المشهد اليمني الأول| متابعات
قالت صحيفة معاريف العبرية إن الغرض المعلن من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إفريقيا خلال الأيام الماضية ترتبط في الواقع بالعلاقات الأمنية والاستخباراتية مع القاهرة.
وأضافت الصحيفة أن الهدف المعلن من الجولة الإفريقية تعزيز العلاقات الثنائية والمصالح الإقليمية المشتركة بين القاهرة وتل أبيب، لا سيما الحرب على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء (…), وهو ما أدى إلى مطالبة الدول التي زارها نتنياهو في إفريقيا بالمساعدة في حل المشكلة الرئيسية التي تهم الرئيس عبد الفتاح السيسي وهي المياه.
وفي عام 2013 قرر مجلس النواب الإثيوبي تغيير اتفاقيات توزيع مياه النيل، وأعلنت إثيوبيا أن الاتفاقات تعطي الأولوية في توزيع مياه النيل إلى السودان ومصر، وأعلنت عن خطة لبناء سد على منابع النيل الأزرق، وقد أدى بناء السد الإثيوبي إلى تباطؤ تدفق المياه إلى مصر، وتسبب في أضرار ناجمة عن المياه، خاصة وأن الاقتصاد المصري يعتمد بشكل رئيسي على نهر النيل.
وبالفعل في عام 1979 قال الرئيس المصري أنور السادات إن الماء سبب يمكن من خلاله تخوض بلاده الحرب، وفي عهد خليفته، أعرب حسني مبارك عن تصريحات مماثلة وأكثر حدة، وكان يشير مباشرة إلى إثيوبيا، وفي عهد الرئيس محمد مرسي كانت هناك التحذيرات الصريحة التي تهدد بأن القاهرة تدرس تفجير السد عبر غارة جوية.
واتهمت المعارضة المصرية مبارك بإهمال العلاقات مع أفريقيا واتباع سياسة غير مسؤولة لا تأخذ في الاعتبار الاحتياجات المائية لمصر، وبدأ تجميد العلاقات بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 1995، في أعقاب محاولة اغتيال مبارك، الذي جاء إلى إثيوبيا لحضور مؤتمر الاتحاد الأفريقي، حيث هبط مبارك في مطار أديس أبابا وانتظر قدوم الأمن، لكن بعد وقت طويل لم يأت، وقرر أن يذهب مع فريقه الأمني الخاص تجاه المؤتمر.
وحينها أقدم عشرة مسلحين يحملون جوازات سفر أغلبهم من السودان أمضوا الليلة السابقة في فيلا قريبة من السفارة الفلسطينية في إثيوبيا، نصبوا كمينا للرئيس المصري وفتحوا النار في وجه سيارته، وخلال الاشتباك قتل خمسة مسلحين وحارسين شخصيين، بعدها مشى مبارك إلى المطار، وبعد ذلك توجه إلى القاهرة ولم يعود إلى إثيوبيا.
وأشارت معاريف إلى أنه على الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، أن يدرك أن العلاقات الباردة مع الدول الإفريقية إشكالية جدا بالنسبة لمصر، وعليه أن يبدأ العمل بشكل حثيث لتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، لذا فور توليه مهام منصبه هرع للقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي في نيويورك، وفي وقت لاحق التقى مسؤولين إثيوبيين آخرين لتجديد العلاقات بين البلدين، وبالإضافة إلى ذلك، استضافت مصر وفود رفيعة المستوى من السودان لتعزيز المشاريع المشتركة حول نهر النيل.
وفي ربيع 2015 الماضي، بدأ السيسي زيارة تاريخية للسودان وإثيوبيا لحل مشكلة المياه، وتم توقيع اتفاقات متبادلة، ولكن لم يتم حل المشكلة الفعلية، فالإثيوبيون لا تزال أيديهم على الصنبور، ويلاحظ أن زيارة نتنياهو تركزت في البلدان المرتبطة بالنيل، مثل إثيوبيا وكينيا والسودان، كدليل على أن إسرائيل تريد فعلا تشكيل تحالفات مع هذه الدول من أجل السيطرة على المياه.