المشهد اليمني الأول/
ترأس الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم إجتماعا موسعا ضم أمين العاصمة ومحافظي المحافظات ومشرفي أنصار الله ورؤساء فروع المؤتمر الشعبي العام في المحافظات بحضور رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور.
ناقش اللقاء الذي ضم وزراء الإدارة المحلية علي بن علي القيسي والدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي والداخلية اللواء الركن عبدالحكيم الماوري ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي الموشكي، وعبدالكريم امير الدين الحوثي رئيس المكتب التنفيذي لأنصار الله- الأوضاع في أمانة العاصمة والمحافظات على مختلف المسارات والصعوبات التي تواجه سير العمل ومتطلبات المرحلة الراهنة للحفاظ على الأمن والإستقرار.
واعتبر الرئيس الصماد في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، هذا اللقاء الذي يعد الأول مع محافظي المحافظات وأمين العاصمة، مهما بل مفصليا وتاريخيا في تاريخ المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ .
وأضاف ” في الوقت الذي يجعل من هذا اللقاء مهما هو الجهود التي تبذلها قيادة وزارة الدفاع بعد لقائنا بهم أمس الأول وتم الشرح لنا ما لديهم من آراء ومقترحات وخطط لعمل تجميع الوحدات العسكرية، وهو ما ينسجم مع توجهنا على يكون هناك زخم لمواجهة هذا التصعيد وبفضل الله سبحانه وتعالى وجهود قيادة وزارة الدفاع في المراحل السابقة قبل أحداث ديسمبر الكل لمس أن هناك زخم وتجميع للقوات المسلحة التي واجهت ربما أعظم تصعيد حصل منذ بداية العدوان “.
وتابع ” إن الجميع لم يشعر بما حصل خلال الثلاثة الأشهر الماضية فالعدو كان قد حشد كل ما بوسعه لأكثر من تسعة أشهر وكانوا مجهزين لخطط إقتحام صنعاء وصعدة والحديدة وغيرها ، ذلك الحشد والجهد الذي تم تبذله من قبل قيادة وزارة الدفاع، أمتص ذلك التصعيد ولم نر له أثر بالشكل الذي كان يأمل فيه العدوان بينما في أغلب التصعيد كان يحصل هناك ثغرات ربما كان يتقدم العدو في مكان هنا أو هناك إلا أن العدو لم يخرج بنتيجة تذكر “.
وأكد الرئيس الصماد أن الأحداث الأخيرة التي حصلت في ديسمبر ربما أحدثت صدمة داخل المجتمع وهزة ونأمل من هذا اللقاء هو ترميم الجراح على مستوى المحافظات .
وطالب محافظي المحافظات وأمين العاصمة ورؤساء فروع مؤتمر الشعبي العام ومشرفي أنصار الله بإغلاق هذا الملف نهائياً .. وقال ” من تبقى من المعتقلين يتم اطلاقه خلال يومين أو ثلاثة على ذمة الفتنة هذا ما عاد فيها نقاش ولا فيها مشكلة”.
كما أكد أن القيادة السياسية والشعب اليمني مع السلام رغم اقتداره على الحرب ومواجهة تصعيد العدوان ..وأضاف ” قدمنا أكثر من مبادرة للسلام وفي أكثر من لقاء ونحن نستغرب من تباكي بعض الدول من وصول صاروخ يمني إلى الرياض في حين أن القنابل الأمريكية والفرنسية والبريطانية والإسرائيلية تسقطها قوات تحالف العدوان على رؤوسنا كل يوم”.
ولفت إلى أن عند وصول الصاروخ اليمني إلى الرياض قام العالم ولم يقعد وعقدت قمم عربية وبيانات في مجلس الأمن وكأن السعودية قد أًصبحت أطلالا فيما الشعب اليمني يقتل منذ ثلاث سنوات، ولم يحرك العالم ساكنا .
