الرئيسية زوايا وآراء من زيلينسكي الى مؤتمر القمة القادم!

من زيلينسكي الى مؤتمر القمة القادم!

“المتغطي بالأمريكان عريان”، أعلنها متأخرا الرئيس حسني مبارك، وفعلها كُثرٌ من حلفاء أمريكا قبله وبعده .. وهذا مشهد افتراس الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خيرُ شاهد ان “حلفاء” امريكا إن هُمُ الا مجرد عبيد في نظرها .. وأيا كانت القرابين التي يقدمها ال”حليف” على المذبح الأميركي، فإن مصيره هو مصير زيلينسكي – حفل شواء على الهواء.

اما “إسرائيل” فشريك أمريكا الأوحد .. ولنذكر ذلك دائماً .. أن أمريكا شريكٌ ل”إسرائيل” وليست وسيطاً ولا تستند في كل ما تفعل او تقول الى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية عموماً .. وهي، كشريك ل”إسرائيل”، تستند الى القوة ولا تأبه بالحقوق وبالتالي تدفع الصراع للتمدد خارج فلسطين بكل ما لذلك من ابعادٍ وتداعيات .. لنتفكّر بالمنطق والواقع كيف أن المقاومة في فلسطين ولبنان قد ربحت أو، على الاقل، كسرت بنهجها إرادة الكيان الغاصب في كل معاركها السياسية والعسكرية في حين لم يُثمر نهج الارتهان لامريكا و”اسرائيل” سوى الخسائر السياسية والعسكرية مع الكيان ذاته!

عداك عن التوحش العسكري، نبّهنا “اليازجي” في نهاية القرن التاسع عشر – وحان لنا ان نستيقظ – ان من أسلحة المستعمرين والمغتصبين الَمكرَ والتَّدليسَ وَالكَذبَ .. ولا يَستَقيمُ لَهُم عَهدٌ، ولا يَصحُّ لَهُم وَعدٌ .. وأَعناقنا لَهُمُ رقٌّ .. وهاب بنا:الستم “من بَنَوا لِصروحِ العزِّ أَعمِدَةً// تَهوي الصَّواعقُ عَنها وَهيَ تَنقَلِبُ”// وبعد، كيف نكون رهينةً لامريكا و”اسرائيل” وهذا السفير الأميركي المعين لدى “اسرائيل” يدعو “لتغيير الشرق الأوسط  بأبعاد توراتية” .. الا يُذكّرنا هذا بالجنرال رافاييل ايتان (صاحب شعار “العربي الجيد العربي الميت”) الذي أراد أن يبني الهيكل الثالث بجماجم اللبنانيين، لا بخشب الأرز!؟

كما يعيدنا لصلافة وعنجهية رئيسة وزراء إسرائيل بعد هزيمة عام 1967 اذ قالت: “إني أشم رائحة بلادي في الحجاز! وهي وطني الذي علي أن أستعيده” .. ومعها يتماهى الكاتب والسياسي الإسرائيلي Avi Lipkin في مؤلفه “Return To Mecca” .. عنوان الكتاب وغلافه يكفي حيث تدخل مكة المكرمة بمسجدها الحرام المبارك وكعبتها المشرفة كما المدينة المنورة ضمن مملكة يهوة!

اما فلسطين، وغزة، و”الضفة الغربية” فتُمَثِّل لهم “الكلمات البغيضة” آلتي يرفضون استخدامها .. يريدون لنا، نحن العرب، أن نطوف برؤوس حافية حول الهيكل، بدل الطواف بأقدام حافية حول الكعبة!

اعود الان ليوم اجتماع ترامب/ميلكوفسكي (نتنياهو) في البيت الأبيض حيث تمنيت، من هذا الموقع، واعدت التمني (غير مرة) على دول ال”سّات” (السعودية، سوريا، ايران، تركيا) ومعها مصر والأردن ولبنان وكل دول جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامية ان يكون لهم مؤتمر للقمة – لا خوفاً كخوف “ابو ريشة”، بل حرصاً على الانجاز ودعماً له ان يبقى .. اعتذرتُ من “المتنبي” يومها وتعللتُ بالآمال قانعاً بالإقلال واضعف الإيمان تكتيكياً:

1) رفض تصريحات ترامب بشكل تام وحاسم وقاطع، وإحالتها لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية – نقطة على السطر! فهذه التصريحات تمثل انتهاكاً بيِّناً لما يُعرف بالقواعد الآمرة (Jus Cogens – القواعد الأساسية التي يستند إليها القانون الدولي) .. دعوت الله يومها “رَبَّنَا … ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ” (آل عمران / 147) فالتاريخ يُكتب اليوم والقرارات مصيرية بموقف عربي إسلامي موحد .. فتذكّروا (“وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ” – البقرة / 269) دائماً ان الجنة اقرب الى غزة وكل فلسطين والى اهل الجنوب وكل لبنان من سيناء ومن الاردن واي مكان .. وهي لا شك، أجمل من كل بقاع الدنيا!

2) أعلان “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة (تصنع المستقبل، وتقرر اليوم التالي) على 46 % من مساحة فلسطين التاريخية بعاصمتها القدس الشريف .. وهنا لا بأس بتوسيع “ميثاق ابراهيم” بالتطبيع الذي تسعى اليه دول المحور الصهيواوروبيكي على أساس حل الدولتين والعودة الواحدة تنفيذاً للقرارين الأمميين 181 و194 (وهما شرط قبول عضوية “اسرائيل” في الأمم المتحدة أصلاً) فلا تتعدى مساحة دولة الكيان (”اسرائيل الصغرى”) 54% من مجموع مساحة فلسطين البالغة 27027 كم2!

قالتها ديانا فاخوري منذ نيف وعقد من الزمان: “اسرائيل” الى زوال – كما على ثرى فلسطين،  كذلك في السماء: لا اسرائيل التوراتية، ولا اسرائيل الكبرى، ولا اسرائيل العظمى او العظيمة، ولا “يهودا والسامرة”، ولا 78% من فلسطين التاريخية .. ولا “اسرائيل” المقدسة ولا امريكا المقدسة .. والمقاومة هم شعب الله المختار .. وهم اصحاب القرار على ارضهم!

اما استراتيجيا، وببركات الطوفان ينتهي طريق الجلجلة ليبدأ اليوم التالي على أيدي أهل الطوفان ورجال الله وبناته في الميدان ..باختصار، هو حل الدولتين والعودة الواحدة (تكتيكياً)، وحل العودتين والدولة الواحدة (استراتيجياً)!

نعم لا نمل من تكرار دعوة “ديانا” هذه لمغادرة الجانب المظلم من التاريخ .. تعالوا ليوم مرحمة ولكلمة سواء ولا تغرقوا في العدم!

وهكذا لا بد للحزن الا ان يكون عَلَيْكِ (ديانا) عظيمًا .. والمأساة تدوس على جثث الكلمات ..

ولكنّي أُصغى لصدى خطواتِكِ فى أرض فلسطين واردد مٓعٓكِ:

الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

ـــــــــــــــــــــــــــ

الياس فاخوري

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version