علق كاتب وباحث مصري على دعوة الرئيس الأمريكي ترامب لتهجير الفلسطينين من غزة والضفة الغربية الى الاردن ومصر بذرائع واهية.
وقال الباحث السياسي “سامح عسكر” أن قرار ترامب هو ضمن سلسلة قرارات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا، والتي ستتبعها قرارات مثل ضم الضفة الغربية لإسرائيل، وإعلان السيادة على القدس والمسجد الأقصى لتهيئة العرب لهدم المسجد في أي وقت لصالح مشروع الهيكل.
وأضاف عسكر أن تهديد مصر والأردن بعقوبات أمريكية وغربية في حال رفضهم، وسيبدأ بالتهديد بقطع المعونة الأمريكية عن مصر أولا، يتبعها عقوبات وحصار على قطاعات البنوك والخدمات والتجارة.
وأوضح أن بعض دول الخليج استبقت هذا المشروع الأمريكي بطرح اقتصادي ضخم، قد يصلح أداة لابتزاز والضغط على ترامب في حال تهديده للأمن القومي العربي.. والذي حتى الآن غير معروف هل السعودية وضعت أمن مصر والأردن ضمن هذا الطرح أم لا.
وأكد سامح أن ترامب يضغط على مصر والأردن لنقل سكان غزة والضفة، وإفراغ فلسطين التاريخية تماما من العرب لتكون أرض فلسطين يهودية شعبا ولغة وثقافة مثلما تريد الصهيونية الدولية.. مشيرا الى ان مقدمات ذلك وضع كل محاور المقاومة العربية ضد إسرائيل ككيانات إرهابية وفرض هذه الرؤية على دول الخليج والتي من المتوقع أن تكون سلاح ترامب لإحداث هذا الاحتراب الطائفي.
وأشار الى ان حلم إنهاء القضية الفلسطينية الذي يداعب نتنياهو واليمين الديني الصهيوني سيعمل على تنفيذه ترامب ووسائله في ذلك بدء بإشعال صراع طائفي بين السنة والشيعة بغرض إحداث صدع وانشقاق عربي يضعف مصر والأردن أمام الضغوط الأمريكية المحتملة.. لافتا الى ان الاعتراف بنظام الجولاني ودعمه كإمارة إسلامية موالية لإسرائيل والولايات المتحدة، وكذراع عسكري لأمريكا وحلف الناتو ضد الجيوش العربية، وأداة ضغط وابتزاز ضد دول الخليج لدفعهم لاستكمال المهمة.
وكان دعا ترامب، إلى إعادة توطين فلسطينيي قطاع غزة في دول مجاورة مثل مصر والأردن، في خطوة تتماشى مع رغبات اليمنين المتطرف في إسرائيل وتتعارض مع حق الفلسطينيين بأرضهم المحتلة.
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة رئاسية متجهة نحو ولاية ميامي، مساء السبت، قال ترامب إنه تحدث بشأن إعادة توطين فلسطينيي غزة خلال مكالمة هاتفية (لم يحدد تاريخها) مع ملك الأردن عبد الله الثاني، وإنه قد يتحدث بخصوص ذلك أيضا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد.
وقال ترامب: “قلت له (ملك الأردن) إنني أحب أن تأخذ المزيد (من فلسطينيي غزة) لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو فوضى، إنها فوضى حقيقية. أود أن يأخذ (ملك الأردن) أناسا”، علما أن حرب الإبادة الإسرائيلية هي من تقف وراء ذلك.
وأضاف: “أود أن تأخذ مصر أناسا. وأعتقد أنني سأتحدث مع السيسي غدا في وقت ما. أود أن تأخذ مصر أناسا، وأود أن يأخذ الأردن أيضا (من غزة)”. وتابع: “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص، لنُخلي المكان بالكامل. وكما تعلمون، شهد المكان على مر القرون العديد من الصراعات، ويجب أن يحدث شيء ما”.