المشهد اليمني الأول/
عشية يوم القدس العالمي رمضان 1439 هـ أطل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الحوثي في خطاب متلفز أكد فيه بأن الأقصى والمقدسات وفلسطين باتت عنوانا رئيسيا لطبيعة الصراع مع قوى الطاغوت والاستكبار في مرحلة حساسة.
وأكد قائد الثورة في خطاب متلفز مساء اليوم بمناسبة يوم القدس العالمي رمضان 1439هـ أن المعركة اليوم بين معسكري النفاق والتحرر ولا ثالث لهما، وأن مصالح السعودية والإمارات وإسرائيل المشتركة تشير إلى أن فلسطين باتت عنوانا رئيسيا لطبيعة الصراع مع قوى الطاغوت، مؤكداً بأن مايجري في اليمن والبحرين وكل العداء لإيران لأن كل حر مستهدف لأنه لم يخضع لأمريكا وإسرائيل، مشددا على دعم المقاومات وزيادة حالة السخط على إسرائيل أمريكا، موجهاً دعوة للخروج المشرف والكبير في صنعاء والحديدة إحياءاً ليوم القدس العالمي.
فلسطين باتت عنوانا رئيسيا لطبيعة الصراع مع قوى الطاغوت
وأكد السيد القائد أن الأمة معنية “باستيعاب طبيعة المرحلة ومعركتنا اليوم معركة وعي وهذا جزء من الصراع مع الأعداء”، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية ليست منفصلة خاصة بقطر معين بل هي عنوان بموقعها الإنساني.. وأشار إلى أن ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى في القرآن الكريم له دلالة مهمة في وجدان الأمة، مؤكداً أن التفريط في الأقصى جزء من التفريط بأي مقدس، وإذا سقطت من واقع اهتمام الأمة فإنها تفرط بأهم ما يمكن أن يجمعها ويوحد صفها.
وشدد السيد الحوثي أن “الأمة إذا فرطت بمقدساتها وما يعبر عن هويتها فقد باتت أمة ضعيفة منتهية”، لافتاً إلى “اليهود سعوا إلى أن تكون المقدسات والمبدأ الديني منطلقا لاحتلال فلسطين بمساندة الغرب بدءا من البريطانيين وورثهم الأمريكيون”.. وأوضح بأن “ارتباط الأمة بالأقصى ارتباط بمبدأ جامع يعبر عن قيمها والتفريط به يشكل خطورة بالغة”، مضيفاً بأن “الصراع اليوم ليس صراعا على قطعة أرض، بل صراع أعمق للسيطرة على الإنسان”، لافتاً بأن “السيطرة الجغرافية لا زالت محدودة ويمكن للأمة استعادتها، والخطر الحقيقي هو السيطرة على الإنسان”.
وأكد بأن الطاغوت والاستكبار يسعى لاستعباد الإنسان واستغلاله في كل مقدراته، مشيراً إلى “من نراهم اليوم تحت سيطرة الطاغوت هم في وضعية مخزية كأدوات خانعة يحركها كيف يشاء” وأضاف بأن “كل أبناء الأمة مستهدفون في المعركة التي يقودها قوى الطاغوت انطلاقا من فلسطين وهي معركة مصيرية”. وأضاف بأن “القوى الشيطانية تقدم عناوين تضليلية لحرف الأمة عن حقيقة الصراع”، وأن المشاهد الدموية والمأساوية في كل بقعة من بقاع عالمنا الإسلامي هي نتاج مؤامرات القوى الشيطانية”.
وجدد التأكيد أن “قضية الأقصى وفلسطين عنوان الصراع الكبير والشامل الذي يسعى فيه العدو للاستحواذ على كل شيء”. مشيراً إلى أن ما يجري من عدوان على اليمن والمظالم في البحرين وباقي المنطقة إنما هي في جوهرها امتداد لهذا الصراع، مضيفاً بأن حركة النفاق في هذه الأمة هي من يستفيد منها قوى الاستكبار لتنفيذ مؤامرته داخل الأمة.
مصالح الإمارات والسعودية وإسرائيل المشتركة
وأكد السيد القائد بأن العدوان على اليمن والقمع للشعب البحريني وما حدث في سوريا والعراق وغيرها من قبل أنظمة محسوبة على هذه الأمة إنما هو يمثل امتدادا لخدمة أمريكا وإسرائيل.
وأشار قائد الثورة ارتباط النظام السعودي والنظام الإماراتي بأمريكا وعلاقتهما بإسرائيل بات جزءا من المعركة التي تستهدف الأمة، لافتاً بأن عناوين الفتنة الطائفية والمذهبية والقومية والمناطقية عناوين تضليلية تحقق لقوى الاستكبار أهدافه، وزمن طويل من التدجين والتلبيس لعبت فيه أنظمة الجور أقذر لعبة في تاريخ الأمة.
وتسائل السيد مستدلاً: “ألم يقل الإسرائيلي أن العدوان على اليمن يمثل مصلحة مشتركة مع السعودي؟!”، مؤكداً بأن “النفاق هو الولاء والارتباط بأعداء الأمة، و أمريكا صديقة وسيدة تيار النفاق، وأن السعودي والإماراتي يتخذون من مواقف الأمريكي مرجعا لهم للتحرك معه في ذات الاتجاه والمسار.
