في غزة، المدينة التي تعانق البحر وتُحاصرها قضبان الاحتلال، تتشابك فصول المعاناة مع كل يومٍ جديد، منذ سنوات طويلة، أحكم العدو الإسرائيلي قبضته على هذا القطاع ليحول الحياة فيه إلى كابوسٍ لا ينتهي، عدوانٌ متكرر وحصارٌ خانق يكسران ظهور الجميع سيما الأمهات كما ويمزقان أحلام الأطفال.
في أزقة غزة، الجوع ليس مجرّد حالة بيولوجية بل سلاحٌ يستخدمه العدو الإسرائيلي لإخضاع المواطنين ومنعهم عن المقاومة وصدّ عدوانه المتكرر على المواطنين.
هنا في غزّة بات الجميع جائعاً سيما مع انعدام المواد الغذائية بشكل شبه كلّي أو ارتفاع ما بقي منها وعن ذلك يقول برنامج الأغذية إن أسعار المواد الأساسية في غزّة ارتفعت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير بواقع 1000%.
هذا الأمر جعل الخبز في تصورات المواطن الغزي رفاهية ومطمعاً يصعب الوصول إليه. هنا مشاهد النساء اللاتي يبحثن عن قوت أطفالهن وسط الركام يوثّق جانباً من هذه المعاناة التي تسبب بها العدو الإسرائيلي.
تواجه غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، بلغت ذروتها مع تحذيرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من مستويات الجوع الحرجة التي دفعت السكان للبحث عن الطعام في النفايات.
ويأتي هذا التحذير في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأدت إلى دمار واسع النطاق طال البنية التحتية والمنازل، مما جعل البقاء في القطاع شبه مستحيل.
ووفقًا لتقارير أممية ودولية؛ يعاني أكثر من 80% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، بينما أصبح الوصول إلى الحد الأدنى من احتياجات الحياة اليومية حلمًا بعيد المنال.
وتؤكد “أونروا” أن شح المواد الغذائية أدى إلى انتشار المجاعة بين الأطفال وكبار السن، حيث توفي العشرات بسبب سوء التغذية الحاد.
في غزة، حيث كل شيءٍ يختنق بين الحصار والدمار، يتدفق الألم عبر الأزقة المُهدّمة والبيوت المهدودة. يُحاصر الاحتلال كل شيء، حتى الهواء الذي يتنفسه الأطفال، لتتحول الحياة إلى معركةٍ يومية من أجل البقاء.