المشهد اليمني الأول / متابعات
في تأكيد على وصول التطبيع بين الكيان الإسرائيلي والسعودية إلى مستويات متقدمة جداً، اعترف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحق الكيان الإسرائيلي في إنشاء دولة يهودية على أراضي فلسطين المحتلة مقدماً ورقة اعتماده الأخيرة لتعيينه ملكاً على السعودية.
وفي مقابلة مع محرر مجلة “ذا أتلانتك” جيفري غولدبيرغ، قال ولي العهد السعودي “إن لليهود الحق بإنشاء دولتهم إلى جانب الفلسطينيين”، مستدركاً بأنه “يجب علينا تحقيق اتفاقية سلام؛ للتأكد من استقرار الطرفين، وقيام علاقة طبيعية”.
وكتب غولدبيرغ قائلاً: “تحدث معي ولي العهد السعودي عن إسرائيل، أخبرني أنه يعترف بحق الشعب اليهودي في أن تكون له دولة قومية خاصة به إلى جانب دولة فلسطينية، وهو ما لم يعترف أي زعيم عربي به أبدا“.
ونقل الصحفي عن محمد بن سلمان قوله:” “لدينا قلق حول مصير الحرم القدسي الشريف في القدس وحقوق الشعب الفلسطيني، هذا ما لدينا، وليس لدينا معارضة ضد الشعب الآخر”، وتحدث محمد بن سلمان عن الكيان الإسرائيلي بالقول: “إسرائيل لديها اقتصاد قوي مقارنة مع حجمها، وهو اقتصاد متطور، بالطبع هناك الكثير من المصالح التي نشترك فيها مع إسرائيل، ولو حدث سلام فستكون هناك مصالح كثيرة بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي، ودول مثل مصر والأردن“.
وأكد ولي العهد السعودي أن الرياض ليس لديها مشكلة أبداً مع الكيان الإسرائيل او اليهود، وأشار محمد بن سلمان إلى زيارة الكثير من اليهود للسعودية متذرعاً بأنهم أتوا من أمريكا وأوروبا، وليست هناك مشكلات بين المسيحيين والمسلمين واليهود، وأضاف: “لدينا مشكلات مثل تلك التي تجدها في أماكن أخرى من العالم، بين بعض الناس، وهي المشكلات ذاتها عند كل البشر”.
وتأتي تصريحات ولي العهد السعودي عن الكيان الإسرائيلي الأولى من نوعها، بعد أن فتحت الرياض مجالها الجوي للطائرات المباشرة بين مدينتي نيودلهي وتل أبيب، في وقت أكدت فيه صحف عبرية أن مستوى التعاون والتنسيق بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي وصل إلى درجة عالية مؤكدة أن التطبيع بين الجانبين أصبح تاريخياً منذ أن أصبح محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية.
كذلك كشفت تقارير عدّة أن محمد بن سلمان وفي إطار مساعيه الرامية للوصول إلى العرش في بلاده وسعيه إلى كشف جميع أوراقه أمام إسرائيل وأمريكا لتقبل أوراق اعتماده كـ “ملك للسعودية”، التقى خلال زيارته لأمريكا عدداً من رجال الدين اليهود كما التقى ممثلين عن جماعات ضغط يهودية، وأشارت التقارير إلى أن الاجتماع عقده ولي العهد السعودي في نيويورك مع ممثلين عن ستة جماعات ضغط يهودية، بعد ظهر 27 مارس، في فندق بلازا في مانهاتن لبحث الخلاف السعودي-الإيراني، ومقاربة السعودية لقضية معاداة السامية وينتمي ممثلو المنظمات اليهودية إلى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) ، ومنظمة مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، ومنظمة الفدراليات اليهودية في شمال أمريكا، ورابطة مكافحة التشهير (ADL)، واللجنة الأمريكية اليهودية (AJC)، ومنظمة بناي بيرث.
موجة غضب كبيرة من “امير التطبيع”
واثارت مقابلة محمد بن سلمان موجة غضب عارمة، واشتعل موقع التويتر بتغريدات تندد بتصريحات الأمير السعودي الذي وصف بأمير التطبيع، ووجه الإعلامي القطري عبد العزيز آل إسحاق صفعة قوية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ردا على مقابلته، وقال الإعلامي القطري في تدوينة له عبر حسابه على تويتر تعليقا متسائلا:” سؤال برئ . . هل يقصد ابن سلمان حق يهود بني قريظة أم حق يهود بني النضير في أرضهم (طالما أنه لا يحق له الحديث عن فلسطين المحتلة) ؟ أم أنه لا يعتبر ليهود يثرب حق في أرضهم لأنهم موجودين فعلاً فيها الآن . . و “يحكمونها” ؟!!