الرئيسية أخبار وتقارير تعز وعدن تشتعلان غضباً.. احتجاجات شعبية ضد “التحالف وحكومته” تتحدى القمع وتطالب...

تعز وعدن تشتعلان غضباً.. احتجاجات شعبية ضد “التحالف وحكومته” تتحدى القمع وتطالب بإنهاء الانهيار المعيشي

تشهد محافظات جنوب اليمن، بما في ذلك تعز وعدن ولحج وأبين والضالع، موجة احتجاجات شعبية عارمة ضد حكومة التحالف السعودي الإماراتي والمجلس الرئاسي، في ظل انهيار غير مسبوق للأوضاع المعيشية والاقتصادية. وبينما يخرج المواطنون إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم الأساسية، تتصاعد سياسات القمع والاعتقالات التي تنتهجها فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، مما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي. هذه التطورات تشير إلى أن الأوضاع تسير نحو نقطة اللاعودة، حيث يبدو أن الغضب الشعبي قد بلغ ذروته، ولا حلول واضحة في الأفق.

ففي مدينة تعز، نظم منتسبو النقابات التعليمية ومجلس تنسيق النقابات والتكتلات المستقلة، مسيرة احتجاجية جديدة ضد حكومة التحالف السعودي الإماراتي، طالبوا خلالها بصرف مرتبات المعلمين وأساتذة الجامعة وبقية الموظفين والعمال، وإيجاد معالجات اقتصادية حقيقية للانهيار المستمر في العملة الوطنية. وحمّل المحتجون المجلس الرئاسي وحكومته المسؤولية الكاملة عن انهيار الأوضاع المعيشية، مشيرين إلى أن استمرار السياسات الفاشلة وعدم الاستجابة لمطالب الشعب سيدفع البلاد نحو المزيد من الفوضى.

وفي الوقت نفسه، تواجه مدينة عدن، مركز النفوذ السياسي والاقتصادي للمجلس الانتقالي الجنوبي، موجة قمع غير مسبوقة ضد المتظاهرين السلميين. فقد أقدمت فصائل الإمارات على الاعتداء على احتجاجات شعبية خرجت اليوم الأحد، حيث أطلقت النار على متظاهرين في نقطة الحمراء بين مديرتي خور مكسر والمعلا، وأصابت شاباً معاقاً كان يشارك في المسيرة على كرسي متحرك. كما قامت تلك القوات بتفريق المظاهرة التي كانت متوجهة إلى مكتب المحافظ، ونشرت دوريات أمنية في مديرتي البريقة والمنصورة لمنع انطلاق احتجاجات جديدة.

هذه التحركات الشعبية ليست سوى جزء من مشهد أوسع يشهده الجنوب اليمني، حيث تتسع دائرة الاحتجاجات لتشمل محافظات عدن ولحج وأبين والضالع وتعز. وتتركز المطالب الشعبية حول إنهاء الانهيار الاقتصادي، وتحسين الخدمات الأساسية، وصرف المرتبات المتأخرة، ووقف انهيار العملة الوطنية الذي أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية. ومع ذلك، يبدو أن السلطات الموالية للتحالف تستمر في تجاهل هذه المطالب، مما يزيد من حالة السخط الشعبي ويهدد بتصعيد أكبر.

في ظل هذا الواقع المأزوم، يبرز القمع الذي تمارسه فصائل المجلس الانتقالي كعامل رئيسي في تأجيج الغضب الشعبي. واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، بما في ذلك إطلاق النار وتنفيذ حملات اعتقالات واسعة، يعكس استراتيجية تقوم على إخماد الاحتجاجات بالقوة بدلاً من الاستجابة لمطالب المواطنين. إلا أن هذه الإجراءات لم تؤدِ إلا إلى تصعيد المواجهة، حيث أكد المتظاهرون عزمهم على مواصلة احتجاجاتهم حتى تحقيق أهدافهم.

الأوضاع في جنوب اليمن تسير نحو مزيد من التوتر والتصعيد، مع استمرار الانهيار الاقتصادي وغياب أي حلول عملية من قبل السلطات الموالية للتحالف. وبينما يخرج المواطنون إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم الأساسية، تتصاعد سياسات القمع والاعتقالات التي تزيد من حالة الاحتقان الشعبي. وفي ظل هذه الديناميكيات، يبدو أن الأيام المقبلة تحمل في طياتها تحديات كبيرة قد تغير المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة، إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمات المستفحلة والاستجابة لمطالب الشعب.ذ

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version