المشهد اليمني الأول/
دعا ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، المجتمع الدولي الى ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على إيران، من اجل ما اسماه “لتفادي مواجهة عسكرية بالمنطقة”.
وقال بن سلمان في مجمل حديثه لصحيفة “وول ستريت جورنال “The Wall Street Journal” الامريكية، على هامش زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، إن “العقوبات ستخلق المزيد من الضغط على النظام” في إيران، حسب زعمه.
وأضاف: “يجب أن ننجح من أجل تفادي الصراع العسكري. إذا لم ننجح فيما نحاول أن نفعله، فعلى الأغلب سندخل في حرب مع إيران خلال الـ10 إلى 15 عاماً القادمة”.
ويأتي حديث الامير السعودي في الوقت الذي تواجه المملكة عدة انتكاسات في الملفات الاقليمية، حيث كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عن لقاء سعودي ـــ سوري رفيع المستوى عُقد أخيراً في مكان ما، وطرح السعوديون فيه على السوريين قطع علاقتهم بايران والمقاومة في مقابل وقف دعم الارهابيين في سوريا ودعم إعادة إعمارها بمئات مليارات الدولار.
من جهة اخرى، تبريرا للعدوان السعودي على اليمن الذي دخل عامه الرابع مخلفا اكثر من 10 آلاف قتيل واكبر مجاعة في العالم، قال بن سلمان، إنه لولا التدخل في اليمن لأصبحت الأزمة أكبر، مدعيا انه “لو لم نتدخل في 2015، لكان اليمن مقسماً اليوم بين الحوثيين والقاعدة”.
وقالت صحيفة ناشونال إنتيرست الأمريكية إن “السعودية لا يمكن لها أن تنتصر في حربها باليمن”، مؤكدة أن هذه الحرب “أضرت بسمعة السعودية على الصعيد الدولي، وفشلت في تحقيق أهدافها”.
ويأتي حديث بن سلمان بعد 3 أيام من الضربات الباليستية اليمنية على مواقع ومطارات استراتيجية سعودية، منها مطار الامير خالد في الرياض.
وكانت القوة الصاروخية اليمنية نفدت ليل 26 آذار/ مارس الحالي، ضربات باليستية واسعة على أهداف سعودية، ثلاثة صواريخ باليستية من نوع “بركان H2” على مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض، وثلاثة صواريخ من نوع “بدر1” الذي يُعدّ أحدث ما تم الإعلان عنه من صواريخ جديدة في ترسانة اليمن، حيث استهدف صاروخان مطار جيزان، وصاروخ استهدف مطار مدينة نجران. كذلك استهدفت القوة الصاروخية اليمنية بصاروخ من نوع “قاهر M2” مطار أبها في مدينة عسير.
واعلنت وسائل إعلام سعودية ان الدفاع الجوي السعودي اعترض صاروخا باليستيا قبل سقوطه شمال شرق الرياض، لكن المواطن المصري “عبد المطلب احمد حسين علي” – وهو من عمّال احد قصور أمراء آل سعود – قتل بسبب اعتراض متأخر للدفاع الجوي السعودي للصاروخ يمني فوق المباني السكنية في الرياض.
فيما كشف اللواء محمد عبد المنعم طلبة، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، أهم نقاط الضعف في منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية “باتريوت”، التي تستخدمها السعودية لمواجهة الصواريخ الباليستية، وقال في اتصال هاتفي مع وكالة “سبوتنيك”، يوم الأربعاء 28 مارس/ آذار: “إذا تم إطلاق عدد من الصواريخ الهجومية على عدد من الأهداف في توقيت واحد، ستصبح منظومة “باتريوت” عاجزة عن صد هذا الكم من الصواريخ، فالمنظومة يمكنها تدمير 50 في المئة، أو أكثر أو أقل وستصل باقي الصواريخ إلى أهدافها، لأن أي نظام دفاعي صاروخي له قدرة معينة، وهذا الأمر ينطبق على جميع الأنظمة الدفاعية بما فيها حائط الصواريخ الإسرائيلي”.
الى ذلك، كشف الموقع العالمي لتتبع مسار الطائرات “فلاي رادار” ارباكاً كبيراً بالاجواء السعودية و شهدت الأجواء حالة غير مسبوقة من الفوضى وانتظار الطائرات العالقة في الأجواء بعد استهداف أربعة مطارات سعودية بينها مطار الرياض بصواريخ باليستية اطلقتها القوات اليمنية.
ووصف بن سلمان إطلاق الصواريخ اليمنية بأنها “علامة ضعف”. ورداً على تصريحات ولي العهد السعودي، وصف رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، ابن سلمان بانه “واهم”.
وكانت السعودية قد بدأت عدوانها الغاشم على اليمن في 26 مارس/ آذار 2015 ، باسم “عاصفة الحزم”، بذريعة إعادة الرئيس المستقيل والهارب عبدربه منصور هادي الى السلطة، أملا باقتلاع حركة انصار الله وحلفائها في بضعة اسابيع والسيطرة على العاصمة صنعاء، غير أن الاسابيع امتدت لسنوات ولم تحسم الحرب التي باتت تبعاتها تطارد الرياض دوليا وتنهكها اقتصاديا وتستنزفها عسكريا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه السعودية ضغوطا عالمية بسبب دعمها للارهاب في المنطقة والعالم، اذ رفض قاض أمريكي يوم الأربعاء الماضي (28 مارس/ اذار) طلب السعودية إسقاط دعاوى بالولايات المتحدة تتهم المملكة بالمساعدة في التخطيط للهجمات الارهابية التي أسفرت عن مقتل قرابة 3000 شخص في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 وتطالبها بتعويضات للضحايا.