كتب/ صلاح القرشي
اخر تصريح للرئيس الروسي امام سفراء روسيا لدى الدول والمنظمات الدولية بخصوص الصراع في سوريا ان هناك العديد من الدول مصيرها مرتبط بمصير نتيجة حسم الصراع في سوريا واضاف ان ان داعش والارهاب سيكون هزيمتة على الاراضي السوريه.
يبدو ان الصراع العالمي اشتد في الاحتدام في سوريا ممثلا بالدول الكبرى دائمة العظوية في مجلس الامن وحلفائها
ومن الملاحظ ان امريكا بدأت سياستها تجاه الازمة في سوريا تتكشف عن نية كانت مبيتة في حسم الصراع في سوريا لصالحها وانه مصيري بالنسبة لها ولصالح حلفائها ومحورها التي تقوده وانه م والمكون من السعودية ودول الخليج وتركيا واسرائيل وبقية دول حلف شمال الاطلسي بمافيها فرنسا وبريطانيا والمانيا (والحركات الاسلامية. مثل جماعة الاخوان المسلمين والجماعات السلفية الوهابية المتتطرفه )
والتي تريد ان تحصم الصراع هي للتنفيذ مشروعها في اعاده تقسيم وتشكيل المنطقة والعالم حسب الاسس المناطقية والمذهبية بما يمكنها من السيطره اكثر على النظام الدولي سياسيا واقتصاديا وعسكريا كنظام القطب الواحد.
، وان اي هزيمة لمشروعها في سوريا وانتصار المحور الاخر التي تقوده روسيا وايران وبقية محور الممانعة التي تقف ضد المحور الاخر ومنها حركة انصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان مع الاشتراك النسبي والحذر من الصين . سيؤدي الى ضروره تغير نظام القطب الواحد واستفراد امريكا في قيادة العالم ونظامة الدولي والهيمنة علية وسوف يتحول الى نظام متعدد الاقطاب ، وسوف تسقط العديد من انظمة الدول الحليفة معها في المنطقة
وكان لتصريح الرئيس الروسي بوتن قبل اسابيع بهذا الخصوص اكبر دليل على مانقول عندما صرح ودعى تكوين نظام جماعي للامن الدولي بدلا من القطب الواحد.
ان انفاق مئات المليارات من الدولارات على جيوش المجموعات المتتطرفة والتي جلبوها من خارج سوريا ومن داخلها وسلحوها وساعدوها في تدمير سوريا خلال اكثر من خمس سنوات بغية اسقاط النظام السوري يفسر اهمية سوريا من قبل امريكا ومحورها ..
لكن الفشل الى الان هو سيد الموقف في ذلك ورغم انهم تسببوا في تهجير الملاين من اللاجئين السورين في دول الجوار السوري والى اوربا واللاجئين في الداخل السوري وقتل مئات الالاف وضرب الاقتصاد السوري الا ان الصراع على الارض ظل بين الكر والفر ولا زال الجيش العربي السوري يستطيع ان يبادر ونجح في تثبيت دفاعاته والمبادره في التقدم والسيطره على حساب المجموعات المسلحة الحليفة لواشنطن. بالرغم من مرور خمس سنوات على بداية الحرب والصراع الدولي والاقليمي على سوريا
لقد تغيرت سياسة امريكا في سوريا كثيرا فبدلا من التحرك في سوريا عبر السعودية وتركيا وقطر واسرائيل والمجموعات المسلحة على الارض ، اصبحت الان تتدخل مباشرتا في الصراع السوري عسكريا وسياسيا وبقية دول حلف شمال الاطلسي عبر اقامة قواعد لهم في عين العرب ودعم ما يسمى جيش سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية في التقدم على الارض على حساب داعش تمهيدا لسياسة اقامة جيوش طائفية عبر دعم الحزب التركستاني و جيش الفتح التي تقوده جبهة النصر المكون من عده الوية وجيش الاسلام واحرار الشام وجيش سوريا الجديد وغيرها لتقسيم سوريا واسقاط النظام السوري
لقد شكل التدخل الروسي صدمة كبيره للامريكا التي كانت ترغب بعدم التدخل الروسي بمحاولة جرة الى تسويات ومفاوضات وهدن التفافية لكسب الوقت واتاحة الفرصة للجيوش المجموعات المتتطرفة في اسقاط النظام .
