المشهد اليمني الأول/ تقرير – إبراهيم الوادعي
تحل الذكرى ال 70 لنكبة فلسطين واحتلالها من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، وسط متغيرات جمة تعصف بالمنطقة العربية والعالمية على حد سواء، وإن كانت الأحداث الساخنة تتركز في المنطقة العربية حيث الحرب على أشدها بين محور الممانعة والمحور الصهيوامريكي، ورسائل الصواريخ بين محور المقاومة والكيان الصهيوني يجري تبادلها، كاسرة بذلك جمودا استمر لقرون منذ حرب 73م على الجبهة السورية.
مايحاول الصهاينة وترامب ترويجه بالتزامن مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، باعتباره انتصار وفرحة كبرى، فحقيقته إن ” إسرائيل” في سنتها السبعين أضحت كمن طرقتها الشيخوخة وتبحث عن التجمل بالبهرجة الإعلامية لإظهار قوتها بعد ان كانت لعقود تفعل الكثير في الصمت وتترك للأخرين الحديث عن إنجازاتها في ظل أنظمة عربية بائدة مكنتها من ذلك.
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بقدر ما هو استفزا لمشاعر المسلمين فانه كخطوة تزيد في قوة الكيان العبري يعد صفريا، ولا تضيف إلى ميزانه العسكري شيئا، بل على العكس، ذلك يساهم وساهم في انضمام المزيد إلى المحور المقاوم باعتباره الخيار الصحيح لاستعادة فلسطين.
لقد كان الهدف الأول من إدخال المنطقة العربية في آتون ما سمي بالفوضى الخلاقة هو الوصول إلى ” إسرائيل” أكثر أمنا وسط محيط مفتت يتقاتل فيما بينه ومشغول عنها ، ويمد اخر يد السلام اليها باعتبارها قلعة الاستقرار الأخيرة في المنطقة ، لكن هذا المشروع بعد عقد ويزيد من إطلاقه أوجد ” كيانا” أكثر قلقا على مستقبله وبقائه، ويحتفل بعامه السبعين وسط تنامي وتضخم قوة اعدائه ، وفي ذلك مصاديق الآية الكريمة ” ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين ” .
لقد كشفت الوثائق الأمريكية ووثائق ويكليكس واعترافات المسئولين الأمريكيين عن وقوف واشنطن والكيان الصهيوني ودول غربية على رأسها بريطانيا وراء هذه المجموعات كداعش والقاعدة والنصرة …. الخ، وجميعها من انسال الوهابية التي اعترف بن سلمان برعايتها واستخدامها لتحقيق أجندات الحلفاء وفق توصيفه لمجلة أمريكية واغرقت المنطقة العربية ودولا إسلامية في بحور من الدماء.. ومنذ الإعلان الأمريكي عن ولادة الشرق الأوسط الجديد في ال 2006م ماذا كان وماذا تحقق.. تشكل محور الممانعة والمقاومة الإسلامية، وأضحى يمتلك خبرة كبيرة وجراءة كبيرة في تهديد وجود الكيان الصهيوني وكسر الجمود الذي كان قائما منذ عقود باستثناء الجنوب اللبناني والذي كان المؤشر الأول لهذا التغير في المعادلات على مستوى المنطقة عقب تحرير الجنوب اللبناني عام 2000م ونتائج انتصار حزب الله في العام 2006م.
تمكن محور المقاومة من كسر التفوق الصهيوني الجوي، وتمثل أبرز مؤشر على ذلك بإسقاط طائرة اف 16 صهيونية فوق الجليل مطلع العام الحالي 2018م، وفي السياق فان ال 60 صاروخا التي أطلقها هذا المحور ردا على القصف المتكرر للكيان الصهيوني وطالت الجولان ومواقع في الجليل عسكرية واستخباراتية صهيونية، حدث مهم لم تشهده المنطقة منذ سكتت المدافع في حرب التحرير العربية عام 1973م، وإيذانا بدخول المنطقة والكيان الصهيوني مرحلة جديدة لا تؤذي استقراره فقط بل وتهدده وجوديا باعتراف مراكز الأبحاث الصهيونية نفسها.
يطل العام السبعون لاستيلاء الصهيونية على فلسطين وسط مشهد عربي صحي في حقيقته، بخلع الصهاينة العرب رداء الدين والدفاع عن المقدسات، اذ لا يمكن الجمع بين ذلك والعدوان على أصل العرب والشعب الذي وصفه الله ورسوله بشعب الايمان، وطيلة عقود أعاق الصهاينة العرب التقدم خطوة باتجاه فلسطين ومكنت دولهم الثرية وتلك الخانعة الكيان المحتل من قضمها رويدا رويدا بما في ذلك القدس.
وفي خروج الكثرة المنافقة ما يمكن عده بمبشرات الانتصار التي تحدث عنها القرأن في سرده لقصة طالوت واختبار النهر قبيل النصر التام على جالوت. وما كانت الكثرة على احتوائها المنافقين إلا مدعاة للهزيمة والتخاذل، يقول الله ” ولوكانوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا “.
لقد تمكن الشعب اليمني بصموده الأسطوري من إنجاز عملية الفرز الصحي في جسد الأمة الإسلامية والعربية وفصل الصهيونية العربية عن الجسد العربي والمسلم الواقف حقيقة مع فلسطين والقدس والمسجد الأقصى. وهذا الشعب المسلم العربي الأصيل منذ مارس 2015م تاريخ بدء العدوان عليه وعلى طريق انتصاره، ينجز كذلك ملف الاجهاز على النفوذ الأمريكي في المنطقة، وكسر هيبتها عالميا بوصفها، وهو جسر إجباري على طريق الهدف الكبير تحرير فلسطين، والنجاح اليماني حتى اللحظة في هذ الملف مهد لتقدم الحلفاء خطوة نحو فلسطين فحلقت الصواريخ العربية الإسلامية فوق الجليل ومس بالتفوق الجوي الصهيوني.
وفي العبرة فإن احتفالات الكيان الصهيوني باستلاب فلسطين هذا العام ستكون شاحبة، وفرحة ترامب على تويتر، ليست كافية لطمأنه “القادة الإسرائيليين” كرقصة الديك المذبوح يمكن اعتبار احتفالات الكيان وصهاينة العرب بنقل السفارة الامريكية الى القدس.. المنطقة تعزف منذ سبتمبر 2014م لحن خلاص القدس، وزمان اليمن. وعذرا فلسطين إن طال الانتظار، البركان اليمني على الطريق وقد دك أولى عواصم النفاق.
https://youtu.be/JUxNJxE658I