كل حر مستهدف لأنه لم يخضع لأمريكا وإسرائيل
وأشار السيد الحوثي بأن إيران وشعبها المسلم يستهدف لأنه حر لم يخضع لأمريكا وإسرائيل ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة اللبنانية، مشيراً إلى أنه “ليس في إسلامنا عداء لعرقية أو اختلاف بل هي عناوين جاهلية غير مقبولة”. وأكد بأن “توجه شعبنا التحرري هو أصل المشكلة مع قوى الطاغوت والاستكبار” مستطرداً بأن “قضية فلسطين والأقصى والمقدسات تمثل عنوانا للصراع وهناك سعي لاستعباد الجميع”.
وأشار إلى أن أمريكا تتحرك داخل الأمة بحركة النفاق بعناوين يفضحها القدس والأقصى، لافتاً إلى أن الموقف المخزي للنظام السعودي والإماراتي أظهرهم واضحين في عدائهم لحركات المقاومة في فلسطين ومؤخرا في صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكداً بأن “الإعلام السعودي يشن حملة عدائية وتشويهية على حركات المقاومة الفلسطينية لصالح الإسرائيلي”.
وأضاف بأن “العداء السعودي الشديد تجاه حزب الله ومن فترة مبكرة حتى قبل ما يحصل في سوريا إنما هو ضمن أجندة أمريكا و”إسرائيل””، مشيراً إلى أن “مشكلة النظام السعودي مع حزب الله هو دوره الكبير في مواجهة “إسرائيل” والتصدي لمشروع الطاغوت والاستكبار”. ولفت السيد القائد إلى أن “العداء للشعب البحريني من قبل نظام آل خليفة يقع في مربع النفاق منكشفا بشكل صريح مع أمريكا إسرائيل”.
المعركة اليوم بين معسكري النفاق والتحرر ولا ثالث لهما
بيَّن قائد الثورة أن “المعركة اليوم بين معسكري النفاق والتحرر ولا ثالث لهما”، لافتاً إلى أن “النظامان السعودي والإماراتي يدفعان المليارات لتمويل الفتن ومئات المليارات إلى الخزينة الأمريكية مقابل خذلان وعداء للشعب الفلسطيني”. وأن الكثير من المنافقين يسعون إلى الفصل بين الدور الأمريكي والدور الإسرائيلي لتبرير الارتباط بالأمريكي.
وأوضح قائد الثورة بأن” يوم القدس هو يوم الوعي ويمثل فرقانا في هذا العصر، ولن يكون مع الأقصى إلا من يعادي عدو الأقصى”، مؤكداً بأن “كل من يقفون في الصف الأمريكي يتلقون خسائر كبيرة في اليمن وهزائم في سوريا والعراق”. وأشار إلى أنه “لن يكون مع فلسطين إلا من يعادي إسرائيل وأمريكا، أما من يقول أنا مع فلسطين وصديقتي إسرائيل فهو كاذب ومنافق وعميل”.
دعم المقاومات وزيادة حالة السخط على إسرائيل وأمريكا
وشدد السيد الحوثي أن “جبهة التحرر والاستقلال في المنطقة جبهة كبرى عليها مسؤوليات كبيرة”، مؤكداً على أهمية الاستمرار في مساندة حركات المقاومة الفلسطينة وحزب الله في لبنان على كافة المستويات، مشيراً إلى أن محور المقاومة محور قوي في هذه المرحلة وإن كان الصراع ساخنا، ويتطلب الاستمرار في خوض المعركة بكل أدواتها المشروعة.
وأكد بأن الأمة معنية بإعطاء أهمية كبرى لمعركة وترسيخ الفهم لأبعاد الصراع مقابل جهود كبيرة تبذلها حركة النفاق لفصل ذهنية الأمة عن حقيقة المعركة، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالخطوات العملية لترسيخ حالة السخط ضد أمريكا وإسرائيل، وتفعيل المقاطعة للبضائع والمنتجات سلاح مؤثر. مشيراً إلى أهمية تفعيل حالة السخط والعداء وترجمتها ضمن أنشطة متعددة، مؤكداً بأنه أمر “مزعج لقوى النفاق والطاغوت”.
وأضاف بأن “الأمة أحوج من أي وقت مضى للعودة الواعية والعملية إلى القرآن الكريم لصناعة الوعي وتحمل المسؤولية”، وأضاف: “شرف لنا أن نضحي لئلا نكون عبيدا إلا لله، وألا تتمكن قوى الطاغوت من السيطرة علينا”. داعياً لإحياء “عنوان حركة النفاق لكل من يتعامل مع أمريكا وإسرائيل ويعادي أحرار الأمة، وإحياء عنوان الأقصى وفلسطين والعداء لأمريكا وإسرائيل كقضية رئيسية”.
دعوة للخروج المشرف والكبير في صنعاء والحديدة
ودعا قائد الثورة أبناء الأمة إلى إحياء يوم القدس العالمي، ودعا أن يكون الحضور يوم الغد في صنعاء والحديدة والفعاليات في المحافظات الأخرى حضورا متميزا معبرا عن حرية وأصالة ومبدأية الشعب اليمني ووفائه لقضايا أمته الكبرى. وأكد بأنه “مهما كانت الأوجاع والآلام نحن ثابتون على موقفنا مدركون لطبيعة المعركة التي تستهدف هويتنا”.
وكانت قد دعت اللجنة المنظمة لفعالية يوم القدس العالمي في اليمن جماهير الشعب اليمني للمشاركة في يوم القدس العالمي غدا الجمعة في شارع الستين الشمالي تقاطع جولة الجمنة.
ويحي اليمنيون يوم القدس العالمي بالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب اليمني منها مواجهة العدوان وأدواته في الداخل في دليل واضح على أن قضية القدس هي القضية المركزية للشعب اليمني مهما كانت التحديات التي يواجهها.