ودعا رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى مواجهة تصعيد قوى العدوان .. وقال ” نحن لا زلنا نمد أيدينا للسلام ولا زلنا في منتهى التفاهم في المقترح المقدم في الجولات السابقة، وكما ذكرت في خطاب سابق أننا على استعداد حتى لوقف الضربات البالستية على السعودية مقابل وقف الضربات الجوية على اليمن، ولا زلنا على ذلك “.
وأضاف ” إذا كان لدى الدول الغربية حرص على حقوق الانسان والبشرية والإنسانية عليهم إيقاف هذا العدوان على الشعب اليمني ونحن سنقدم لهم تسهيلات من أجل إنجاح جهودهم لإحلال السلام في اليمن ليس من منطلق الضعف، ما لم فالأيام القادمة ستشهد أننا أقوى عوداً وأذكى ناراً فلدينا مفاجآت أكثر من الماضي “
وتابع ” ومع ذلك نقول لمن يحاول أن يصطاد في الماء العكر ويستغل معاناة الشعب لإثارة البلابل وتحريض الناس، أن الناس لا يريدون السلام، نحن مع السلام ونريد السلام وسنقدم المبادرات ولكن يجب أن نتحرك في الميدان لمواجهة التصعيد بالتصعيد ونكون عند مستوى المسؤولية، كما لا زلنا على موقفنا بالنسبة للقوى في الداخل وبدعوة الشخصيات الاجتماعية للتواصل مع أي أطراف داخلية لإيجاد قنوات للتفاهم لإيقاف القتال على مستوى أي جبهة “.
وأردف ” أي طرف داخلي لديه القدرة على اتخاذ قرار نحن على موقفنا وسنمد أيدينا بعيدا عن المخاوف بيننا وبينهم ونجلس على طاولة واحدة نقدم فيها كامل الضمانات لبعضنا كأخوة يمنيين ونوقف الاقتتال “.
وخاطب الجميع بالقول ” عدونا متكبر ومتغطرس ويشعر بعقدة النقص والكراهية ومرتمي في أحضان الأمريكان والصهاينة، فإنا قدمنا له منتهى التفاهمات فهو غير راضي علينا، لذلك علينا الانطلاق بكل جد واهتمام وإخلاص لمواجهة هذا التصعيد بالتصعيد والعمل على حشد الطاقات من قبل الجميع لدعم الجهود الهادفة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز دورها”.
وحث رئيس المجلس السياسي الأعلى القيادات السياسية على أن يكونوا عونا للمحافظين بما يعزز من دور سلطة مؤسسات الدولة، فنحن اليوم في وضع يختلف عن الماضي .
كما طالبهم بأن يكونوا على مسافة واحدة من القوى السياسية وأن يكون هناك برنامج عملي للنزول الميداني على مستوى كل مديرية وعزلة لحل قضايا الناس والاقتراب منهم والتفاعل مع خطة وزارة الدفاع وكذا التفاعل مع الإصلاحات الاقتصادية الكفيلة بتنمية مستوى الإيرادات الزكوية وغيرها .
رئيس مجلس النواب: إجتماعنا فرصة لدراسة إعادة تجميع وحدات الجيش
من جانبه حث رئيس مجلس النواب على توحيد الجهود والطاقات لمواجهة التحديات الراهنة التي تمر بها البلاد جراء إستمرار العدوان .. مشيرا إلى أهمية بناء جيش وطني قوي ومتماسك انتماءه للوطن .
وقال ” لابد أن تكون عملية التجنيد غير مناطقية أو يتبع حزب أو شيخ أو محافظ أو مكونا بذاته وإنما يتبع القوات المسلحة اليمنية التي هي صمام الأمان والإستقرار للشعب اليمني “.
واعتبر الأخ يحيى الراعي هذا الاجتماع فرصة لدراسة إعادة تجميع وحدات الجيش والتحشيد والتجنيد لمواجهة تصعيد العدوان.
وأضاف ” من المهم في هذه المرحلة أن تصب جهود الجميع من وزارة الدفاع واللجان الشعبية والمجتمع في هذا الإطار، ولا تكون هذه الجهود مبعثرة بحيث نحتاج إلى تعاون أكثر وتوحيد الجهود بشكل أفضل للوصول إلى نتائج إيجابية “.
