أثار اعتراض قوات صنعاء طائرة أميركية من طراز “F-16” وأخرى تجسّسية من طراز “MQ-9” في أجواء المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر، قلق واشنطن ومخاوفها من تطور القدرات الدفاعية لتلك القوات، وعكَس حجم حالة الاستنفار اليمني البحري والجوي، واستمرار السيطرة اليمنية على المياه. وعلى رغم أن اعتراض طائرة معادية في أجواء بلد مستقل يأتي في إطار حماية السيادة الوطنية، ولا يمثّل تصعيداً، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وصفت اعتراض الطائرتين بـ”التصعيد الخطير”، ولوّحت بالرد.
ورأى مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ”الأخبار”، أن “التصريحات الأميركية الأخيرة تعكس نوايا عدوانية، وتؤكد أيضاً أن اعتراض الطائرات الأميركية الحربية أو التجسّسية في أجواء اليمن يعكس مدى تطور قدرات الدفاعات الجوية اليمنية”. وأضاف أن “اعتراض قوات صنعاء لطائرات معادية حق مشروع وفقاً للقوانين الدولية، ومن صلب مهام القوات المسلحة التي كُلّفت بحماية اليمن من أي اعتداء خارجي”.
وفي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن إشعار صنعاء بأن عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يختلف عن عهد سلفه، جو بايدن، كان الرد اليمني واضحاً عبر بيان للحكومة أكّد أنه “لا توجد خطوط حمر” في سياسة الحكومة الدفاعية، وأن الأخيرة “لا تضع أي حسابات سياسية لأي إدارة أميركية، وتعاملها مع محاولة اختراق الطيران الأميركي بنوعيه الحربي والتجسسي سيكون أيضاً مع أي دولة معادية أخرى، كونه يأتي في إطار حق الدفاع عن النفس، ولا يُسمّى تصعيداً بل هو دفاع مشروع وفق القانون اليمني”.
واشنطن تفشل في كسر العمى الاستخباراتي الذي تواجهه في اليمن
وفي المقابل، ووفقاً لما نقلته شبكة “فوكس نيوز” عن قادة عسكريين أميركيين، فإن اعتراض طائرة من طزار “F-16” كانت تحلّق على علو مرتفع، تطور مقلق بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهو يمثّل تهديداً لقواتها ولحلفائها في المنطقة. كما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في الإدارة القول إن الصواريخ المستخدمة في الاعتراض من طراز “سام”.
وإذ أعاد الحديث الأميركي عن “سام” إلى الواجهة دور واشنطن في تدمير هذا النوع من الصواريخ في اليمن قبل عام 2015، بإشراف ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، فإن التهويل حول خطورة الطراز المذكور من الدفاعات الجوية اليمنية، يأتي في إطار حملة تحريض واسعة تتعرّض لها صنعاء من قبل وسائل إعلام أميركية منذ أكثر من أسبوع، في محاولة منها لإقناع الرأي العام الأميركي بصوابية أي عمليات عدائية تنفّذها إدارة ترامب ضد اليمن، على رغم توقّف عمليات “أنصار الله” العسكرية في البحر الأحمر، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن المتحدّث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر، قوله إن “هذه الهجمات تمثّل تصعيداً خطيراً وغير مسبوق من قبل الحوثيين، وتظهر استعدادهم لاستخدام أسلحة متطوّرة ضد القوات الأميركية”، مشيراً إلى أن “واشنطن تدرس الخيارات المتاحة للرد على هذه الأعمال العدائية بشكل مناسب”. ولفت البيان إلى أن “الجيش الأميركي يعقد مناقشات على أعلى المستويات لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن القوات الأميركية في المنطقة”.
على أن لغة التهديد الأميركي الأخيرة كشفت عن الفشل في كسر حاجز العمى الاستخباراتي، والذي تواجهه القوات الأميركية في اليمن. وبحسب مسؤولين في الإدارة تحدّثوا إلى وسائل إعلام أميركية، فإن الولايات المتحدة تعاني من “ضعف استخباراتي” كبير في اليمن، يأتي استهداف قوات صنعاء طائرات واشنطن التجسسية ليضاعفه بشكل خطير.
ـــــــــ
الاخبار اللبنانية