الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي مجلة إيطالية: الإمارات تموّل قاعدة إسرائيلية في الصومال لمواجهة اليمن

مجلة إيطالية: الإمارات تموّل قاعدة إسرائيلية في الصومال لمواجهة اليمن

في إطار الصراعات المتشابكة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، كشفت مجلة “إيل فارو سول موندو” الإيطالية المتخصصة في الشؤون الاستراتيجية عن تحركات إسرائيلية إماراتية مشتركة لتعزيز النفوذ في القرن الأفريقي عبر إنشاء قواعد عسكرية في إقليم أرض الصومال، في سياق الحرب غير المتكافئة التي تخوضها اليمن ضد الكيان الصهيوني دفاعاً عن القضية الفلسطينية.

وفقاً للتقرير الذي نُشر في 9 ديسمبر 2024، فإن اليمن، رغم محدودية إمكاناتها العسكرية مقارنة بالأسلحة الأمريكية المتطورة التي يمتلكها الاحتلال الإسرائيلي، نجحت في تحقيق إنجازات استراتيجية ملحوظة، أبرزها إغلاق مضيق باب المندب الحيوي وإعاقة الملاحة في البحر الأحمر، فضلاً عن شن هجمات ممتدة على العمق الإسرائيلي باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة فرط صوتية.

هذه الإستراتيجية دفعت تل أبيب إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة لمواجهة التهديد اليمني، لتتجه أنظارها صوب أرض الصومال، التي تُعتبر بوابة استراتيجية للسيطرة على طرق التجارة العالمية.

الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال: ركيزة التوسع الإسرائيلي-الإماراتي

وتقع أرض الصومال شمال غرب القرن الأفريقي، وتطل على خليج عدن ومضيق باب المندب، الذي يُعد شرياناً حيوياً لثلث التجارة البحرية الدولية. ويمتد ساحلها على مسافة 740 كيلومتراً، مما يجعلها موقعاً مثالياً لإسرائيل لتعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في المنطقة.

ووفقاً للتقرير، فإن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتحويل أرض الصومال إلى قاعدة عمليات متقدمة تسمح له بتهديد اليمن بشكل مباشر، وتخفيف العبء اللوجستي والاقتصادي الناتج عن الحرب.

كما أن التعاون الإسرائيلي مع حكومة أرض الصومال، التي تتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991 رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بها، يُنظر إليه كمحاولة لخلق واقع جديد في المنطقة، خاصة مع طموحات إسرائيلية للاستفادة من الموارد الاقتصادية للإقليم، لا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية.

الإمارات: شريك استراتيجي في لعبة النفوذ

ولعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في تسهيل التوسع الإسرائيلي عبر توقيع اتفاقيات ثنائية مع حكومة أرض الصومال، أبرزها صفقة عام 2017 لبناء مطار في مدينة بربرة واستئجار قاعدة عسكرية لمدة 30 عاماً.

كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن أبو ظبي تقدم الدعم المالي والسياسي للاحتلال الإسرائيلي لإقامة قواعد عسكرية في الإقليم، في خطوة تهدف إلى تعزيز النفوذ المشترك في مواجهة النشاط اليمني.

وتكشف هذه الشراكة عن توجّه إماراتي-إسرائيلي لاستغلال الفراغ السياسي في أرض الصومال، وتحويلها إلى منصة لتهديد الأمن القومي اليمني، فضلاً عن محاولة تقويض الدور المصري في البحر الأحمر عبر التأثير على حركة الملاحة في قناة السويس.

سقطرى: الحلقة المفقودة في المشروع الإسرائيلي-الإماراتي

لم تقتصر التحركات الإسرائيلية على البر الصومالي، بل امتدت إلى جزيرة سقطرى اليمنية، التي تُعتبر لؤلؤة المحيط الهندي بفضل موقعها الاستراتيجي عند مدخل خليج عدن.

وكشفت تقارير عبرية عن سعي مشترك بين إسرائيل والإمارات للسيطرة على الجزيرة، التي كانت أبو ظبي تخطط لاحتلالها منذ ما قبل حرب اليمن عام 2015. وتهدف هذه الخطوة إلى إنشاء حزام أمني إسرائيلي-إماراتي يعزل اليمن عن محيطها الإقليمي، ويُسهّل مراقبة مضيق باب المندب، الذي يُعتبر شريان حياة اقتصادية عالمية.

ويرى مراقبون أن المشروع الإسرائيلي-الإماراتي في أرض الصومال ينطوي على مخاطر جيوسياسية كبيرة، أبرزها تأجيج الصراع في القرن الأفريقي وتهديد استقرار دول مثل مصر والسودان. كما أن تحويل الإقليم إلى ساحة صراع غير مباشرة بين إسرائيل واليمن قد يُفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

من جانب آخر، يُنظر إلى هذه التحركات كجزء من استراتيجية أوسع للاحتلال لتعزيز هيمنتها على طرق التجارة الدولية، وتحقيق “عمق استراتيجي” في أفريقيا، في ظل العزلة الدولية المتزايدة الناتجة عن جرائمها في الأراضي الفلسطينية.

ختاماً، يُظهر التقرير أن الصراع في اليمن لم يعد محلياً، بل بات حلقة في صراع إقليمي أوسع تُسخّر له أدوات اقتصادية وعسكرية لرسم خرائط نفوذ جديدة، بينما تظل الشعوب العربية والأفريقية الضحية الأولى لحسابات المصالح الضيقة.

بوابة أرض الصومال لمهاجمة اليمن

وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد كشفت في تقرير لها في الــ27 من نوفمبر 2024م عن تمويل الإمارات التوسع العسكري الإسرائيلي إقليميا عبر تدشين قاعدة عسكرية لتل أبيب في إقليم “أرض الصومال”. ونشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، تقريرا حمل عنوان “كل العيون تتجه نحو أرض الصومال: الدولة الأفريقية الصغيرة التي تشكل مفتاح حرب إسرائيل على الحوثي”.

وأكدت الصحيفة على توجه “إسرائيل” بدعم إماراتي لتدشين قاعدة عسكرية إسرائيلية في أرض الصومال لمواجهة الحوثيين في اليمن، وهو الأمر الذي يمثل خطرا استراتيجيا على مصر وعلى مستقبل الملاحة الدولية في قناة السويس.

وأجمعت تقارير عبرية وغربية على أن الاحتلال الذي يشن حرب إبادة دموية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2013 يدرس إنشاء قاعدة عسكرية في “أرض الصومال” لوقف تحركات داعمة للفلسطينيين من قبل الحوثي حد قولهم. وأضافت هآرتس، أن القاعدة تهدف أيضا إلى مراقبة مضيق باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، الذي يسيطر على جانبه الشرقي الحوثيون الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية فرط صوتية والطائرات المسيرة مستهدفين مواقع إسرائيلية بينها تل أبيب.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version