المشهد اليمني الأول/
وصفت صحيفة “آي” البريطانية الصادرة عن “الإندبندنت”، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه “أخطر رجل في العالم”.
وقالت الصحيفة في مقال لمراسلها في الرياض، بيثان ماكيرنان، إن صعود بن سلمان السريع في هرم السلطة أعطى، بنظر الكاتب، إشارة لجيل الشباب بأن الأمور بدأت تتغير في هذه المملكة المحافظة، فالإصلاح بات يُطبق الآن بوتيرة أسرع مما كان يتخيله الأشخاص الأكثر جرأة قبل سنوات قليلة، على حد تعبيره.
وبعد أن يتوقف الكاتب عند بعض سياسات بن سلمان الإصلاحية، وفي المقدمة منها رؤية السعودية لعام 2030، يعرج على تناول سياسته الخارجية ليقول إنه ليس اعتباطاً أن يوصف وريث العرش السعودي بأنه “أخطر رجل في العالم”.
ويرى الكاتب أن بن سلمان بعد تعزيز قاعدة سلطته في بلاده يأمل في أن يتمكن من إنجاز رؤية المملكة في تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، بعيداً عن منافسة المملكة الإقليمية إيران.
ويضيف أن الرياض وواشنطن، تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب، متحدتان على فكرة وسياسة أن إيران تمثل الشر الذي يجب أن يقفا معاً في مواجهته.
بيد أن كاتب المقال يخلص إلى أن سياسة بن سلمان الخارجية بدت حتى الآن تراوح في مدى يمتد ما بين أن تكون مربكة أو كارثية، بحسب تعبيره، فمحاولاته للتأثير على مسار الأحداث في لبنان وقطر أعطت في معظمها ردود فعل عكسية، كما أن العدوان السعودي على اليمن لم يحقق تقدماً، وظل متوقفاً عند نقطة محددة، حتى بات اليمن يوصف الآن بأنه بمثابة فيتنام أخرى، بالنسبة للسعودية.
ويشير الكاتب إلى أن السعودية تمرّ اليوم بأكثر لحظة انقلابية شهدها تاريخها الحديث، بيد أنه ليس الجميع على استعداد للتغير الاجتماعي هنا، فأعضاء الأسرة المالكة الذين هُمشوا في ترتيبات ولي العهد لإحكام قبضته على السلطة، ومن بينهم أكثر من 200 من النخبة الحاكمة في السعودية، الذين اعتقلوا في نوفمبر الماضي، في سياق حملة مكافحة الفساد، قد يشكلون تحالفاً معارضاً له.
ويخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن المملكة السعودية تقف على حافة تغيير حقيقي، بيد أنه يحمل في طيات نتائجه خطر عدم الاستقرار، “وننتظر أن نرى هل سيستطيع ولي العهد الجديد السيطرة على القوى التي لا تعد التي أطلق عنانها سواء داخل البلاد أو خارجها”.