المشهد اليمني الأول/
العقول العسكرية الإستراتيجية لعبت دوراً خططياً وعملانياً بحسم العديد من المعارك بالساحل الغربي طيلة سنوات رغم طبيعة جغرافيا المعركه التي من المفترض ان تكون لصالح تحالف الغزاه المسيطر جوياً بشكل كامل اضافةً الى التفاوت الكبير بكفتي الميزان بين طرفي المواجهة “اليمن ضد تحالف اقليمي ودولي ومرتزقته” في الامكانات التسليحية والبشرية والقدرات المالية والتقنية العسكرية ولطالما كسب اليمن معارك كبرى وبشكل مفاجيء وصادم للعدو بسبب مواقف او قرارات عسكرية استراتيجية حاسمة في لحظات حرجة ولطالما خسر تحالف الغزاة والمرتزقة معارك كان على حافة تحقيق انجاز ما بسبب مواقف او قرارات استراتيجية خاطئة ما يؤكد ان للعقيدة والخبرة والعنصر العسكري البشري دوراً حاسماً وكبيراً في تحقيق الانتصار النهائي وهذا مايفتقر إليه الغزاة والمرتزقة.
ويبدو أن المُخطط العسكري اليمني لمعركة الساحل الغربي الذي يمتاز بعقل استراتيجي او منظومة عقول عسكريه استراتيجية تعمل على مراعاة مهنية واحترافية لمبادئ فن علم الحرب كمبدأ تركيز قوات الجيش واللجان المنتشرة ومبدأ الامن الناري القصير والبعيد والعملاني الجغرافي ومبدأ الحركة الهجومية والدفاعية المتزامنة ومبدأ الهجوم المستقل ومبدأ المفاجأة الفاعلة اوالمباغتة المدمرة فالذي سجل لهذا المخطط ابداعا ملفتا في ساعات وايام واسابيع واشهر المعارك وغيرها من المبادئ العسكرية فالخطة العامة او الاستراتيجية العسكرية الموضوعة للمعركة بالساحل الغربي وتكتيكاتها المتبعة واساليبها المستحدثة فاجأت العدوالاماراتي ومرتزقته وكسرت ظهر عملياته العسكريه المفككه مضموناً بمجرد انطلاقها.
عملية الرعد الاحمر هي عملية عسكرية واسعة “بر وبحر وجو” اطلقها تحالف الغزاة والمرتزقة بالساحل الغربي تحت شعار السيطرة على الساحل الغربي والحديدة وابتدأت بعمليات انزال بحري وبمرحلة خوض شن هجمات من كافة قواعد الاشتباك بالساحل الغربي بدأ من كهبوب الى الوازعية الى موزع الى جنوب حيس الى شمال الخوخة وهذه العملية العسكرية الواسعة والكبيرة ارتكزت على الضغط الناري المستعر بكافة قواعد الاشتباك وبوقت واحد اضافة الى الغطاء الجوي والبحري الكثيف.
لكن المفاجأة العسكرية انها اصطدمت عملية الرعد الاحمر التي ينفذها الغزاة والمرتزقة بارخبيل عملياتي عسكري دقيق ومرعب رسمه مجاهدي الجيش واللجان جعلت الرعد الاحمر ميت جغرافيا وغير مؤثر عملياتياً فوقعت قوات الغزاة والمرتزقة بمرحلة عزل وتطويق اولي مطلق لمحاصرتها بقواعد الاشتباك المشتعلة بنسبة 360 درجة بامتداد الساحل الغربي على طريقة “الصندوق المغلق” أو ” الارخبيل المقفل” حيث قامت قوات الجيش واللجان الشعبية على أساس التحرك من ثلاثة محاور أساسية اولها المحور الشمالي الشرقي من الخوخة وثانيها المحور الغربي من موزع والوازعية والعمري وثالثها المحور الشمالي الغربي المتصل بحيس وجنوبها حيث تفرعت الى ستة محاور قتالية.