ولكن هذه السياسة لم تنجح وشكل التدخل الروسي تراجع لهذه المجموعات وتغير في التوازن على الارض لصالح الجيش العربي السوري الذي اثبت صمودا واستبسالا منقطع النظير والذي كان اكبر تجلياته في نجاح الجيش العربي السوري من التقدم في حلب واريافها وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء والتقدم شمالا ومحاولة الاطباق في الحصار على حلب تمهيدا للاقتحامها وحسم المعركة فيها لصالحة. وسط انهيار وتراجع للمجموعات المسلحة
والجدير بالذكر ان. ان المعركة في حلب تمثل الخط الاحمر للنجاع. او فشل المشروع الامريكي التركي السعودي الخليجي و الاسرائيلي والغربي ، فسوف يمثل سقوط حلب انتهاء لمشروع امريكا في( الشرق الاوسط )والمنطقة العربية ولذلك سارعت في فرض هدن ووقف تقدم الجيش السوري لتكسب الوقت وتعيد تسليح مجموعاتها والزج عبر الحدود التركية بعشرات الالاف من الافراد الذين ينتمون الى هذه المجموعات.
ان حلب ومعركتها العسكرية والحسم فيها لكل الاطرف اصبحت تمثل المعركة الحاسمة في مستقبل نجاح وانتصار مشروع كل محور او طرف ،ولقد راينا تحركات مهمة وتصريحات مهمة وخطيره لكل طرف للتدخل والحشد اكثر وخاصة عندما استمعوا جميعهم الى خطاب الرئيس السوري في مجلس النواب عندما اكد على الحسم في معركة حلب وقال ان حلب ستدفن احلام اردوجان.
وقيام الجيش السوري بالتحرك في محيط حلب وقد سمعنا اخر الاخبار بسيطرتة على مزارع الملاح الاستراتيجية في شمال حلب والتي تحسن من وضعة كثيرا فذ جبهة حندرات والتقدم والسيطره على طريق الكاستيلوا الذي يعد اخر شريان امداد للمجوعات المتتطرفة في الاحياء الشرقية لحلب
ان معركة حلب قد جعل كل الاطراف والمحاور المتصارعة تستخدم كل اوراقها المهمة في سوريا وفي المنطقة العربية وفي كل مناطق النفوذ التي تمتلكها في العالم لكي تضغط وتسخرها لهذه المعركة ومن مراقبتنا للاحداث يمكن ان نوضح التالي
* ان قيام البحرين وفي هذا الوقت بالذات بإسقاط الجنسية عن المرجع الاسلامي عيسى قاسم هو يندرج. في هذا السياق والضغط على محور ايران روسيا وادخال هذه الورقة في الصراع المحتدم في حلب
* اعلان التطبيع الكامل في العلاقات بين تركيا واسرائيل وفي هذا الوقت وتخلي تركيا عن شرط فك الحصار عن غزه التي كانت تتمسك به في السابق ما هو الا من اجل معركة حلب وسوريا ، وهذا ما كشفة بعض وزراء اسرائيل والاعلام الاسرائيلي قبل ايام في احتوى اتفاقية التطبيع لبنود تنص على توحيد جهود تركيا واسرائيل في سوريا ومنع ايران وحزب الله من الانتصار في سوريا حسب ما صرحوا ،
وهذا ياتي بعد ان شعروا بخطوره اصرار الجيش العربي السوري بحسم معركة حلب والدعم الكبيرالذي يلاقية من خلفائه الروس والايرانين. وحزب الله اللبناني والذي كان قد تحدد في اجتماع وزراء الدفاع الذي انعقد في ايران بين سوريا وايران وروسيا وقد كانت حلب في اولويات هذا الاجتماع
* لقد سمعنا جميعنا تصريحات الرئيس الروسي قبل ايام في اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي ودعاهم الى التنسيق المستمر مع الحلفاء وزيادته في سوريا وهذا مؤشر مهم ،
ومن التصريحات الروسية يتضح ان لسوريا اهمية كبيره في اعلان وبروز السياسة الخارجية الجديده والصراع في سوريا وتعتبر انطلاقة روسيا من حسم الصراع في سوريا وفي فرض توازن جديد ونفوذ اقوى لروسيا في المنطقة الاهم في العالم وهذا يعلمة الجميع ولا داعي لشرح اهمية المنطقة والتفصيل في ذلك
، مما يعني ان روسيا لن تسلم او تتنازل عن مصالحها في سوريا وسوف تذهب بعيدا في ذلك.
