الرئيسية زوايا وآراء ولأول مرة يعترف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة

ولأول مرة يعترف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة

المشترك بين عمران خان وحركة الإخوان

دون لف أو دوران اعترف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، وفي سابقة تاريخية اعترف الجيش بهزيمة فرقة غزة بالكامل، وأقرّ بسيطرة حركة حماس على الفرق في أقل ساعة، وأسر قادتها، مع العلم أن إسرائيل تمتلك سبع فرق عسكرية، كل فرقة تتكون من 10 آلاف إلى 30 ألف مقاتل، خلافاً للتجهيزات الضخمة، والمعدات الثقيلة، والتقنية الحديثة.

اعترافات الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر كانت السبب في حرب الانتقام الذي شنها الجيش الأمريكي والإسرائيلي على أهالي غزة، وبكل وحشية، في رسائل استراتيجية إلى المحيط العربي، بأن العدو الإسرائيلي لا ينسى، ولا يغفر، وهو رسول المنتقم الجبار، يطارد أعداءه حتى يلحق بهم، ويقضى عليهم، كما تقول توراتهم.

وكان الهدف الثاني للعدوان الإسرائيلي الانتقامي على قطاع غزة هو استرداد ثقة المجتمع الإسرائيلية بجيشه، فإسرائيل دولة للجيش، ودون الجيش الإسرائيلي لا وجود لدولة اسمها إسرائيل، وهزيمة أهم فرقة عسكرية على حدود غزة، والمكلفة بحماية حدود الدولة الجنوبية، يعني فقدان الأمن، وفقدان الثقة بالبقاء على هذه الأرض، وما أمرَّ طعم الهزيمة على الإسرائيليين! ولاسيما بعد أن سكبت الهزيمة العسكرية نارها في وعاء التكوين النفسي لهذا المجتمع، الذي أمسى يدرك أن ما ألحقته غزة المحاصرة من هزيمة بأكبر الفرق العسكرية وأقواها وأكثرها تجهيزاً وتسليحاً، قد يحفز الأردن ذات يوم على الفعل نفسه، وقد تكون معركة طوفان الأقصى محرضاً لمصر العربية أو سوريا العرب، أو إيران أو تركيا، لتحاكي معركة طوفان الأقصى، وتحييد كل الفرق العسكرية الإسرائيلية السبعة، وتترك المجتمع الإسرائيلي عارياً من الأمن، مزعزع الوجود.

العدوان الإسرائيلي المتوحش على غزة جاء ليرفع الروح المعنوية المنكسرة لمجتمع لم يعد يثق بقيادته، حتى تدنت نسبة المؤيدين لحزب الليكود إلى 20 مقعداً، وقد تتدنى نسبة المؤيدين لهذا الحزب الحاكم بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة إلى ما هو أدنى من ذلك، وقد يكون الوضع الداخلي سبباً في تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بصب الجحيم على رأس أهل غزة.

باعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة يكون قد ألقى حجراً في حلق كل أولئك الفلسطينيين والعرب الذين شككوا بجدوى معركة طوفان الأقصى، أولئك الذي حسبوا النصر والهزيمة بعدد القتلى بين الطرفين، وبعدد البيوت المدمرة، ونسوا ان النصر والهزيمة هي كسر الإرادة، وتحقيق الأهداف التي من أجلها كان العدوان، وهذا ما اعترف به الجنرال الصهيوني غيورا أيلاند، حين أقرّ بأن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف التي أعلن عنها المستوى السياسي، ثم؛ لم يقدر الجيش على كسر إرادة الفلسطينيين.

اعترافات الجيش الإسرائيلي بالهزيمة، وما تلا الهزيمة من حرب إبادة ضد أهل قطاع غزة، تمثل صرخة إنسانية، جابت كل مدن العالم، ضد العدوان الإسرائيلي، ولكنها ظلت صرخة صمت في وادٍ عربي غير ذي زرع.

صرخة صمت، استيقظت معها أفئدة ملايين العرب والمسلمين، وهم اليوم يتهيؤون لموسم الدفاع القادم عن أرض فلسطين، في معارك الشرف العربي الذي لم تنته، ولن تنتهي، طالما ظل العدوان الإسرائيلي والأمريكي متواصلاً دون توقف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. فايز أبو شمالة

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version