عملت أولا على تفتيت تشكيلات العدو الاماراتي ومرتزقتة وارباكها وضرب خطوط الامداد وابطال اساليبها الهجومية المعروفة بطرق عسكريه يمنيه إبداعية جديدة. وللعلم أخذ مسرح المعركه بالساحل الغربي الشكل “البيضاوي” لذلك تمت محاصرة مساحة المعركه وبالادق فرض طوق عسكري كبير بدأ من كهبوب جنوب الساحل وانتهاء بجنوب حيس مما قلل من فاعلية قوات الغزاة والمرتزقة وافقدها التأثير العملياتي خارج مسرح المعركة ومنعها من توفير عنصر الاسناد المتبادل بين قوات الغزاة والمرتزقة المنتشرة مما أدى الى سقوطها المريع بارخبيل استنزاف قاتل وهذا هو جوهر العمليات العسكرية في معارك الساحل الغربي كهدف رئيسي وكاستكمال عمليات ازالة التفوق العسكري الجوي والبحري للغزاه مما سينقلنا الى مرحلة جديدة وهي حرب القطعه بالقطعه على المستوى الجغرافي مما يستدعي تغييرا في الاساليب والتكتيكات المتبعة لاختلاف بيئة المعركة اي اصبحت رأس الحربة القوات اليمنية الخاصة وقوات التدخل السريع بالجيش واللجان .
نحن اليوم نختتم الاسبوع أو أكثر منذ بدأ معركة سحق معركة الرعد الاحمر التصعيدية العدوانية بالساحل الغربي مما جعل المرحلة الثانية كما مخطط لها هي مرحلة العزل والتطويق والتقدم السريع والمباغت بدلالة الحرفية العالية للجيش واللجان في رسم خطة المعركة والتعاطي مع قوات الغزاة والمرتزقة بعد التعرف على الثغرات والاستمكان من مواقعهم واستكشاف نقاط ضعفهم ومسح الموارد والطاقات والإمكانات وابطال توظيفها ما مكن قوات الجيش واللجان من التعاطي مع قوات الغزاة والمرتزقه بطريقة مختلفة تماماً تؤدي الى حسم المعركة بالفتره المقبلة ومضاعفة خسائر الغزاة والمرتزقة بشكل فادح وصادم سيفكك صفوف الغزاة والمرتزقه أكثر وأكثر وخصوصاً ان الارادة السياسية اليمنية بذروة نشاطها مما خلق تعاظم بقدرات المنظومة العسكرية وبالذات قوتها الضاربة للمهام الخاصة وقواة الرئيسية وتراكم الخبرة لديها وتضاعف الامكانات على مستوى الإدارة والقيادة والسيطرة وحسن اختيار اللحظة الحاسمة لتوجيه الضربة القاصمة كلها عوامل ستساهم بتحقيق نصر سريع ونوعي بعد فرملة التصعيد العسكري الغازي والمرتزق لكي يكون الارخبيل العملياتي بالساحل الغربي هو اسوء جغرافيا حرب يدخلها الغزاة والمرتزقه.
صحيح أنّ عمليات العدوان التصعيدية بالساحل غطّت على الأحداث الاخرى ، لكن الأصحّ أنّ المعارك هناك مستمرّة بعنف في أكثر من مكان، وأعداد الخسائر الغازيه والارتزاقيه في تزايد مستمر يفوق بحجمه كل الخسائر الماضيه، وكان لافتاً هزيمة الغزاه والمرتزقه في فرض سيطرتهم على مناطق جغرافيه جديده مقارنة بجحم التصعيد العسكري ، على الرغم من تنفيذه سلسلة هجمات برّية مدعومة بالدبابات، وبقصف صاروخي عنيف شاركت فيه طائرات “الإف16و15” وطوّافات الاباتشي الهجومية، وذلك منذ 8 مايو، أي منذ نحو أسبوع أو أكثر .
ولم ينجح الغزاة والمرتزقه الذي حشدوا ما بين 30 إلى 40 ألف عسكري، لا سيّما من وحدات الفرق الخاصه الاماراتيه والسودانيه اللتين تتميّزان بتجهيزاتهما التسليحيه الحديثة، في كسر شوكة وحدات صغيره من المجاهدين بل الواقع الميداني يثبت بوضوح انها كُسرت شوكة الفرق العسكرية الغازية باذلال الى جانب فرق مليشيات المرتزقة. ونسمع الغزاة والمرتزقة اليوم يقولون أنّ مصير معركة الساحل الغربي ستحدّد مصير الحرب في اليمن، فما هي الأسباب التي أدّت إلى هزيمة الغزاة والمرتزقة بالساحل الغربي حتى اليوم؟ هناك اسباب كثيرة ولسنا بوارد ذكرها هنا.
لا أحد يمكنه تقدير تاريخ انتهاء المعركة، إلا أنها بحسب المعطيات الميدانيه “تسير وفق المراحل المحددة من الجيش واللجان، ومع ذلك يمكن الجزم أنها لن تكون طويلة، وهي محسومة والنصر معقود للجيش واللجان الشعبية بعون الله وتأييده وهذا امر حتمي ولاشك فيه لانه لاخيار لدينا سوى النصر وللحديث بقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عايض أحمد