المشهد اليمني الأول/
مع بزوغ فجر الـ26 من مارس 2018، اكمل اليمن عامه الثالث من العيش تحت وطأة العدوان السعودي، عدوان لم يبرز سوى ثقافة العجز والتراجع والإنغماس بالخسائر من جهة، وآلة القتل والتدمير والفتك بالأرواح من جهة ثانية.
تحالف عدوان غير قادر على اتخاذ قرار على التراجع عن مجازر تتفاقم حدتها يوماً تلو الآخر، على الرغم من من أن الخسائر والانتكاسات تقض مضجعه على يدي الجيش اليمني واللجان الشعبية التي تتمدد على كافة الجبهات مكبّدة العدوان وعناصره خسائر بالأرواح والعتاد والعديد، حتّى سجلت حالة هروب لجنود سعوديين من مراكزهم وتجمعاتهم على الجبهات الحدودية بسبب الضربات المسددة بسواعد الجيش واللجان الشعبية.
على امتداد مساحة اليمن، البالغة نحو 555,000 كيلو متر مربع، تصارع قوات الجيش واللجان من أجل تعزيز تواحدها وقدراتها للدفاع عن أبناء اليمن والشعب الأعزل القابع تحت وطأة العدوان المتغطرس، الذي دخل البلاد بمزاعم ما سماه الشرعية، ليفرض سيطرته على خيرات البلاد ومقدراته، فعاث فيها خراباً وتدميراً.
ولعل المشهدية التي ترتسم بمناطق الحد الجنوبي تعبر عن الأوضاع المزرية والفصل الأسود الذي تعيشه السعودية على الجبهات الحدودية، حيث تغوص الرياض بفشلها وعدم قدرتها على تحقيق أي نتيجة من “عواصف حزمها وأملها” التي انعكست فشلا ذريعا على الجبهات وعجزا ماديا وعسكريا واقتصاديا بشكل متتال.
من نجران وعسير وجيزان إلى صحراء ميدي، تسيطر قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، على المواقع الإستراتيجية، وتضع خطوط حمراء تحرق مبادرات الجيش السعودي من قدرة التقدم ولو خطوة، بل ترتسم وقائع الخسائر التي يكبدها الجيش واللجان لعناصر العدوان الذي يقضون تحت نيران الجيش واللجان الشعبية قتلى وجرحى وأسرى وأيضا هنالك الهاربون، الذين يفرون خوفا من مصيرهم المحتم كغيرهم من العناصر الذين يؤسرون ويقتلون ويجرحون، وعلى وجه الخصوص أن القيادة التابعين لها تحرمهم من حقوقهم ولا تهتم بمطالباتهم وحقوق المادية والمعنوية، كما أن الكثير منهم، وبحسب تقارير عدة يتم زجهم بالحرب من دون تدريب.
العدوان لم يوقف ضرباته الجوية وغاراته التي تحلق بشكل متواصل من دون انقطاع منذ أعوام ثلاثة، ولكن وعلى الرغم من العتاد العسكري غير السهل والقليل، استطاعت قوات الجيش واللجان الشعبية من غرض سيطرتها على 18 ألف كم مربع في نجران، ودمروا 127 دبابة للجيش السعودي من الـ(أبرامز) والـ(برادلي)، والعديد من المدرعات والأطقم والجرافات، كما سجلوا اقتحام 180 موقعاً موزع بين مراكز قيادة وأبراج رقابة ومستودعات للسلاح، وكل هذه الأحداث وثقت بمقاطع مصورة تبث عبر الشبكة العنكبوتية.
في صحراء ميدي، وخلال معارك مباشرة بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وقوات تحالف العدوان، قتل جنود من مختلف الجنسيات، بينهم 543 ضابطاً وجندياً سودانياً، ضمن مواجهات مباشرة مع عناصر الجيش واللجان الشعبية، ولعل المعارك تلك تكشف عن فرض معادلات جديدة على يدي اليمنيين. لم تقتصر مشهدية تقدم الجيش واللجان الشعبية عند حد، بل إن الجبهة الحدودية وما ورائها تشهد عما تمتلكه قوات الجيش واللجان من قدرات تجعل جبهة ما وراء الحدود تحت مرمى نيرانهم.