عاود رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مهاجمة لبنان وإيران بشكل متزامن، ضمن محاولة لبث الفوضى وعرقلة أي تقارب محتمل بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اقتراب البلدين من توصل إلى اتفاق جديد.
وفي ظل ذلك، واصل جيش الاحتلال قصفه للضاحية الجنوبية لبيروت بذريعة استهداف مواقع حزب الله، رغم الالتزام الواضح من جانب المقاومة باتفاق وقف إطلاق النار منذ خمسة أشهر، بينما سجلت أكثر من 3000 خرق إسرائيلي بدعم أمريكي مباشر.
نتنياهو الذي أشاد خلال كلمة له الأحد بعمليات تخريبية في إيران، بما فيها الانفجار الذي وقع في ميناء بندر عباس، لم يستبعد أن يكون الاحتلال هو من تقف وراءها، كما كشف عن تفكير مستمر في ضرب المنشآت النووية الإيرانية وإعادة سيناريو “تفكيك البرنامج النووي بالقوة” كما حدث في ليبيا.
في المقابل، توعد وزير دفاعه يسرائيل كاتس بأن “إسرائيل” قريبة من إنهاء الملف النووي الإيراني بالوسائل العسكرية إذا تعثرت المفاوضات.
وأعربت بعض المصادر الإسرائيلية عن مخاوفها من تقديم واشنطن تنازلات لطهران، خاصةً مع الحديث عن إمكانية إقامة تعاون نووي مدني بين البلدين، وهو ما ينظر إليه الاحتلال باعتباره خطوة خطرة قد تفتح الباب لتطورات غير محسوبة في المستقبل.
في المقابل، توعدت ايران بالرد على لسان وزير خارجيتها عباس عرافجي الذي قال ان رد بلاده على اي هجوم ضد منشاتها النووية سيكون اكبر مما يتحمله الاحتلال.. كما انتقد محاولات نتنياهو املاء على ترامب ما يجب فعله.
في لبنان، أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن لبنان لن يتمكن من تحقيق النهوض والاستقرار ما دام العدوان الإسرائيلي مستمرًا، مشددًا على أن وقف هذا العدوان والانسحاب من الجنوب والإفراج عن الأسرى شروط لا غنى عنها لتحقيق السلام الحقيقي.
وأشار إلى التزام المقاومة الكامل بوقف إطلاق النار، مقارنةً بالخروقات الكثيرة التي تقوم بها إسرائيل برعاية أمريكية، وانتقد قلة الجدية في الموقف الرسمي اللبناني تجاه هذه الاعتداءات، داعيًا الدولة إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك الدبلوماسي بشكل أقوى لدى مجلس الأمن والدول المؤثرة.
وشدد قاسم على أن لبنان سيبقى قويًا بمقاومته وجيش شعبه ولن يتم التفريط في القوة بأي شكل من الأشكال، مؤكدًا أن المقاومة هي الضمانة الأساسية لمواجهة أي مشاريع توسعية إسرائيلية تستهدف السيطرة على الأرض اللبنانية وبناء مستوطنات عليها، مشيرًا إلى أن الشعب اللبناني صلب ولن ينكسر وسيبقى ركيزة الصمود في وجه العدو.
كما وجه الشيخ قاسم تحيةً إلى غزة واليمن، مشيدًا بصمودهما في وجه العدوان الصهيوني والأمريكي، واعتبر أن مقاومتهما تمثل نموذجًا للتحدي والاصرار على تحقيق الحقوق الوطنية وعدم الاستسلام أمام القوة الغاشمة.