الرئيسية أخبار وتقارير الصواريخ اليمنية بعيون غربية

الصواريخ اليمنية بعيون غربية

صواريخ اليمن والزج بإسم إيران.. قصة شعب كسر الحصار

المشهد اليمني الأول/

لم يبهر اليمنيون العالم بمقاومتهم الصلبة ومعجزاتهم البطولية فحسب، بل أبهروهم ايضاً بعقلياتهم الفذة وقدراتهم التقنية التي طورت المتاح لهم من إمكانات تسليحية متواضعة، ليشكلوا ردعاً لأحدث القاذفات في العالم، وسيطورون إمكاناتهم الصاروخية لتصل الى اي هدف في خاصرة المعتدين.

ولعل تكبرالمعتدين واستهتارهم باليمن يجعلهم دوماً يحيلون الامور الى مساعدات خارجية، رغم الحصار الظالم والفج الذي يفرضونه على اليمن برا وبحرا وجوا، الا انهم لم يعرفوا، وربما يعرفون ولا يعترفون بقدرات اليمنيين العقلية والعلمية، ناهيك عن إرادتهم الحديدية.

ولعل من الملائم هنا إلقاء بعض الضوء على نظرة مراكز الغرب الاستخباراتية والتي ترتدي قناع مراكز للأبحاث والدراسات، للقدرات اليمنية الصاروخية.

ومن اهم هذه المراكز بلا شك، مركز ستراتفور والذي نشر تقريرا في يوليو الماضي حول الصواريخ اليمنية، نستعرض هنا اهم فقراته.

ومما جاء بالتقرير:

•انه وعلى الرغم من الضغوط المستمرة من العمليات الجوية التي تقودها السعودية، لا يزال الحوثيون في اليمن يشكلون تهديدا باستخدام الصواريخ الباليستية. 

•ويبدو أن المهندسين المحليين تمكنوا من تعديل القذائف التسيارية لزيادة قدراتهم، ومواصلة الحصول على المخزونات لتعزيز أنشطتهم. 

•غير أنه لا توجد مؤشرات على أن المتمردين “على حد قول ستراتفور” يقتربون من إنتاج نظم القذائف محليا وفي هذه المرحلة، تظل قدرات الصواريخ الحوثية تعتمد اعتماداً كلياً على المخزونات الموجودة والإمدادات الخارجية. 

وطوال الحرب في اليمن، أطلقت القوة الصاروخية التابعة للحوثيين صواريخ باليستية على أهداف داخل اليمن وفي المملكة العربية السعودية. ويستخدمها الحوثيين للرد على الائتلاف الذي تقوده السعودية، والتي تعطي قدراته الجوية ميزة كبيرة في الصراع. 

وعلى الرغم من الجهود العسكرية التي شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية، المدعومة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضدهم، لا يزال الحوثيون يستخدمون الصواريخ البالستية ويدعون أنهم يطورون قدرات الصواريخ. ويمكن أن يشكل هذا التطوير، الذي يحدث بدعم خارجي محتمل، خطوة نحو قدرات تنمية الصواريخ المحلية. 

الأهداف القريبة والقصوى 

واضاف التقرير ان القوات التي تقاتل التحالف الذي تقوده السعودية قد قامت بتطبيق ترسانة الصواريخ الباليستية بطريقتين مختلفتين. أولا، استخدموا الصواريخ تكتيكيا لزيادة تكلفة التدخل على القوات السعودية والإماراتية، في المقام الأول أثناء عملها في اليمن. واستخدمت صواريخ باليستية أقصر مدى مثل صواريخ توشكا الروسية لاستهداف القواعد الأجنبية والنقاط اللوجستية في اليمن. وقد أدت بعض الضربات الصاروخية إلى أضرار جسيمة، مما أدى إلى تدمير المعدات والإمدادات وقتل ما يصل إلى عشرات من القوات الأجنبية. 

كما قام الحوثيون بتطبيقهم بطريقة استراتيجية، وإطلاق الصواريخ على السعودية في محاولة لردع السعوديين عن القيام بعمليات عسكرية في اليمن. واستهدفت معظم هذه الصواريخ مواقع عسكرية سعودية في المحافظات المتاخمة لليمن، على الرغم من أن القوات الحوثية تدعي أيضا أنها أطلقت عدة صواريخ في عمق السعودية، واستهدفت مكة والرياض. 

الردع البحري 

واستمر التقرير في الرصد قائلا انه في نهاية عام 2016، أطلق الحوثيون أيضا عددا من الصواريخ كروز المضادة للسفن على سفن تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية والبحرية الأمريكية. وفي حين أن هذه الصواريخ تختلف عن الصواريخ البالستية المستخدمة ضد القوات على الأرض، وضد أهدافها في المملكة العربية السعودية، فإن استخدامها يعزز تصور تهديد صاروخي متقدم ناشئ عن اليمن. 

