“خاص”
سقطت الإمبراطورية الأمريكية التي تدير العالم كقوة عظمى دون منازع لأكثر من 80 عام، في اليمن بعد أن أحرقت جميع أوراقها التي كانت تدير بها العالم.
وحذر موقع “فوكس” الأمريكي في تقريراً مطولاً من أن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد اليمن تحت اسم “عملية الفارس الجامح”، قد تُدخل واشنطن في “مستنقع” آخر في الشرق الأوسط، على عكس تعهدات الرئيس ترامب بإنهاء “الحروب الأبدية”.
بدورها، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال، إن عمليات البحرية الأمريكية، في الشرق الأوسط، لم تفشل فقط في استعادة حركة المرور عبر الممر البحري الحيوي الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، بل دفعت إدارة ترامب إلى “دوامة باهظة” قد تتصاعد ويصعب الانسحاب منها.
وأشارت الصحيفة إلى تمركز مجموعتين ضاربتين لحاملات الطائرات قبالة سواحل اليمن، بتكلفة تشغيل يومية تبلغ حوالي 6.5 مليون دولار لكل منهما. كما ذكر استخدام قاذفات بي-2 الشبحية، التي تبلغ تكلفة ساعة طيرانها حوالي 90 ألف دولار، والتي نفذت غارات جوية.
احتراق أوراق الإمبراطورية
وتساقطت “أوراق أمريكا” التي تدير بها العالم وتهدد بها القوى العظمى مثل روسيا والصين في اليمن، بعد عدوان همجي وغير مبرر شنته دعما لإسرائيل ومحاولة لكسر الإسناد اليمني لفلسطين ضد مجازر الإبادة الإسرائيلية في غزة، والذي عجزت عن احباطه.
حيث احترقت ورقة “حاملة الطائرات الأمريكية” بالفعل بعد “هجمات يمنية” أجبرت أكثر من حاملة على الهروب، كما احترقت ورقة الطائرة الأمريكية “MQ9” التي أسقطت اليمن 25 طائرة من هذا النوع 22 في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، فيما يهدد الإحتراق ورقة “طائرة الشبح B2” الأمريكية والتي تعتبر من أقوى ترسانتها، إضافة الى “السلاح الصامت”(منظومة الاعتراض الكهرومغناطيسي) الذي أعلن اليمن نجاحه في اختراقه وتجاوزه خلال 10 أيام فقط.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى “الرئيس مهدي المشاط”، أعلى سلطة في صنعاء، أن أمريكا أحرقت كل “أوراقها العسكرية” التي كانت تسيطر بها على العالم في “اليمن”، معددا اياها، بدءاً بحاملات الطائرات الأمريكية ومرورا بالمقاتلات الشبح B2، وانتهاءً بمنظومة الاعتراض “الكهرومغناطيسي” التي كانت تهدد بها “روسيا والصين” مؤكداً ان “رجال اليمن” تجاوزوها في 10 أيام.
وأوضح “الرئيس المشاط” ان مقاتلة الشبح B2 الأمريكية تم اعتراضها في أحد العمليات اليمنية التي كانت تستهدف حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر وقطعها الحربية في عملية استباقية.
خروج حاملات الطائرات عن الخدمة
وتصاعدت الضربات اليمنية من هجوم بصواريخ كروز الى عمليات نوعية تضمنت صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة وقوارب، حيث وصفت العمليات بالمعقدة والأعنف منذ الحرب العالمية الثانية.
وطالت الهجمات اليمنية المعقدة العديد من حاملات الطائرات الأمريكية بدءاً بحاملة الطائرات (أبراهام لينكولن، وآيزنهاور، وروزفلت، ويو اس اس هاري ترومان، وفيسنون) والتي انتهت بهروب بعض الحاملات ليتم استبدالها بالأخرى.
وكشف “مسؤول أمريكي” ان حاملة الطائرات ترومان ستغادر منطقة الشرق الأوسط قريبا. وأوضح ان النقاش جار بشأن إمكانية استبدال ترومان بحاملة طائرات أخرى للإبقاء على حاملتين بالمنطقة.
