كتب/ عبدالله الأحمدي
كان لدينا رجال عظماء، امثال السلال، وسالم ربيع وعبد الفتاح اسماعيل، وعبد القادر سعيد وكثير غيرهم من القامات الوطنية، اولئك الذين صنعوا امجاد اليمن. كان جار الله اخر القامات الوطنية التي غيبها الزمن.
كان هؤلاء زاهدون بما في ايدي الاخرين، كانوا متصوفة عصرهم، لم يتركوا دارا ولا دينار، بل تركوا لنا سلوكا نزيها وشريفا، نقتدي به.
قيل ان المرتزق قاسم منصر عرض على القائد عبد الرقيب صفيحة من الذهب، ليتنازل عن موقعه العسكري في بني حشيش، فما كان من هذا القائد الا ان رفض العرض، وارسل طلقة من الرصاص للمرتزق قاسم منصر.
نحن اليوم نعيش زمن التفاهات والتافهين.
انظروا كم من المرتزقة يتكومون في الرياض وتركيا وقطر، يتهافتون على ريالات آل سعود، يبيعون انفسهم بابخس الاثمان، ويتقبلون الاهانات من أرخص مسؤول سعودي.
هذا زمن السقوط، من كنا نعتبرهم جبالا شامخة، تحولوا الى ديدان مستنقعات للمال السعودي القذر.
هناك اناس عاشوا حياتهم عملاء ومرتزقة، يمدون ايديهم لكل من يدفع، هؤلاء لا لؤم عليهم فهذا طبعهم، والطبع غالب، مثل هؤلاء من سرقوا الداخل والخارج، سرقوا حتى المواطن المسكين. مثل هؤلاء اختاروا طريقهم منذ البداية مثل الجنرال العجوز الذي بدأ حياته مرتزقا في صفوف الملكيين، وتحول الى عميل ينفذ الاجندة السعودية، والان عاد الى الوكر الذي بدأ منه.
المشكلة ليس مع هذا المرتزق وامثاله، لكن المشكلة، مع اولئك المدعين، الذين اوهموا شعبهم بالعداء للامبريالية والرجعية، والنضال من اجل الاشتراكية والوحدة والتحرر القومي والوطني. هؤلاء كانوا اول الساقطين، وتسابقوا على خدمة الرجعية، وتنفيذ مخططاتها، بقتل اليمنيين، وتدمير مصالح البلاد، وينعقون ليل نهار خدمة للريال السعودي، هؤلاء برغم من عمالتهم الا انهم ازدادوا لصوصية، بسرقة اخوانهم العملاء. وكما يقال فالسارق لا يفرق بين متاع ومتاع، فالكل امامه غنيمة.
اليوم عملاء ولصوص الرياض يتباهون بشراء العقارات والفلل في القاهرة واستنبول وغيرها من العواصم، وفوق هذه المخازي لازالوا يتحدثون عن الشعب الذي يساندون المعتدين عليه. انها الوقاحة والتفاهة، الم اقل لكم اننا في زمن التفاهات؟!