الرئيسية زوايا وآراء عودة الكاوبوي “ترامب”.. بداية البلطجة الى محاولة السيطرة الكاملة

عودة الكاوبوي “ترامب”.. بداية البلطجة الى محاولة السيطرة الكاملة

الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا “دونالد ترامب و انتزاع “قناة بنماو”و وضعها تحت السيطرة الأمريكية كونها مهمة للتجارة الأمريكية والأمن القومي بحسب رؤية ترامب حيث تمثل للولايات المتحدة أكثر من 72% من حركة النقل البحري، ومهمة للغاية لسرعة نشر الفوة البحرية الأمريكية في العالم حسب رأيه.

أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن “ترامب قرر الدخول في صراع من أجل السيطرة على طرق التجارية العالمية” بداية من “بنما انتهاء بقناة “السويس” او خلق بديل لها, الهدف هو في نهاية المعركة وقف استمرار تغول الصين التجاري.

وفق لصحيفة ديلي إكسبريس البريطانية تم تركيز الاهتمام في إسرائيل على مشروع قناة “بن غوريون” بطول حوالي 258 كم و هي مصممة مي تنافس قناة السويس المصرية أو بديل عنها سوف تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط من إيلات (ٱم الرشراش) على خليج العقبة و عبر الحدود مع الأردن , مروراً بصحراء النقب ، و التفاف على قطاع غزة ستكون القناة بعمق 10 أمتار من عمق قناة السويس ، مما يسمح للسفن بعرض 110 أمتار و طول 300 متر بالمرور ،توضح الصحيفة أن القناة تعيق نمو القوة الصين الاقتصادية و مشروع “الحزام و الطريق سوف تحقق حوالي 9 مليارات دولار من إيرادات العبور السنوية و من خلال تنمية التجارة لكن الأمر لا يتعلق فقط بالصين .

حزيران 1963م، أصدرت وزارة الطاقة الأمريكية و مختبر ليف-مور الوطني وثيقة سرية تحدد خطة لاستخدام 520 انفجاراً تحت الأرض لتسهيل أعمال التنفيذ عبر تلال صحراء النقب و تم رفع السرية عن الوثيقة في عام 1993م

عن وكالة أسوشيتد برس أن مثل هذا المسار من الأحداث يمكن أن يغير الوضع الجيو سياسي مرات لإسرائيل في الشرق الأوسط داخل حدودها الجديدة المقترحة مع العلم انه تم وضع بداية هذه الخطة من قبل “ترامب” في ولايته الأولى حيث اقر بالقدس عاصمة الكيان الابدية و نقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.

في عام 2014 ، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن القدس لن تقسم أبدا لم يفهم الكثير تماما خلفية مثل هذه القرارات هدفها تأجيج مزيد من الصراعات بين إسرائيل و العالم العربي ، لكن ما كان يجري هو خطة تدق و أعمق متعددة الخطوات على خلفية تفاقم مشكلة التسوية الاسرائيلية الفلسطينية. آنذاك أجمعت الانظمة العربية و كالعادة على إدانة التصريحات (بقوة) و بدأت التناقضات بين إسرائيل و الدول العربية ، و بين إيران ، و بداما نرى الدول الخليجية تظهر نوع من تحالف جديد مع الكيان

إلى ان اندلعت الحرب على غزة لكن بسرعة نسبية تطورت الأحداث الى المستوى الإقليمي أولا نحو لبنان ، ثم بدأت الأحداث في سوريا ، مما أدى إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد. في الوقت نفسه ، كان هذا كله بهدف تقليم اظافر إيران” من قبل اسرائيل ، العالم العربي و تركيا و لكل له اعتباراته المختلفة مختلفة ، تبين أن الرغبة في مقاومة صعود إيران أقوى من التضامن العربي و حتى الإسلامي و حماية غزة بينما نتنياهو احتل منطقة مرتفعات الجولان القسم السوري من جبل الشيخ و تمدد إلى ما بعد المنطقة العازلة حيث ينتشر الاندوف بعد هدنة 1974 باتجاه دمشق أي انها الغت الحدود بين إسرائيل و سورية عمليا و نعلم خلال حرب الأيام الستة في الشرق الأوسط عام 1967م ، استولت إسرائيل على الضفة الغربية و القدس الشرقية من الأردن و قطاع غزة و شبه جزيرة سيناء من مصر ،وكذلك مرتفعات الجولان من سورية ،الآن كما نرى ،تبقى شبه جزيرة سيناء فقط خارج منطقة السيطرة الإسرائيلية المباشرة ولكن عملياً إسرائيل موجودة في مصر و كذلك في سوريا الان ، و هناك خطر كبير استجد أن تصبح سورية دولة فاشلة على شاملة الصومال او السودان بسبب التحول الداخلي و موقف الدول المجاورة. هذه الأزمة بلا شك أصابت إيران ،الأردن العراق و مصر مع تركيا.

