كشفت مصادر دبلوماسية غربية، اليوم الأربعاء، كواليس خلافات أمريكية – سعودية بشأن التصعيد في اليمن. يتزامن ذلك مع تحركات أمريكية عسكريا في البلد الذي تخوض مع قواته مواجهات منذ يناير الماضي.
وأفادت المصادر بان الولايات المتحدة ناقشت مع السعودية إمكانية دعم الفصائل الموالية للتحالف في اليمن وإعادة ترتيب صفوفها لتفعيل الجبهات عسكريا ضد من وصفتهم بـ”الحوثيين” لكن الرياض رفضت الخطة الامريكية نهائيا.
وأوضحت المصادر بان السعودية قللت من أهمية الخطوة الامريكية نظرا لعدم تعويلها على الفصائل الموالية لها في إمكانية تغيير الواقع في اليمن ومخاوفها من ان تمثل الخطوة عودة إلى مستنقع المواجهات من جديد مع اليمن وعدم تحقيق اي مكسب يمكن من خلاله الضغط على صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن السعودية اقترحت قيام أمريكا بتنفيذ عمليات عسكرية اكبر في اليمن وبما يوجه ما وصفته بضربة اكبر لليمن وهو ما تخشاه أمريكا حيث اكد مسؤولين أمريكيين مخاوفهم من ان يتحول اليمن إلى مستنقع استنزاف للقوات الامريكية.
وبحسب المصادر فان الخلافات بين الحليفتين ليس حول الحرب على اليمن بل لطبيعتها وأهدافها اذ تحاول أمريكا من خلال التصعيد على الجبهات اشغال اليمن بمعارك داخلية وابعادها عن معركتها ضد الاحتلال الإسرائيلي في حين تطمح السعودية لضربة قوية تحقق ما فشلت على تحقيقه على مدى 9 سنوات من الحرب والحصار.
وكانت العاصمة البريطانية لندن احتضنت الأسبوع الماضي اجتماع ثلاثي ضم السفيران الأمريكي والسعودي إلى جانب المبعوث الأمريكي إلى اليمن ومسؤولين في الخارجية البريطانية على راسهم وكيلها لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وانتهى الاجتماع الذي استمر ليومين وحاولت خلاله بريطانيا سد فجوة الخلافات بين الطرفين دون بيان حتى في حين اكتفى السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر برسائل طمأنة لصنعاء وتجاهل المشاركة الامريكية في اللقاء.
خطة أمريكية لانقلاب اماراتي على السعودية في اليمن بدعم إسرائيلي
تعود الولايات المتحدة مجددا إلى خطة التصعيد في اليمن، لكن هذه المرة من بوابة جديدة بعد استنفدت اغلب اوراقها فهل تنجح بكبح جماح العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي ام انها تحاول الضغط لا اكثر؟
في احدث تحرك لها، بدأت واشنطن العزف على أوتار الفصائل الإماراتية في اليمن. وبعد أيام قليلة على نجاحها بجمع الد الإعداء اليمنيين ي اجتماع بأبوظبي بدأت جر الاحتلال الإسرائيلي للانضمام إلى التكتل الصغير.
كان الاجتماع الذي ضم طارق عفاش قائد فصائل الامارات بالساحل الغربي وعيدروس الزبيدي قائد الفصائل الانفصالية في جنوب البلاد نتاج جهود قادها السفير الأمريكي وشملت رفع العقوبات عن نجل صالح إضافة إلى اخضاع كافة الفصائل الجنوبية بما فيها الذارع العسكري للزبيدي لقيادة ابوزرعة المحرمي الذي يشغل أيضا منصب نائب قائد ما تسمى بـ”القوات المشتركة” في الساحل الغربي لليمن والتي يقودها طارق صالح.
فعليا استكملت أمريكا عملية لملمة الفصائل المتناحرة شمال وجنوب البلاد واعادت تفصيلها وفق لأجندة واشنطن وتوزيع المهام القيادية بين أعضائها كما لو كانوا حراسا للسفارة لا قادة يمنيين.
وعدت الزبيدي بملف مكافحة الإرهاب والمحرمي بخفر السواحل إضافة إلى امتيازات أخرى في السلطة مستقبلا، لكن الان وقد استكملت خطة تفكيك عقد الصراع بين تلك القوى تحاول الان إضفاء الشرعية الإقليمية والدولية عليها عبر استداء دول حليفة لها للانخراط فيها واخر تلك الاحتلال الإسرائيلي الذي كلفت مسؤولين بالتحالف الجديد لدعوته رسميا عبر تصريح نشرته صحيفة “يديعوت احرنوت العبرية”.
وتضمن طلب بدعم على الأرض لمواجهة من وصفهم بـ”الحوثيين” وهذه الدعوة بالطبع ستتكلل بالنجاح نظرا للمأزق الذي يعيشه الاحتلال بفعل العمليات اليمنية المتصاعدة واخرها ضرب هدف استراتيجي في تل ابيب لا سيما اذا ما اخذ في الاعتبار التقارير التي تحدثت عن ترتيبات لغرفة عمليات مشتركة تضم الموساد والاستخبارات الامريكية وصولا إلى تدشين خدمة الاتصالات بالأنترنت.
فعليا تستطيع أمريكا تحريك هؤلاء “المرتزقة” وقد لعبوا على مدى السنوات الماضية اداور في ملاعب إقليمية ودولية مقابل الكلى والمرعى فقط، لكن يبقى التساؤل ما إمكانية احداث هؤلاء لتغيير حقيقي على الأرض؟
وفقا لتقارير إعلامية فإن النقاشات الامريكية مع السعودية بشان دعم فصائل التحالف في اليمن وإعادة تحريك الجبهات لم يخرج بنتائج، فالسعودية لا ترى في الخطوة سوى محاولة مناورة أمريكية في وجه من تصفهم بـ”الحوثيين”، وهي لا تعول كثيرا على الخطوة وقد سبق لها وان جربت المواجهة، اما بالنسبة للولايات المتحدة ذاتها فالأمر لا يتعلق بحجم ما سيتم تحقيقه او ما يمكن خسارته بل بإشغال اليمنيين بحرب بينيه علها تدفع “الحوثيين” للجلوس معها على طاولة المفاوضات على الأقل في ظل امتناعهم عن ذلك ورفضهم لكل العروض بما في ذلك الاعتراف بسلطتهم على اليمن.