واعترف نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، أن القتال ضد اليمن في البحر الأحمر هو أكبر معركة خاضتها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأفاد تقرير نشرته منصة “باى جيا هاو” الصينية، أبريل الحالي، عن تعرض حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” لهجوم صاروخي من قبل القوات المسلحة الحوثية اليمنية، وذلك في يومها الأول من انتشارها في الشرق الأوسط. وقال التقرير إن الهجوم الصاروخي للحوثيين خلف أضرارا واسعة على سطح حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون”، مشيرًا إلى أن “الحوثيون” يستخدمون تكتيكات منخفضة التكلفة تخترق خط دفاع الجيش الأمريكي المكلف.
وقالت “أسوشيتد برس” الأمريكية أن السفن الحربية الأمريكية تخوض منذ العام الماضي أشد معركة بحرية مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية. وأضافت أن قادة البحرية يعارضون تمديد نشر الحاملة ترومان حتى لا يتعطل جدول الصيانة ويؤخر عودة البحارة المرهقين بسبب وتيرة القتال العالية بشكل غير معتاد.
وكان نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أكتوير 2024، تقرير حمل عنوان “حاملة الطائرات تموت موتًا بطيئًا” أكّد أن فاعلية حاملات الطائرات الأمريكية تضاءلت تضاؤلاً كبيراً بسبب الصواريخ المتطورة المضادة للسفن التي طورها أعداء الولايات المتحدة الأمريكية ومنهم اليمنيين.
فيما أكد موقع “إل موندو” الإسباني بنفس الشهر، أن العملية اليمنية التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” تمثّل أول هجوم على سفينة نووية أمريكية على الإطلاق.
إفتراس “الصياد الأمريكي وعين السماء” (MQ-9)
على ذات السياق، وفي تطور يعكس تحولاً استراتيجياً في المشهد العسكري على مستوى المنطقة، افترس المقاتل اليمني “الصياد الأمريكي وعين السماء” (MQ-9)، حيث أسقط 7 طائرات MQ9 خلال شهر أبريل الجاري، واعترف مسؤولان أمريكيان لشبكة “فوكس نيوز” أن قوات صنعاء نجحت في إسقاط سبع طائرات أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9 ريبر منذ الثالث من مارس وحتى اليوم في إطار تصديها للتصعيد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر والمجال الجوي اليمني.
وجاء الاعتراف الأمريكي، رغم طابعه المقتضب، ليمنح مصداقية غير مسبوقة للبيانات العسكرية اليمنية التي تعلن بشكل متكرر عن إسقاط طائرات معادية. فبحسب العميد يحيى سريع، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، فإن هذه الطائرة تمثل 7 التي تسقط خلال شهر أبريل الجاري، والـ22 منذ انطلاق عمليات إسناد غزة، في نوفمبر 2023.
وتهاجم اليمن “حاملات الطائرات الأمريكية” في البحر الأحمر وقطعها الحربية رداً على العدوان الأمريكي الذي بدأ في “15 مارس” بزعم ردع عمليات القوات اليمنية التي تساند غزة ضد كيان العدو الإسرائيلي الذي يرتكب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة وبدعم أمريكي أوروبي.
وكان قد شنت اليمن هجمات سابقة على “حاملات الطائرات الأمريكية” في عامي 2023 و2024، خلال الحصار البحري اليمني ضد ملاحة كيان العدو الإسرائيلي اسنادا لغزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي كان عبر 5 مراحل انتهت بحظر السفن الإسرائيلية وسفن الشركات التي تذهب الى كيان العدو الإسرائيلي من “البحر الأحمر والعربي والبحر الأبيض المتوسط الى المحيط الهندي”.
إذ تجاوز الحظر اليمني “السفن الإسرائيلية” الى الشركات المزودة التي تزور الكيان والسفن الحربية لتحالف الإزدهار، الذي يحاول كسر الحصار اليمني ولم ينجح، ومن بين تلك السفن حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية وبعض السفن الأوروبية المشاركة في حلف الإزدهار، التي انسحبت بعد ضربات يمنية موجعة تسبب بعضها بخروج عدة مدمرات عن الخدمة.