لاشكأن الهدف الجائزة الكبرى هو التحاق المملكة العربية السعودية بعد الإمارات العربية المتحدة و البحرين مع ما تبقى من دول الخليج باختراع بالإبراهيميات السياسية وهو في طريقه للانجاز لولا مفاجأة “طوفان الاقصى” ، لكن مع ذلك تبقى مشكلة المشاكل اليمن المُستعصية على الحل كي تكمل الدائرة للبدأ في المشروع الأهداف المشتركة الحقيقية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، جعل إسرائيل نقطة رئيسية، بل الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط لعبور البضائع من الهند و منطقة الشرق الأوسط بأكملها الى اوروبا و أفربقيا و مركز مالي ينهي وظيفة “دبي”كما انها لبنان في الثماننيات من القرن الماضي لتزدهر “دبي”.

إن إلغاء الطرق القديمة اذا لم تُعاد السيطرة عليها بشكل مطلق ،في ذلك قناة السويس فتصبح مصر بلا نفوذ و دور او تموت خنقا عبر تصفير عائدات القناة إضافة الى تهديد سد النهضة الوجودي لشعب النيل.

في حال تقرر اسقاط مشروع قناة بن غوريون من الورق على ارض الواقع ، مما يعني تغييرات تاريخية و جيوسياسية غير مسبوقة للمنطقة ، هذه هندسة جديدة للوضع على المستوى الإقليمي و قرار حياة او بكل ما يعني ذلك ، مشروع قناة “بن غوريون” يعزز تاثير اسرائيل الإقتصادي و الجيوسياسي إضافة لتسيّدها العسكري في المنطقة الى مستوى غير مسبوق في الشرق الأوسط و ستكون المتحكمة بحركة تدفق و ايصال التجارة على ساحل المتوسط بالتنسيق مع واشنطن و لندن بعد ان تم إخراج مرفأ بيروت و حصار الموانئ السورية الى اجل غير معلوم،.

لاشك ان محاولات تغيير قواعد اللعبة للسياسة العالمية من خلال السيطرة على طرق التجارة الرئيسية العالمية عبر التحكم بالممرات التجارية مع اننا نتعامل فقط مع مشاريع و نوابا على الورق ، يبقى السؤال: متى ستصبح هذه المشاريع المعلنة جزءا من استراتيجية واقعية متماسكة تترجم على الارض ,أم أنها مجرد نوايا تبقى الان في إطار من التجاذبات الدبلوماسية للوصول الى تفاهم و تقاسم بين القوى العظمى المتنافسة ،أم الإصرار على التنفيذ بهدف القضاء على احلام و خطط الصين الإقتصادية و التجارية و هو ما تسعى اليه واشنطن بكل ما تملك من قوة .. ؟

هذا يعني ان كل ما يحدث في الاقليم عملية صياغة الشرق الأوسط وفقا لخطة “الحصول على 14 دولة في مشروع خط الهند – حيفا بالتوازي مع الاستعداد لإنشاء قناة ” بن غوريون ” التي على مايبدو تم نفض الغبار عنها ، كما ليس من قبيل الصدفة أن يعلن الرئيس أردوغان عن نيته البدء بتنفيذ قناة ‘اسطنبول” الجديدة بديل عن مضيق البوسفور و الدردنيل ،التي تدخل على بداية الحمى الدولية الجيوسياسية ، استعداداّ لخوض معارك الممرات البحرية و البرية، مخطئ من يعتقد ان المعركة هي على الاراضي او البلدان و ليس على تغيير و تنصيب انظمة ديمقراطية حرة ، إنما على طرق الإمداد، للسيطرة على طرق نقل الطاقة و التجارة في البر و البحر التي بدورها ستحدد اهداف و مناطق الصراعات العسكرية الحتمية في المستقبل وفقا للخبراء ،تبدأ من ممر “بن غوريون” و لا احد يعلم الى اين تنتهي مآلاتها مع انهيار جميع أسس النظام الأمني السابق في الإقليم و الحلقة الاضعف فيه، المنطقة العربية التائهة بالتبعية و الصراعات القبلية الطائفية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
علي وطفي
كاتب سوري

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version