الرئيسية المشهد الدولي الساحل السوري من خلافات شخصية إلى حرب شعواء بالوكالة

الساحل السوري من خلافات شخصية إلى حرب شعواء بالوكالة

تعود سوريا لتصدر المشهد من جديد، لكن هذه المرة من بوابة الساحل حيث الاطماع الدولية والإقليمية باستثمار النزعة الطائفية، فمالذي جرى ؟

وفقا لإعلام سوري، فإن ما جرى بمدن الساحل ليست محاولة انقلاب اعدت في بغداد وموسكو وان تم تغليفها بذلك ولا تمرد بل مجرد حادثة جنائية تم تضخيمها لتفكيك ما تبقى من حاضنة شعبية للنظام السابق وإرهاب الطائفة الأهم ممثلة بالعلوية.

بدأت الحادثة بخلافات بين مسلحين وعناصر امنية في مدينة جبلة بريف اللاذقية، قتل على اثرها احد عناصر الامن ورفض المجلس الإسلامي هناك تسليم الجناة بحثا عن العدالة، لكن ما ان تحول الامر فجأة إلى معركة مطولة لم يعرف مصيرها بعد وذلك في اعقاب منح الفصائل ذات النزعة الإرهابية ضوء باقتحام مناطق الطائفة العلوية وتنفيذ عمليات نهب وسلب وقتل دفع الأهالي لمحاولة التصدي لكل هذا الجنون.

بالنسبة للإدارة السورية في دمشق فقد بدا الوضع مربكا فهي تارة وعلى لسان رئيسها الجديد احمد الشرع تسوق معلومات حول لقاءات وتحالفات للانقلاب عليها وفي أخرى تحاول تبرير ما جرى من جرائم على الأرض وقد اعترفت بها وزعمت انها أوقفت عناصر إرهابية متورطة في تلك الجرائم وقامت بتعليق الحرب على تلك المناطق لإخراج من وصفتهم بالعناصر الغير منضبطة او المنضوية في الدفاع والامن وهي بذلك تحاول القاء اللوم على فصائل تتبعها أصلا وتوجهت بأمرها.

ما جرى في مدن الساحل السوري خلال الأيام القليلة الماضية كان مروعا وباعتراف حلفاء الجولاني ذاته، مع انها لم تخرج عن سياق الجرائم التي ارتكبتها جبهة النصر ومن بعدها تحرير الشام منذ نشأتها كفصيل للقاعدة وداعش وحتى اليوم وقد أصبحت في السلطة و لم تتوان عن تكرار تلك المجازر.

بحسب خبراء، فإن اقتحام مدن الساحل السوري التي عجزت الإدارة الجديدة عن اخضاعها خلال الأشهر الماضية من عمرها، ليس ذات بعد محلي فقط بل أيضا إقليمي ودولي، فعلى الصعيد المحلي، يرى خبراء، ان هدف اخضاع الطائفة العلوية حتى لا يطالب مشايخها بتمثيل ولا تدفع الغالبية هناك نحو حكم فيدرالي.

والمعركة الأخيرة ضمن حرب اعدت مسبقا تحت يافطة حصر السلاح بيد الدولة وقد يكون مقدمة لحرب على بقية التكتلات العرقية والطائفية في انحاء سوريا.. أما على الصعيد الإقليمي، فلا يخفي الخبراء أطماع تركية في الساحل السوري الهام على المتوسط، فتركيا تخوض منذ أيام معركة ضد ايران بزعم دعم الأخيرة لما تصفها تركيا بـ”الجماعات الإرهابية” وهي بذلك تحاول تبرير توسع نفوذها تلك المناطق.

أما دوليا، فتوقيت الحملة على المدن الساحلية يحمل عدة دلالات ابرزها انه جاء في وقت تحدثت فيه تقارير أمريكية عن مفاوضات روسية مع الإدارة السورية للحصول على امتيازات بقطاع الغاز والاحتفاظ بقواعدها في الساحل وحققت تلك المفاوضات تقدما مع ارسال روسيا ما يعادل 27 مليون دولار من العملة السورية المحلية “الليرة” بعد طباعتها على نفقتها لدعم الاقتصاد السوري وهذا الاتفاق في حال كتب له النجاح يهدد أطماع الغرب وامريكا وتركيا على حد سواء، فهل كان الهجوم على طرطوس واللاذقية حيث تحتفظ روسيا بأهم قواعدها متعلق بما يجرى خلف الكواليس؟

من المشاهد الواردة من طرطوس يبدو ان الحملة كانت تهدف أيضا لتقليص انتشار القوات الروسية التي أجبرت على نقل قواتها واخلاء مواقعها إلى قاعدة حميميم اخر معاقلها في الساحل السوري، لكن لم يتضح ما اذا كانت الحملة بدافع تركيا ام امريكي وغربي. وما دور روسيا في ظل الصمت المطبق حول ما يجري؟.

المؤكد الان ان الفصائل الإرهابية حصلت على ضوء اخضر لتقليص مساحة خصومها وهي تقوم بإعادة رسم المشهد في اهم مناطق العلوية هناك.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version