الرئيسية أخبار وتقارير إبادة مُعلنة وحماية انتقائية.. سوريا بين مطرقة “التكفيريين” وسندان “الصمت الدولي”

إبادة مُعلنة وحماية انتقائية.. سوريا بين مطرقة “التكفيريين” وسندان “الصمت الدولي”

استمرارا للانتهاكات بحق أبناء الطائفة العلوية في مناطق عدة من الساحل السوري، نفذت الجماعات المسلحة الموالية للحكومة السورية الجديدة، اليوم الأحد، عمليات إعدام ميداني بحق 830 مواطن من العلويين.

وأكدت مصادر محلية، أنّ قرى تعنينا والحطانية والجوار، في طرطوس، والرميلة والنقعا، في ريف جبلة في اللاذقية، تتعرّض لهجوم من قبل فصائل مسلحة. وأفادت المصادر باتساع دائرة المجازر إلى أرياف حماة وبعض قرى أرياف حمص، مشيراً إلى ارتكاب أكثر من 10 مجازر، منذ أمس السبت وحتى اليوم، في قرى وأرياف اللاذقية وطرطوس وحماة وبعض قرى ريف حمص. ووفقاً للمصادر، فقد قضى نحو ألف مدني في المجازر التي ارتكبتها جماعات مسلحة توصف بـ”غير المنضبطة”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مجموعات مسلحة من ”الأمن الداخلي” التابع لحكام سوريا الجدد، نفذت جرائم انتقام وإعدام ميداني بحق 830 من العلويين ليرتفع إجمالي عدد ضحايا الانتهاكات وجرائم الإبادة الطائفية في الساحل السوري إلى 1311 قتيل. وأوضح المرصد أن مدينة اللاذقية لوحدها أعدم فيها 519 مواطن.

وفي خطابٍ شامل القاه قائد أنصار الله “عبد الملك الحوثي” بتاريخ 9 مارس 2025م، تناول فيه تطورات الأوضاع في سوريا، مُستعرضاً جرائم الجماعات التكفيرية وارتباطها بقوى إقليمية ودولية، ومُحذّراً من تبعات الصمت العربي والإسلامي على هذه الجرائم. وجاء الخطاب ليكشف عن مشروعٍ إجرامي مُمنهج يستهدف تمزيق سوريا، وتحويلها إلى ساحةٍ للفوضى الخلاقة التي تُخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي.

الجرائم التكفيرية: وحشية مُوثَّقة وصمتٌ مُريب

أكد الحوثي أنَّ الجماعات التكفيرية في سوريا ترتكب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين العزل، باستخدام أساليب قتلٍ وحشية تُوثَّق عبر مقاطع فيديو تُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، كنوعٍ من التباهي بالإرهاب.

وأشار إلى أنَّ هذه الجرائم لا تُنفَّذ بمعزلٍ عن دعمٍ مالي وسياسي وعسكري أمريكي-غربي، حيث تُعتبر هذه الجماعات أدواتٍ لتنفيذ أجندةٍ تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي السوري، وإضعاف الدولة المركزية.

الرعاية الخارجية: أمريكا وإسرائيل.. شريكان في الدم السوري

لفت الحوثي إلى أنَّ الولايات المتحدة وإسرائيل هما الراعيتان الرئيسيتان للجماعات التكفيرية، عبر تقديم الدعم المالي والعسكري، وغضّ النظر عن جرائمها. وأوضح أنَّ إسرائيل تُعلن حمايتها للدروز في السويداء، بينما تُقدّم الولايات المتحدة نفسها كـ “حامٍ” للأكراد في الشمال، تاركةً بقية السوريين عرضةً للاستباحة والقتل دون أي حماية.

كما كشف أنَّ الجماعات التكفيرية تتجنب استهداف إسرائيل، رغم اجتياحها لجنوب سوريا، وتُعمم على ناشطيها الإعلاميين تجنّب وصف إسرائيل بـ “العدو”، في إشارةٍ إلى التنسيق الخفي معها.

التداعيات الإنسانية والسياسية: سوريا تُدفع إلى الهاوية

وحذر الحوثي من أنَّ استمرار الجرائم في سوريا لن يُضعف الدولة السورية فحسب، بل سيُهدد الأمن الإقليمي عبر:

شرعنة الاحتلال: استخدام الجماعات التكفيرية كذريعةٍ لتدخلاتٍ عسكرية أمريكية-إسرائيلية.

تفكيك الهوية السورية: عبر تعميق الانقسامات الطائفية والعرقية، وتحويل سوريا إلى كانتوناتٍ متصارعة.

تشويه الإسلام: حيث تُسيء الجماعات التكفيرية إلى الدين عبر جرائمها، وتُقدّم صورةً مشوّهة عن الجهاد.

الصمت العربي والإسلامي: جريمةٌ تُفاقم المأساة

انتقد الحوثي بشدة تواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية مع ما يجري في سوريا، مُعتبراً أنَّ صمتها يُعطي شرعيةً للاحتلال الإسرائيلي والأمريكي لتقديم نفسيهما كـ “منقذين” للشعب السوري.

وأكد أنَّ هذا الصمت يتناقض مع أبسط المسؤوليات الدينية والإنسانية، ويُعتبر جريمةً بحق الإنسانية.

سوريا.. درسٌ قاسٍ ونداءٌ للضمير

أكد الحوثي أنَّ ما يحدث في سوريا يُعتبر درساً قاسياً للشعوب العربية والإسلامية، داعياً إلى وقفةٍ جادة لوقف نزيف الدم السوري، ورفض المشاريع الاستعمارية التي تُستخدم فيها الجماعات التكفيرية كأدواتٍ للفتن.

وحذّر من أنَّ العواقب ستكون وخيمةً على الجماعات التكفيرية ورعاتها، ليس فقط على الأرض، بل في ميزان العدالة الإلهية التي لا تُغفل عن الظالمين.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version