المشهد اليمني الأول/ العربي
أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً بشأن تنامي تنظيم «القاعدة» في أكثر من منطقة، وأنه بات يشكل خطراً إرهابياً في مناطق تواجده في اليمن والصومال، أكبر من الخطر الذي يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وأن «القاعدة» في اليمن، أصبح مركز تواصل لبقية فروع التنظيم.
ورجحت المنظمة الدولية في تقريرها، الذي تم رفعه إلى مجلس الأمن الدولي، ونشرت بعض تفاصيله وكالة «فرانس برس»، أن تعاوناً بين «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» يحدث في بعض المناطق.
قيادات في التنظيم «حرة طليقة»
ومع هذا التحذير، وعلى الرغم من إدعاء حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشن كما تدعي حرباً على التنظيمين، الإمارات والسعودية العمل على مواجهة تعاظم قوة وحضور التنظيمين الإرهابيين، إلا أن الوقائع تكشف زيف هذه الادعاءات وتظهر أن من مصلحة الإمارات تحديداً بقاء «القاعدة».
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة لـ«العربي»، أن القوات الإماراتية التي تتخذ من ميناء الريان الجوي في مدينة المكلا، في محافظة حضرموت، مقراً مركزياً لها، أطلقت أخيراً «المئات من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة»، من بينهم 11 قيادياً.
وحصل «العربي» على أسمائهم وطبيعة مهامهم في التنظيم، وهم:
– محمد بن مبخوت الصيعري، الكنية «أبو البراء» (21 عاماً)، قيادي بارز ومنسق في عمليات الإمداد اللوجستي للتنظيم على الحدود.
– خالد عمر باعباد (38 عاماً)، قيادي بارز في التنظيم وأحد القيادات التي ذهبت إلى القتال في أفغانستان والعراق.
– خالد عبيش العبيدي، كنيته «أبو عمرو» (27 عاماً)، قيادي سابق في التنظيم، وحالياً أحد أبرز قيادات «داعش»، وقاتل سابقاً في سوريا.
– سروي غبيش العبيدي، كنيته «أبو القعقاع» (30 عاماً)، قيادي ميداني بارز في التنظيم.
– حسن صالح الجوهي (24 عاماً)، عنصر استخباراتي في «القاعدة».
– مروان سالم بادويس (36 عاماً) قائد ميداني بارز في التنظيم.
– صالح الدقيل، كنيته «أبو قتادة» (32 عاماً)، عنصر قديم في «القاعدة».
– عبدالله عمر الكثيري، كنيته «أبو عمر» (26 عاماً)، عنصر نشط في التنظيم.
– عبدالله بن وقاش الصيعري، كنيته «أبو صهيب» (24 عاماً)، قيادي ميداني مُستجد ويحمل الجنسية السعودية.
– محمد عبدالله بالخير (46 عاماً).
– عمر صالح الدقيل (42 عاماً).
نقل مساجين إلى حضرموت
المصادر أشارت إلى أن الأسباب والدوافع التي أفضت بالإماراتيين إلى إخراج بعض عناصر التنظيم من أحد المعتقلات بمن فيهم القيادات أيضاً، لا تزال غير معروفة وتحيطها سرّية شديدة من قبل الضباط الذين أصدروا قرار الإطلاق.
وبالتزامن مع ذلك أيضاً، أفادت المصادر أن القوات الإماراتية في الريان، باشرت منذ شهر ديسمبر الماضي، بنقل مجموعات من المعتقلين في السجون السرية الإماراتية في مطار الريان، إلى مقر قيادة الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات ذاتها في حضرموت، والتي تتخذ من ميناء الضبة النفطي شرق المكلا (30 كيلومتراً عن المدينة) مقراً لها، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أن معظم هذه المجاميع، من المنتمين إلى تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، ومن بينهم قيادات كبيرة.
«القاعدة» ورقة بيد الإمارات
بعد انطلاق عمليات «عاصفة الحزم» في مارس العام 2015، سيطر تنظيم «القاعدة» على مدينة المكلا وبعض المناطق المحيطة، واستمر ذلك حتى أواخر أبريل من العام 2016، وطوال تلك الفترة لم يشن «التحالف» غارة واحدة استهدف فيها عناصر التنظيم، التي كانت تنشر صورها وهي في كل مكان.
ومثلما سيطر التنظيم على مدينة المكلا بكل سهولة، ومن دون حدوث أي «مقاومة» من قبل القوات العسكرية المتوزعة على المحافظة، استعاد «التحالف» أواخر أبريل العام 2016، المدينة بالكامل من دون أن تحدث أي «مقاومة» من عناصر التنظيم.
صفقة مشبوهة للاحتفاظ بالتنظيم
بين ليلة وضحاها، نامت مدينة المكلا على سيطرة عناصر تنظيم «القاعدة»، واستيقظت على أنباء سيطرة «الجيش الوطني والتحالف» على المدينة، وفي اليوم ذاته، وأثناء دخول قوات «التحالف»، كانت سيارات التنظيم خارجة نحو الطريق الساحلي في الاتجاه الغربي للمدينة، على الرغم من تنفيذ «التحالف» ضربات جوية عدة على بعض المواقع التي كانت معروفة بتبعيتها للتنظيم، قبل اقتحام قوات «التحالف» المدينة، إلا أن التنظيم انسحب من المدينة بكامل قياداته وعناصره.
وبحسب ما كشفت مصادر قبلية في حينها، انسحب التنظيم بعد صفقة بينه وبين القوات الإماراتية، التي قادت الحملة على المدينة، والتي قضت بالسماح للتنظيم، بالانسحاب بالأموال والأسلحة التي استولى عليها وجمعها خلال العام الذي بقي فيه مسيطراً على المدينة، بل إن مصادر محلية قالت، إن «طرفاً في التحالف دفع أموالاً طائلة للتنظيم قبل انسحابه من المدينة».
«محمية… يمنع الاقتراب منها»
إلى الغرب من مدينة المكلا، استقرت أكبر قوة بشرية لتنظيم «القاعدة» بعد خروجها من المدينة. في منطقة لا تبعد عنها كثيراً، وأصبح «وادي المسيني» غرباً، أهم وأكبر معاقل تنظيم «القاعدة» في اليمن. في أكتوبر من العام 2016، تكبدت قوات النخبة الحضرمية خسائر فادحة «بشرية وعسكرية» بفعل معارك بين التنظيم وقوات النخبة، وعقب تلك المعارك، صدرت توجيهات عسكرية من قيادة المحور، إلى كافة ألوية النخبة، بعدم القيام بأي عملية عسكرية ضد معقل التنظيم في وادي المسيني.
ووفقاً لمصادر «العربي»، فإن قيادة القوات الإماراتية في الريان، لا تزال ترفض حتى اليوم القيام بأي عمليات عسكرية على تلك المواقع والبؤر التابعة للتنظيم، كان آخرها الرسالة غير المباشرة التي وُجهت لقيادة لواء «بارشيد» عبر استهداف موقع «ميفع حجر» غرب المكلا، أحد المواقع العسكرية التابعة للواء بقذيفتي هاون، سبقها توجيهات إماراتية صريحة بعدم تنفيذ أي هجوم ضد معاقل المتطرفين وتنظيم القاعدة التي لا تبعد سوى 35 كم عن مقر اللواء.