كتب/ ماجد عبدالله الهاجري
أولى القبلتين وثالث الحَرمين الشريفين، مكانتها المميزة في الإسلام تفرض وجودها في قلب عقيدتنا، إضافة إلى ترابطنا العربي مع الشعب الفلسطيني، الذي تناسيناه وتناسينا عقيدتنا..
قُرابة القرن من السنوات مرت على حادثة بلفور المشؤومة؛ ومعَ ذلك؛ لانزال نُفرط بقدسنا المقدسة، ونُضيع حقوق الشعب العربي الفلسطيني، بصمتنا مرة، وبعلاقتنا معَ الصهاينة مراتٌ أخرى، فالخليج أصبحَ محور العلاقة والتطبيع معهم، وكأن مقدساتنا أصبحت في تل أبيب!
في إيران؛ دعا الخميني إلى الإحتفاء سنوياً بيوم القدس العالمي، دعوة أطلقها ليؤسس إلى مقاومة صادقة ضد الإحتلال، بالوقت الذي نُجرم فيه نحن حزب الله، المقاومة التي أثبتت على مرّ السنين قدرتها على زعزعة أستقرار تل أبيب،
وقد ساهمنا بقرارنا في حفظ أمنها، بينما بقيت طهران تدعم علناً جيوب المقاومة، وتؤسس أخرى، لإنها بإختصار مؤمنة أكثر منا بقدسية القدس!
كانت في السابق؛ علاقتنا معَ إسرائيل تأتي نتيجة لفعل طرف ثالث، فمنذ إتفاقية الملك سعود معَ الولايات المتحدة، وقبلها إتفاقية تثبيت حكم العائلة معَ بريطانيا، ومواقفنا مخجلة من القضية الفلسطينية، كانت مواقفنا بالضد من كل حروب العرب ضد إسرائيل، ودعمنا السلام معهم، فيما ندعي مجرد إدعاء، إننا مع الشعب الفلسطيني.
وبعدَ دعوة الخميني الكبير، أي بعدَ نجاح ثورته الإسلامية، خُلقَ عدوٌ جديد لإسرائيل، وبينَ إصطفافات العقيدة والدين، أخترنا أن نكون في خانة الصهاينة ضد الثورة الإسلامية، بل وطبعنا المناهج التي تستهدف كيانها، على حساب حذف كل العبارات التي تدين إسرائيل!
قرنٌ من السنوات؛ ومواقفنا مخجلة، تعادي كل أعداء تل أبيب، كأننا الجيش العربي الذي يقف في ساحة المعركة مدافعاً عنها، وقد نجحنا للأسف بنقطتين مهمتين:
الإولى: إفتعال حرب إسلامية_إسلامية.
الثانية: تقليل الضغط على تل أبيب.
لتكون النتيجة؛ إصطفافات إسلامية بالضد أو مع إسرائيل، فالسعودية تصادق الإمارات وقطر والبحرين وبعض دول أفريقيا وأسيا المسلمة، تحتَ عنوان التشدد الديني الذي يخدم تل أبيب، بينما يصطف العراق وسوريا وجزء كبير من لبنان معَ إيران، في إسلام عقلاني ضد إسرائيل.
للأسف أقول؛ لقد أخترنا الجانب الخطأ، كل متبنياتنا الحالية، تحارب الطرف الإسلامي الآخر، الطرف الذي يحاول أن يحاورنا لكننا نرفض، وقد يكون السبب، عدم إعطاءنا الضوء الإخضر من قبل تل أبيب،
فساهمنا مساهمة فاعلة في إحباط تحرير القدس، وأيضاً ساهمنا بتوفير الآمان لإسرائيل، تلك التي وصفها الخميني بإنها سرطان في جسد الأمة، فهل أستطعنا أن نصفها بمثل هذا الوصف؟!