وعلى الرغم من الحملة الجوية للائتلاف ، واعلان المملكة العربية السعودية بأنها دمرت معظم مخزونات القذائف في اليمن إن لم يكن كلها، فإن الحوثيين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية. ويمكن أن يعني استمرار استخدامها أن هناك فجوة في الذكاء المتاح للتحالف الذي تقوده السعودية، وأن هناك مخزونات متبقية غير معروفة ولم يتم تدميرها. أو قد يعني ذلك أن (المتمردين) ما زالوا قادرين على استيراد صواريخهم أو حتى إنتاجها. وقد فرض التحالف حصارا على اليمن، مما جعل من الصعب شحن هذا النوع من الصواريخ إلى البلاد، ولكن ربما لم يكن مستحيلا. ويمكن تهريب الأجزاء الحرجة المستخدمة في تعديل أو بناء الصواريخ من خلال الحصار. 

وقبل الصراع، استخدمت قوات الصواريخ اليمنية، التي كانت جزءا من وحدات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، عددا من الصواريخ الباليستية المختلفة. وكانت تلك الصواريخ التي كانت معروفة رسميا في الترسانة اليمنية صواريخ سكود و توشكا التي تنتجها روسيا، فضلا عن صواريخ مدفعية من طراز أوراغان 220 ملم غير موجهة. كما قام الجيش اليمني بتشغيل عدد كبير من أنظمة الصواريخ المدفعية من طراز لونا-إم الروسية الصنع وغير الموجهة، وبالاضافة الى ذلك، كان من المعروف ايضا ان اليمن تقوم بتشغيل عدد من صواريخ هواسونغ -6 التى انتجت من قبل كوريا الشمالية، حيث اعترضت البحرية الاسبانية شحنة فى عام 2002 تم السماح لها فى النهاية. و هواسونغ -6 هو في الأساس تحسين سكود.
أما اليوم، فإن الحوثيين يتحدثون عن استخدام أنواع مختلفة تماما من الصواريخ في هجماتهم، أبرزها صواريخ بركان -1 وبركان -2 وقاهر وزلزال -2. 

ستراتفور لا يجزم أن صاروخ زلزال ايراني

ويقول التقرير ان زلزال هو صاروخ إيراني ينتج على أساس نظام الصواريخ المدفعية لونا-M الروسي. 
وقد خمن بعض المراقبين أن إيران قد تقوم بتهريب هذه الصواريخ إلى اليمن، على الرغم من أن اليمن يزعم أن صواريخ زلزال – 2 تنتج محليا وتشير إلى أنها يمكن أن تعدل نسخا من أنظمة الصواريخ القديمة لونا-M. وصواريخ القاهر، فى الوقت نفسه، هى صواريخ دفاع جوى من طراز سا – 2 روسية تم تعديلها لضرب اهداف ارضية. 
كما أن صواريخ بركان تعديل أيضا على الأرجح لصواريخ في الترسانة اليمنية. 

ومن الملائم هنا الاستدلال بدراسة للكاتب احمد عايد احمد يقول في فقرة منها:

ونتيجة للسرية الكبيرة على برنامج التنمية والتصنيع اليمني، هناك العديد من التساؤلات. بعض التحليلات تذهب إلى نقطة المقارنة. وبعض من التحليلات المرتزقة تذهب إلى السخرية. 

واشار عايد الى تطوير مراكز البحوث العسكرية اليمنية حيث كلمة التنمية تعني رفع كفاءة الأسلحة المصنعة خارجيا على المستوى الفني والتشغيلي ونقلها من جيل إلى جيل آخر. هذه عملية تطوير معقدة وتتطلب خبرة متقدمة.

وعلى سبيل المثال، كشفت قيادة الدفاع الجوي اليمني عن كاميرا حرارية عالية التقنية. وبطبيعة الحال، فهي ليست صناعة يمنية، ولكن الموظفين العسكريين والعلميين والتقنيين والهندسين اليمنيين تمكنوا من تغيير وظائف الكاميرا الأصلية من خلال تطوير أنظمة الرؤية الحرارية بالأشعة تحت الحمراء. وأصبحت المكونات أخف وزنا وأكثر قوة، وأكثر ملاءمة للاستخدامات الميدانية البرية الجوية. وبالتالي، فإن نظام الرصد الحراري له مهام الرصد والتوجيه.

والكابوس الذي رعب القوات الجوية هو أن أنظمة الدفاع الجوي اليمني اليوم تستخدم نظام الرادار، الطيار وطائرته لن تفلت من الصواريخ الحرارية إلا في حالتين:

* رحلة أكثر من 18000م مع معرفة ظهور الصواريخ في وقت مبكر للهروب، وهذا أمر صعب جدا في الرحلة التشغيلية مع التركيز في نطاق الصواريخ ونسبة نجاح 2 من 10.

* وجود الطائرة الحربية خارج المجال الجوي لنظام الدفاع الجوي اليمني، ويجب أن تكون مسلحة بصواريخ ذكية بعيدة المدى لضرب أهداف من خارج المجال الجوي اليمني.

هكذا ينظر الغرب لليمن وقدراته، وهكذا يستمر العدوان في صلفه وغروره، والنصر صبر ساعة.

إيهاب شوقي – كاتب وصحافي مصري

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version