المشهد اليمني الأول/
وجه الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم كلمة إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مهنئاً إياه وأبناء الأمة العربية والإسلامية بخالص التهاني القلبية والمباركة بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل.. مؤكداً أن الشهر محطة تربية وموسم إيماني ومناسبة لا تعوض لشحذ الهمم وتنمية العزم والصبر والإرادة لدى الناس وفرصة لتعزيز التواصل الإنساني والإحساس بمعاناة الآخرين.
وأشار الرئيس أن النظام السعودي العميل بإشراف وإدارة مباشرة من أمريكا يمارس عدوان لا أخلاقي ودون أي مبرر أو مسوغ قانوني بهدف إركاع هذا الشعب واستعباده والسيطرة على ثرواته وفرض الوصاية الأجنبية عليه، إلا أن الشعب يواجه في العام الرابع من ملحمة الصمود الأسطوري.
وأكد المشاط أن اليمنيين معنيون جميعاً لتعزيز التلاحم ورفد عوامل النصر والقوة أكثر من أي وقت مضى، مؤكداً أن ما أنجزه الشعب خلال الثلاث السنوات الماضية ما كان ليتم لولا التأييد الإلهي والعناية الربانية لهذا الشعب المظلوم ولعدالة قضيته والجهود المباركة من كافة أبناء الشعب، مشدداً على أهميةالتزود بالتقوى في هذا الشهر لمواجهة صلف العدوان والتواطؤ مخجل من كل مؤسسات وهيئات المجتمع الدولي، ما يحتم على الشعب الصمود والمواجهة، لافتاً أنه الخيار الوحيد لحرية الشعب وعزته وكرامته.
وأشار الرئيس إلى ما تشهده الأمة الإسلامية من مواجهة أخطار وتحديات جسيمة لا تخفى على أحد، بسبب المشاريع الأمريكية الصهيونية التوسعية والتي ليس آخرها اقتحام المسجد الأقصى من قبل مستوطنين صهاينة وتدنيسه في ظل صمت مهين من قبل الأنظمة العربية التي كشفت تواطئها وتآمرها والتي كانت في مقدمتها الدول المنخرطة في العدوان على اليمن، في إطار المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وحرف اهتمام الناس إلى قضايا أخرى هامشية تشغلهم عن قضية الأمة الرئيسية والمركزية في فلسطين.
المشاط أكد أن الشعب اليمني قدم تضحيات كبيرة جراء مواقفه الأصيلة من القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن تمسك الشعب بهذه القضية كان أحد أسباب استهدافه وهو اليوم في معركة واحدة مع كل المقاومين في العالم ضد توجهات قوى الاستكبار والغطرسة العالمية وأذنابها في المنطقة.. مؤكداً الوقوف مع حق الشعب الفلسطيني الكامل في الحرية والاستقلال ودعم ومباركة كل خياراته للدفاع عن نفسه وأرضه.
وأكد الرئيس مهدي المشاط أن الشعب اليمني مستعد كل الاستعداد أن يلتحم رغم العدوان الحاصل عليه مع أشقائه في فلسطين وكل محور المقاومة للذود عن مقدسات الأمة في أي معركة مصيرية قادمة، مؤكداً دعم كل خيارات المقاومة والمواجهة التي يجترحها الأبطال في ميادين مقاومة الاحتلال الصهيوني، داعياً شعوب الأمة العربية والإسلامية للتحرك الجاد والفعّال لإفشال مؤامرات الأعداء في فلسطين العروبة والإسلام وعاصمتها القدس العربية المسلمة بكل الطرق الممكنة والمتاحة.
ولفت المشاط إلى أن المعاناة الإقتصادية الشديدة يمكن تحويلها إلى فرصة من خلال التحلي بأقصى درجات المسؤولية والعمل الجاد والدؤوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الابتكار والإبداع، مؤكداً بذل كل الجهود لتحقيق ذلك، لافتاً أن الشعب اليمني شعب حضاري عريق صاحب باع طويل في شتى مجالات الصناعة والحرف اليدوية والزراعة والتجارة والابتكار وقادر على ذلك بالتعاون بين الجانب الرسمي والشعبي.