*في المقابل فأن الولايات المتحدة الامريكية قد كشفت عن سياسة ترى في الصراع في سوريا اهمية كبيره وعليها تتوقف نفوذها ومصالحها نفوذها في المنطقة العالم
وما صرح به ممثل الرئيس اوباما لدى الادلاء بشهادتة امام لجان الكونجرس الاسبوع الماضي عندما قال (ان امريكا وحلفائها يتقدمون بشكل سريع في مدينة منبج شمال سوريا والحسم هناك تمهيدا بعد ذلك للزحف على مدينة الرقة وان امريكا تسعى حاليا لوضع حد سريع في انهاء الحرب في اليمن لكي نتفرغ جهودنا نحن وحلفائنا في الصراع حول سوريا ، وان الحلول السياسية في سوريا بعيده طالما ان الرئيس بشار الاسد في الحكم. ) ،وهذا يدل بقوه علي اهمية سوريا ومصير الصراع عليها
وقبل هذا التصريح شاهدنا كيف كان لتقرير 52من العاملين الدبلوماسين والسفراء في وزاره الخارجية الامريكية الذي تم رفعة الى الرئيس الامريكي والذي يحض ويطلب من الجيش الامريكي التدخل في قصف وضرب الجيش العربي السوري ، وما تبعة من اعلان قائد القوات الجوية الامريكية ان قواته على استعداد تام للتنفيذ مناطق عازلة في سوريا وضرب اي طائره سوريا او روسيا تخترق اجواء هذه المناطق .
وهذا يعني ان امريكا لن تسلم بسهولة ولن تسمح بحسم الصراع في سوريا لصالح روسيا والنظام السوري وايران ومحور الممانعة لنفوذها وهيمنتها والاستفراد في حكم العالم كقطب واحد ، ولهذ رأينا في الاشهر السابقة وهذه الايام قامت بتزويد جيوش المجموعات المسلحة التكفيرية باسلحة حديثة ومنها صواريخ تاو المضاده للدروع والاليات والمدافع الثابتة وغيرها التي قد تساعد في ايقاف تقدم الجيش العربي السوري ،
لقد قامت امريكا بحشد كل حلفائها الغربين والدول في المنطقةوخاصة السعودية الذي يصرح وزير خارجيتها الجبير ليلا ونهار بضروره اسقاط النظام السوري والرئيس السوري وتركيا وقطر والامارات واسرائيل وغيرها واستخدام الاحتياطات النقدية الضخمة التي تملكها السعودية ودول الخليج في دعم مشروعها في تقسيم المنطقة العربية وتفتيتها .
وجل ما تريده امريكا واسرائيل في سوريا اقامة امارات او دول طائفية ومذهبية في سوريا تكون فاصلة بين بغداد ودمشق وفاصله بين سوريا ولبنان. تمتد تمتد على طول الحدود السوريه اللبنانية من الشمال من تلكلخ. مرورا بالقصير والقلمون وانتهاء بجبل الشيخ من اجل قطع امداد المقاومة اللبنانية وفاصلة بين سوريا وفلسطين المحتلة. وفاصلة بين تركيا وسوريا وكلها تصب في حماية الامن الاسرائيلي واضعاف دور سوريا وقوتها وتأثيرها وقطع اي خط تواصل بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت اذا سنحت الضروف لذلك.
والخلاصة ان الازمة في سوريا يوما بعد يوم تأخذ منحى استقطابي كبير بين الدول الكبرى حتى ان سوريا والحسم فيها يتوقف عليها مصير الاستقرار العالمي ومصير مستقبل العديد من الدول واستمرار تواجدها في الخارطة الجغرافية والسياسية ، كما صرح بذلك بوتن الرئيس الروسي .
ونعتقد ان يسفر الصراع عن ثلاثة نتائج
فأما تندلع حرب عالمية ثالثة
او يسقط نظام الامن الدولي ونظام القطب الواحد وبروز دول وقوى جديده تتمتع بقوه اقتصادية وعسكرية وسياسية ضخمة يؤدي الى اعادة تقاسم النفوذ وتغيرات كبيره ايضا في نظام الامم المتحدة ومجلس الامن والى قيام نظام دولي متعدد الاقطاب وما يتبع ذلك من تداعيات كبيره على الدول في المنطقة الحليفة لواشنطن. وهذا سيتم في حالة نجحت روسيا ومحورها في حسم الصراع في سوريا لصالحها
او يستمر هيمنة امريكا ونظام القطب الواحد في تكوين النظام الامني والاقتصادي والسياسي الدولي ونجاح مشروعها في اعادة تقسيم وتشكيل دول المنطقة العربية وامتداد هذه الفوضى لجميع مناطق وجغرافية العالم بما فيها الصين وايران وروسيا وغيرها. وهذا سيتم اذا نجحت امريكا ومحورها في حسم الصراع في سوريا لصالحها. وصالح حلفائها .