العملية الهجومية التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “أبرهام لينكولن” في البحر العربي هي واحدة من اوسع العمليات النوعية التي نفذها الجيش اليمني بعون الله تعالى وهي ضمن سلسلة عمليات المرحلة الخامسة من التصعيد التي تنطبع بمستوى جديد من القوة والتأثير والزخم الناري الذي يفوق باقي نظائرها من العمليات في مراحل التصعيد الماضية.
فقد جرت عملية الاستهداف بهجوم مركب بعدد من صواريخ الكروز البحرية وسرب من المسيرات وقد حققت اهدافها بنجاح بفضل الله تعالى اما الجزء الاهم انه تم تنفيذ الية الهجوم في توقيت كان يتحضر فيه العدو الامريكي على شن عمليات عدوانية على اليمن بمشاركة هذه الحاملة، بالتالي كان الهجوم بمثابة ضربة استباقية وخطوة عملت على افشال استعدادات هه الحاملة للدخول في العدوان.
“حاملة الطائرات ابراهام لينكولن CVN-72”
تعتبر هذه الحاملة من بين افضل الحاملات الأمريكية والاكثر تطور من نظائرها فئة ” NIMITS” فهي مزودة بتقنيات دفاعية متطورة اضافة الى قدرتها حمل 80طائرة من مقاتلات F-18 ومقاتلات الجيل الخامس F-35C ومنظومة الابحار التي تعتمد على محركات نووية.
كانت هذه القطعة مع مجموعتها الضاربة المشكلة من مدمرات وطرادات صواريخ وغواصات هجومية أحد أهم الاساطيل الامريكية التي كانت مرابطة في بحر الصين الجنوبي.
“أبعاد عملية الاستهداف”
من الملاحظ ان أهم الابعاد التي ظهرت في عملية استهداف حاملة الطائراتCVN-72.
1- اتت في توقيت حرج بالنسبة لأمريكا فالأخيرة كانت تعاني من ضعف في عملياتها البحرية في المنطقة خصوصا بعد هزيمة حاملتي الطائرات” ايزنهاور وروزفلت” فقد لجأت الادارة الامريكية الى الحاملة لينكولن وتحويل مهمتها الرئيسية لتكون ضمن منظومة عملياتها العدوانية على اليمن، حيث كانت مهمتها تتمحور حول مواجهة تهديد الجمهورية الاسلامية في ايران بشكل رئيسي وقد اتخذت من اقصى شرق البحر العربي موقعا للمرابطة. بالتالي عند قياس مسألة استهدافها من قبل قواتنا المسلحة تعتبر مسألة خارج التوقعات وفعل استباقي عطل رهانات امريكا في ترميم هزيمتها وضعف موقفها العسكري.
2- من الملاحظ ايضا بعد عملية الاستهداف أعلن مسؤولين بالبنتاغون تصاريح تهديد لليمن وكانت بطبيعتها انعكاس على واقع الصدمة الاستراتيجية الذي تلقوها فهذه المرة الثانية التي يتم فيها استهداف حاملة طائرات جديدة بشكل مباشر وبموقف استباقي.
للعلم والتذكير
حاملات الطائرات بالنسبة لأمريكا ليست فقط قطع هجومية تستخدم للاعتداء على الدول بل انها تمثل قوة امريكا وهيبتها ومحور هيمنتها على دول المنطقة والعالم فلم تجرؤ اي دولة على ان تقف في وجه هذه القطع البحرية منذ حرب امريكا واليابان 1995 الحرب العالمية الثانية،، لذا مسألة استهدافها اليوم من قبل اليمن وقواته المسلحة وبهذا السلوك العسكري يتعبر تحطيم لهذه القوة والهيمنة وكسر لقواعد القوة التي طالما حافظت عليها امريكا لتبقى هي القطب الذي يمارس بلطجته على دول العالم .
أخيرا
نؤكد ان قواتنا المسلحة وهي تخوض غمار هذه المعركة الكبرى ضد الشيطان الاكبر (امريكا) لن تتوقف عند اي سقف بل ستواصل التصعيد وتوسيع الضربات حتى يتم كبح جماح امريكا وردع بلطجتها العدوانية كذلك ايقاف العدوان والحصار الامريكي الاسرائيلي الظالم على قطاع غزه ولبنان فالمسألة مرتبطة بهذا المسار ومما لاشك فيه أن العمليات القادمة لقواتنا المسلحة بعون الله تعالى ستكون ذات تأثير وقوة أكبر وبجحيم عملياتي لم يكن في الحسبان خصوصا إذا حاول العدو الامريكي تنفيذ اعتداءات جديد على اليمن. فالعمليات لن تتوقف وموقف اليمن المساند لغزة ولبنان ثابت {وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (آل-عمران:١٢٦)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زين العابدين عثمان
باحث في الشؤون العسكرية