وشدد الرئيس على ضرورة تعزيز الوعي وتحصين المجتمع ومواجهة حملات التضليل والإفساد التي يقوم بها العدو التي تستهدف الشعب في هويته وثقافته وقيمه وقوت يومه بغرض تجريده من عوامل قوته وإخضاعه وتسهيل استعباده، مؤكداً على ضرورة رفع مستوى الوعي والإدراك بطبيعة المواجهة وحقيقة العدو وطموحاته الاستعمارية في أرضنا وباقي الأرض العربية والإسلامية.
ووعد المشاط الشعب اليمني ببذل كل الجهود على مدار اليوم والساعة للتخفيف من معاناته وتوفير الحد اللائق من الخدمات والمرتبات رغم الحصار والاستهداف الاقتصادي المستمر من قبل قوى العدوان على البلد.
وبشأن المواقف السياسية من العدوان أكد الرئيس أن الشعب اليمني ما زال وسيستمر بمد اليد للسلام العادل والمشرف يصون تضحيات الشعب ويحفظ مكتسباته، مؤكداً على تقديم التنازلات تلو الأخرى في سبيل تحقيق ذلك، إلا أن تعنت العدو وتصعيده في كل الميادين بدعم أمريكي واضح، حال دون ذلك.
كما أكد على رفض خيارات الاستسلام والخنوع والذل مهما طالت المعركة وعظمة التضحيات، وإن الشعب الذي بذل دمه الغالي في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال من الفلاح إلى العامل البسيط إلى الجندي إلى رئيس جمهوريته الشهيد الرئيس صالح الصماد رحمة الله عليه هو شعب جدير بالنصر ويستحق أن ينال الاستقلال ويسود على ثرواته وموارده دون وصاية أجنبية، مؤكداً تجاوز أصعب المحطات في هذا العدوان وأن “القادم بإذن الله تعالى سيكون أشد وأنكى على قوى الغزو والاحتلال” حتى تحقيق معادلة الردع وإيقاف الاعتداء المستمر علينا منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام.
وأشار إلى أن الواجب الديني والوطني يفرض على الجميع أن نكون يداً بيد وعلى قلب رجل واحد في مواجهة كل التحديات على مستوى جبهتنا الداخلية وكذلك التحرك العملي في مسار البناء وتفعيل العمل المؤسسي ومواجهة الفساد وتفعيل المؤسسات القضائية والأجهزة الرقابية من جهة ومن جهة أخرى في مسار الدفاع عن الأرض والعرض ورفد الجبهات بالمال والرجال والسلاح.. مؤكداً العمل بكل الطاقات والقدرات للاستمرار في مشروع بناء الدولة وتفعيل مؤسساتها ومواجهة الفاسدين والمعرقلين لذلك ضمن مشروع “يد تحمي ويد تبني” الذي أطلقه الشهيد الصماد رحمة الله عليه حتى يصبح واقعاً ملموساً في حياة كل مواطن .
وأشاد الرئيس بالدور البطولي الفذ والانتصارات الكبيرة لأبطالنا من أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية على مختلف جبهات الكرامة والشرف على امتداد الأرض، مؤكداً على ضرورة استمرار حالة النفير والجهوزية في ظل التصعيد الكبير من قبل قوى العدوان.
وجدد دعوته أبناء الشعب لضرورة إغتنام الشهر الكريم، سائلاً الله تعالى أن يتقبل الصيام والقيام ويحمي البلاد وينصر الشعب ويرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويجعل شهر رمضان الفضيل شهراً مباركاً للجميع.
لتحميل نص خطاب الرئيس المشاط للشعب اليمني بمناسبة الشهر المبارك من الرابط: https://goo.gl/oMg4V5