المشهد اليمني الأول/
نشر كيان الاحتلال أمس تفاصيل ما وصف بـ”الدقائق الثلاث” فوق سورية، حين قام سرب حربي إسرائيلي قبل نحو عقد من الزمن بتدمير منشأة سورية يشتبه في أنها مفاعل نووي قيد البناء.
وبما كشفه الاحتلال أمس، تكون تل أبيب أقرت أخيراً رسمياً على الملأ ما كان معروفاً ضمنياً بأنها من شن غارة جوية على منشأة سورية في محافظة دير الزور عام 2007.
وقد روت الدولة العبرية في اعترافها أن ثماني طائرات من طرازي “إف – 15″ و”أف-16” أقلعت ليلة 6 سبتمبر/أيلول من قاعدتي “حتسريم” و “رامون” الجويتين ونفذت غارة خاطفة دمرت خلالها مفاعلاً نووياً سورياً بني بمساعدة كوريا الشمالية وهو مصمم لإنتاج مادة البلوتونيوم الإنشطارية المستخدمة في صنع القنابل النووية.
السرب الإسرائيلي كان يتكون من أربع من طراز “إف – 15” ومثلها من طراز “إف – 16″، أقلعت من القاعدتين الجويتين الواقعتين جنوب إسرائيل في صمت نحو الهدف، قبل نحو ساعة من منتصف الليل.
وتولت أنظمة الحرب الإلكترونية وأجهزة التشويش المتطورة في تلك الأثناء، تحييد الدفاعات الجوية السورية الصاروخية وأصابتها بالعمى، ما سمح للطائرات المغيرة بإلقاء أطنان من القنابل على الهدف الذي تقول المصادر الإسرائيلية أنه كان مموها كمنطقة زراعية.
الطائرات الإسرائيلية المغيرة نجحت في تدمير الهدف، وحرمت كما يظن الإسرائيليون، عدوهم العربي المتاخم “من سلاح يوم القيامة”.
الإسرائيليون أعلنوا أن طياريهم بعد تلك الغارة لم يحتفلوا بنجاح مهمتهم، وقال أحد الطيارين المشاركين في الهجوم الجوي “لم تكن هناك احتفالات، ولا ضجة”، وإنهم “كبحوا أنفسهم” لأنهم فهموا الأهمية التاريخية لما أنجزوه!
ونقل موقع “The Times Of Israel” عن تامير باردو الذي تولى رئاسة جهاز “الموساد” بين عامي 2001 – 2016 قوله: “قامت سورية لسنوات ببناء مفاعل نووي تحت أنوفنا، ولم نكن نعرف عنه شيئاً”، مضيفاً وهو يتحدث عن تلك المنشأة باعتبارها مفاعلاً نووياً، “لم يبن على الجانب المظلم من القمر، بل في بلد مجاور كنا نظن دائما أننا نعرف كل شيء عنه تقريباً”.
وفي السياق ذاته، نقل عن رام بن باراك، وكان يرأس أحد أقسام عمليات الموساد حينها قوله: “أي شخص يقول إنه على علم أن سورية كانت تبني مفاعلاً نووياً ، إما أنه لا يعرف أو لا يقول الحقيقة. عندما حصل الموساد على تلك المعلومات، كانت مفاجأة كاملة”، لبقية مؤسسات الدفاع الإسرائيلية.
وأوضح بن باراك أن التقييم الإسرائيلي حينها لاحتمال تطوير سورية لمفاعل نووي يتمثل في “ربما نعم ، ربما لا.. ربما كانوا يخططون لمشروع نووي لتخصيب اليورانيوم، وربما مفاعل لإنتاج البلوتونيوم”، لكن لم يكن هناك شيء ملموس نعرفه.
وفي النهاية توصل الإسرائيليون إلى أن منشأة “الكُبر” مطابقة تقريباً لمجمع “يونغبيون” النووي في كوريا الشمالية وهو مخصص لإنتاج مادة البلوتونيوم المشعة.