وشدد رئيس مجلس النواب علی ضرورة اضطلاع قيادات وزارة الدفاع والقوات المسلحة بدورها في تجميع الوحدات العسكرية والإهتمام بمنتسبيها وتوفير ما أمكن من مرتبات وغيرها لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة.
وأكد ضرورة الإبتعاد عن الشللية والمناطقية أثناء عملية التجنيد .. وقال ” يكفينا ما مضی من دروس وعلينا تجاوز هذه المرحلة بتضافر جهود الجميع وخاصة في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها الوطن “.
رئيس مجلس الوزراء: كلنا معنيون بالدفاع عن اليمن
فيما قال رئيس مجلس الوزراء ” نشكر دعوة الأخ الرئيس لنا إلى مثل هذا الاجتماع الهام باعتبار ذلك فرصة ليس لإلقاء المواعظ والخطب وإنما للتحشيد وتعزيز الجبهات وردع العدوان وتنفيذ توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى والبرلمان في هذا الجانب “.
وحث على استمرار التعاون لمواجهة الدعايات والوشايات المغرضة والتي تستهدف الصف الوطني والتلاحم الداخلي في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأضاف الدكتور بن حبتور ” كلنا معنيون بالدفاع عن اليمن فاليمن للجميع ونحن شركاء ويجب تعزيز الشراكة في مختلف الجوانب وفي المقدمة جبهات الدفاع عن الوطن وحشد الطاقات ودعم جهود وزارة الدفاع في هذا الاتجاه “.
نائب رئيس هيئة الأركان: حجم التدفق إلى الجبهات لم يسبق له مثيل
وتحدث نائب رئيس هيئة الأركان العامة حول جاهزية القوات المسلحة واللجان الشعبية واستعدادها تحقيق النصر المؤزر .. مشيراً إلى أن حجم التدفق إلى الجبهات لم يسبق له مثيل وأن المتقدمين إلى الكليات العسكرية فوق القدرة الاستيعابية .
وبين أنه تم قبول تسعة آلاف بعد استكمال إجراءات القبول والتسجيل رغم ظروف الحرب والعدوان في حين أن دول العالم في مثل هذه الظروف لا يتقدم أحد فيها إلى الكليات العسكرية باستثناء اليمن لأن الانسان اليمني يفوق الجميع وصبره وصموده أصبح مضرب المثل.
رئيس المكتب التنفيذي لأنصار الله: مستعدون للتعاون في رفد جبهات الشرف والبطولة
فيما تحدث رئيس المكتب التنفيذي لأنصار الله عبدالكريم الحوثي عن الأوضاع الراهنة .. مؤكدا أهمية تكاتف الجهود لمواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي .
كما أكد الاستعداد للتعاون في رفد جبهات الشرف والبطولة بالرجال والعتاد دفاعا عن اليمن وأمنه واستقراره.
وقد أكد الرئيس الصماد أهمية الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الجميع في حل الإشكاليات ورفد الجبهات بالمال والرجال .
وقال ” نرجو من الجميع في أنصار الله والمؤتمر إعانة المحافظين ومساعدتهم وترك المجال للمحافظين للقيام بأعمالهم وواجباتهم وعلى الجميع طرح برنامج وفق ما طرحناه كما أن على دائرتي السلطة المحلية والدفاع والأمن بمكتب الرئاسة متابعة مخرجات اليوم “.
وأضاف ” يجب أن يكون هناك عمل في المحافظات بنفس الوتيرة، فنحن بحاجة لإصلاح بعض القوانين السابقة عن طريق مجلس النواب إذا رأى ذلك “.
وتابع “نحن مستعدون للقاء مع كل محافظة على حده للقيام بما يلزم وفق الإمكانيات المتاحة “.
وأكد الرئيس الصماد ضرورة الالتزام بالضوابط والموجهات في الاجتماعات السابقة مع قيادة الأمن وغيرها .. حاثا رؤساء فروع المؤتمر ومشرفي أنصار الله والمحافظين على الإهتمام بالكتل البرلمانية وإعانتهم للقيام بدورهم .