادنا وأرضنا والحاقدة على أبناء شعبنا والمحاربة لأمننا ووحدتنا واستقرارنا والمعارضة لبناء دولة يمنية وقيام نظام يمني مستقر من تقود الحرب والعدوان والحصار على بلادنا ومن معها ومن يدور في فلكها من حكام دول الجامعة العربية المرتهنين للنظام العالمي الجديد الساعي إلى ضرب التضامن العربي والتضامن القومي العربي ومنها وحدة اليمن وأمنه وسلامته واستقراره، فاليمن كلها واليمنيون جميعا مستهدفون وأمن اليمن واحد وأمن اليمنيين وسلامتهم جزء واحد لا يتجزأ وأي حل للقضايا الخلافية لن يحلها إلا اليمنيين أنفسهم فلن يحلها الخارج الاقليمي والدولي مطلقا وأي مراههنة على ذلك فهي كالدروشة التي تؤمن بالشعوذة..
أقول هذا في وقت نحن اليمنيين في أحوج ما تكون فيه أن تجتمع الإرادة اليمنية السياسية الحية الداخلية والخارجية على موقف واحد وهدف واحد يرضي الله ورسوله ويخدم مصالح شعبنا ويحفظ وحدة أراضيه وسيادته واستقلاله ويصون كرامة اليمنيين ويصون دماؤهم وأعراضهم من خلال أن يبدأ الجميع فتح صفحة جديدة من الصدق والتوافق على الحل اليمني اليمني وتقديم التنازلات بين اليمنيين بعضهم لبعض لمصلحة اليمن، فليس عيبا أن نقدم التنازلات لبعضنا البعض كيمنيين بل إن تلك التنازلات عمل إيجابي وإنساني وديني وأخلاقي ووطني يحسب لأصحابه ، لكن العيب والعار والخزي أن يتحالف اليمنيون بعضهم ضد بعض ويستقوي مع الخارج الإقليمي والدولي لضرب أخيه بسبب خصومة سياسية و الأضرار بالوطن والشعب وتسليم البلد للمحتلين والطامعين الذين يستغلون فرص الخلافات ويغذونها ويعملون على تطويرها لتحقيق مصالحهم ومكاسبهم وأطماعهم التي لن يستطيعوا تحقيقها في بلادنا إلا من خلال خلافات اليمنيين ضد بعضهم البعض.
يجب على القوى السياسية من تمتلك القرار وبيدها مفاتيح الحل أن تتقي الله في هذا الشعب وأن تستفيد مما أظهرته دول العدوان من الحقد والعداوة والكراهية لبلادنا وأن تعمل على إعلان موقف يجمع شتات اليمنيين ويوحد صفهم وتوجهاتهم لعمل ما يخدم الوطن والتاريخ وينتصر لإرادة شعبنا ويغلب مصالحه العليا، وأؤكد هنا بأن الدعوة إلى دخول الحديدة بالقوة أمرا لن يكون بإذن الله.
فدخول دول العدوان إلى الحديدة لن يكون حتى يلج الجمل في سم الخياط فالحديدة ومينائها الدولي الشريان الرئيسي والوحيد لملايين اليمنيين فلن يضر بالحديدة وحدها بل سيضر بثلثي سكان الجمهورية اليمنية وإن تسليم الميناء أو التنازل عنه يعني انتحار وكارثة إنسانية لم ولن يسمح الشعب اليمني بالتنازل عنه وهو ما يحتم على جميع اليمنيين ودول العالم المحبة للسلام والأمن بأن يتجه نحو الحل السلمي والسياسي في اليمن فلن يكون هناك حسم عسكري وانتصار عسكري لأحد على أحد بل أن الحل في اليمن سياسي سياسي بامتياز وهذا ما كتبت عنه وقلته في أكثر من مناسبة وهذا موقفي والمواقف الوطنية وحق السيادة والاستقلال لا تقبل التأويل وليست سلعة المزايدة و المقايضة السياسية والحزبية بل أنها مصلحة وطنية لكل أبناء الشعب ومختلف قواه السياسية وتوجهاته الفكرية ومسؤوليتها حراستها والحفاظ عليها، فهل حان الوقت لتجتمع أيدي سبأ ويحل اليمنيون قضاياهم وهل حان الوقت لتسموا القيادات السياسية فوق الصغائر من الخلافات السياسية والحزبية فاليمن أبقى واليمن أغلى وأسمى وأكبر وأحق وأجل بالاحترام والتضحية وتقديم التنازلات لصالح الشعب في حاضره ومستقبل أجياله القادمة من الأبناء والأحفاد.
هذه رسالتي ودعوتي ومناشدتي لكل القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة بكل أطرافها و مسمياتها السياسية في الداخل والخارج التي تمسك بخيوط الخلافات وبيدها مفاتيح الحل وأناشدها بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وكتاب الله ومنهجه القرآن الكريم والسنة المطهرة وبالكعبة المشرفة والبيت العتيق إلى التوافق على الحل السياسي وما اختلفوا فيه من الأمر أن يردوه إلى الله ورسوله.
وأناشدهم وأدعوهم بأسماء الأطفال والأمهات والشيوخ الطاعنين بالسن وباسم الجياع والعاطلين والجرحى أن يعود الجميع إلى الحق وابتوتفق فالعودة إلى الحق خير من التمادي في الباطل والوطن يتسع للجميع فلنعمل جميعا معا وسويا ولا نجعل بلادنا وشعبنا ضحية ومغنماً للطامعين والحاقدين على بلادنا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالعزيز أحمد البكير
وزير الدولة في حكومة الإنقاذ الوطني
الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي
https://youtu.be/iuGKWjudSV0