المشهد اليمني الأول/
من المفروغ منه ان الكذب الامريكي بلا حدود، وان الديمقراطية المزعومة هي وهم كبير وفساد اكبر.عندما طالب أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة استماع في مارس / آذار الماضي، أن يعرفوا ما إذا كانت القوات الأمريكية معرضة لخطر الدخول في اشتباكات مباشرة مع الحوثيين ، أكد لهم الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية ان ذلك ليسصحيحا، وقال نصا: “نحن لسنا أطرافاً في هذا الصراع”.
وقالت نيويورك تايمز في مقال لها ما نصه: “يبدو أن البنتاغون وإدارة ترامب ضللا الأمريكان حول المشاركة العسكرية المتزايدة في حرب في اليمن … في أحدث توسع للحروب السرية الأمريكية ، كان حوالي 12 من قوات الكوماندوس العسكرية على حدود المملكة العربية السعودية مع اليمن منذ أواخر العام الماضي ، وفقا لتقرير حصري لصحيفة التايمز. تساعد قوات الكوماندوز على تحديد وتدمير الصواريخ وإطلاق المواقع التي يستخدمها الحوثيون في اليمن لمهاجمة المدن السعودية. يكشف هذا التورط كذب تصريحات البنتاغون بأن المساعدات العسكرية الأمريكية للحملة التي تقودها السعودية في اليمن تقتصر على تزويد الطائرات بالوقود واللوجستيات والاستخبارات، ولا تتعلق بالقتال”.
ونحن الان امام كذب مكشوف للادارة الامريكية في الداخل والخارج، فإن الوثوق بأي تعهدات او تصريحات امريكية، يعد دربا من دروب العبث.
هذه الادارة كسابقاتها لا تعترف الا بالقوة التي تجبرها على تعديل او التراجع عن خططها.
والمطروح على المقاومة هو السير في طريقها، والمقاومة هي قوة في ذاتها وهي التي تفعل ما تفعله السياسة مع اطراف اخرى غير الصهاينة والامريكان.
وكما ان الحرب هي نوع من السياسة، الا انها هيالسياسة لدى الامريكان والصهاينة، حيث اهدافهم السياسية هي اذعان الخصوم والاعداء، لا التوصل الى تفاهمات، واي تفاهمات تحدث هي نتاج توازن للقوي او بالأحرى توازن للرعب.
هذا هو الحال في لبنان وفي سوريا، وفي اليمن، وهذا ما تبينه الفلسطينيون جيدا وهم في طريقهم اليه لا ستعادة حيوية قضيتهم وانقاذها من التصفية.
تسعى السعودية حاليا وفقا لاحدث التقارير الى اشعال الحرب مجددا في جبهات اخرى في سوريا، وذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن 3 مستشارين عسكريين سعوديين زاروا، الجمعة 25 مايو الجاري، القاعدة الأمريكية في بلدة خراب عشك شمال شرق سوريا للقاء مسؤولين من “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وأوضح مصدر محلي مطلع، في حديث لمراسل الوكالة، أن الهدف من الاجتماع هو “تأسيس وحدات عربية في المنطقة نواتها فصيل الصناديد”، أحد الفصائل المنضوية تحت ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تقودها عسكريا “وحدات حماية الشعب”.
وأشار المصدر إلى أن الهيكل الجديد من شأنه أن يشكل إحدى القوى العسكرية في “فيدرالية شمال سوريا” المزعومة التي أعلنت عنها القوى الكردية في مارس 2016.
وأفاد المراسل بأن كل منتسب للوحدات المذكورة سيحصل، حسب هذه الخطة، على مبلغ 200 دولار شهريا، مبينا أنه تم إنشاء نقاط ارتباط في الحسكة والقامشلي، لاستقبال وتسيير أمور المنتسبين.
وما يمكن استنتاجه من ذلك هو ان المشروع مستمر والسعودية ماضية لنهاية الشوط، وما يحدث بسوريا هو على ارتباط وثيق بما يحدث في اليمن.
فالمعسكر الامريكي الصهيوني يتحرك كمعسكر مترابط في مختلف الجبهات، وهو ما يفرض على المقاومة امرين مرتبطين:
الاول: استمرار خيار المقاومة وتصعيده بقدر الامكان.
والثاني: التنسيق والتحرك كجبهة واحدة مترابطة.
المقاومة لا تترقب اشخاص، ولا يهمها اخبار بن سلمان والتقارير حول اختفائه وهل هو حي او ميت، فالمقاومة لها مشروعها وتعلم جيدا ان رؤوس الحربة للمشروع الصهيو امريكي متجددين، كما ان قيادات المقاومة متجددة.
نحن لسنا دعاة حروب، ولكن اذا تم تخييرنا بين السلة والذلة، فهيهات منا الذلة…هذا هو ملخص المقاومة وهذه هي روحها التي نفهمها.
(إيهاب شوقي – كاتب مصري)