في تطور لافت يعكس تأثير الدور اليمني في معادلات الصراع الإقليمي، أكد عضو مجلس النواب العراقي، حسن فدعم الجنابي، أن الحصار اليمني على الملاحة الإسرائيلية كان عاملاً حاسماً في تحقيق انتصار المقاومة الفلسطينية وفرض شروطها في غزة.
وأشار البرلماني العراقي إلى أن الشعب اليمني، رغم الحصار والظروف الصعبة، استطاع أن يكون أحد أبرز العناصر التي أسهمت في هزيمة الكيان الصهيوني، من خلال دعمه اللوجستي والعملياتي للمقاومة الفلسطينية.
وفي حوار أجراه مع صحيفة “عرب جورنال”، أوضح الجنابي أن الموقف اليمني لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان عملياً وصادقاً، حيث استخدم اليمن إمكانياته البسيطة لتحقيق نتائج استراتيجية كبيرة. وشدد على أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من هزيمة الأساطيل الأمريكية.
واعتبر الجنابي أن الضربات التي وجهتها ضد البوارج وحاملات الطائرات أذلت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاءهما. وأكد أن الدول التي تمتلك الجيوش والأسلحة المتطورة عجزت عن تقديم أي دعم حقيقي للقضية الفلسطينية، بينما نجح اليمن في تحويل المعادلة عبر ضرباته النوعية.
على الجانب الآخر، كشف الأسطول الأمريكي السادس، اليوم الأحد، عن حجم الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات “هاري إس ترومان” (CVN-75)، بعد ما زعم أنه حادث اصطدام بناقلة تجارية قبالة سواحل مصر.
وأوضح الأسطول أن السفينة الحربية وصلت إلى خليج سودا في اليونان لإجراء عملية صيانة شاملة، حيث تبين تعرض الرافعة الطائرة الخلفية اليمنى للسفينة لأضرار بالغة، بالإضافة إلى ثقب في الهيكل الخارجي فوق خط الماء في الجزء الخلفي. كما شملت الأضرار الجدار الخارجي لغرفتي تخزين ومناطق الصيانة، بالإضافة إلى مساحات المناولة الخارجية والجناح الخلفي.
ومع ذلك، شكك محللون عسكريون في الرواية الأمريكية بشأن حادث الاصطدام، مرجحين أن الأضرار قد تكون نتيجة ضربة صاروخية سابقة نفذتها القوات اليمنية.
ويأتي هذا التحليل في ظل تعرض حاملة الطائرات لثماني هجمات خلال فترة انتشارها القصيرة في البحر الأحمر، قبل أن تنسحب عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتاريخياً، كانت القيادة المركزية الأمريكية تنكر بشكل متكرر تعرض قطعها البحرية لهجمات يمنية، إلا أنها غالباً ما تضطر للاعتراف بالتدريج بالأضرار التي لحقت بقطعها البحرية، مما يعكس حجم الضغوط التي واجهتها القوات الأمريكية خلال محاولاتها التصدي للهجمات اليمنية.
هذه التطورات تشير إلى أن اليمن أصبح لاعباً استراتيجياً مؤثراً في المنطقة، حيث نجحت عملياته العسكرية في تعطيل الملاحة الإسرائيلية وإجبار الاحتلال على تقديم تنازلات في غزة.
وفي الوقت نفسه، تكشف هذه الوقائع عن عجز القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، عن مواجهة التكتيكات اليمنية التي أثبتت فعاليتها في تحقيق أهدافها الوطنية والإقليمية. وبينما تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء الصراع، يبدو أن اليمن قد نجح في تحويل المعادلات لصالح محور المقاومة، مما يعزز موقعه كقوة لا يمكن تجاوزها في أي تسوية مستقبلية.