اقتحمت الطائرة المسيّرة اليمنية “يافا”، تل أبيب، فجر الجمعة، لأول مرة، متجاوزة “منظومات الدفاع الإسرائيلية” لتصيب هدفها بدقة مخلفة عشرات القتلى والجرحى لم تعلن ولم يعترف بها العدو، وسط رعب اسرائيلي وذهول عالمي واحتفالات غزاوية.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، صباح الجمعة، في “بيان عسكري” استهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة ما يسمى إسرائيلياً تل أبيب، باستخدام طائرة مسيرة جديدة اسمها “يافا” قادرةٍ على تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضيةِ للعدوِّ ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافَها، وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاح.
القوات اليمنية تعلن استهداف هدفا مهماً في منطقة يافا المحتلة ما تسمى إسرائيليا “تل أبيب” بطائرة مسيرة جديدة تحمل اسم ”يافا” قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية ولا تستطيع الرادارات اكتشافها pic.twitter.com/99irTt1qCu
— المشهد اليمني الأول (@Alyemen_One) July 19, 2024
بالمقابل، استيقظ أبناء غزة على وقع الخبر محتفلين بالإنجاز ومؤكدين على رفع معنوياتهم وآملين على تكثيف يمني لمثل هذه الضربات.
بدورهم، علّق خبراء عسكريين على ما خلّفه هذا الإنجاز العسكري المذهل لسلاح الجو اليمني, الذي أبهر العدوّ قبل الصديق في ضربةٍ موجعةٍ واستثنائيّة, في ظل استمرار الرعب اليمنيّ المذهل في البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط وخليج عدن والمحيط الهندي حيث أن قُبيل وبعد ضربة تل أبيب كانت وسائل الإعلام تتحدث عن زوارقٍ وطائراتٍ إنتحاريّة مسيّرة وصواريخٍ باليستية تدكَ سفن العدو في البحار المحظور مرورهم منها.
انفجار هائل من الممكن سماعه على بعد أميال
وأفاد إعلام العدو الإسرائيلي أن هذه أول مرة في التاريخ تُقصف تل أبيب بمسيرة. فيما أكد شهود عيان للقناة ١٢ أن “الطائرة المسيرة وصلت من البحر في “تل أبيب” واصطدمت بالمبنى، سمعنا صوت انفجار هائل ولم نشهد سابقاً حدثاً ضخماً كهذا”.
كما نقلت “نيويورك تايمز” الأمريكية عن شهود عيان في “تل أبيب” قالوا إن الانفجار كان قويًا للغاية لدرجة أنه كان من الممكن سماعه على بعد أميال.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن شاهد عيان في تل أبيب قوله: أنت في تل أبيب وتعتقد أن كل شيء على ما يُرام، ثم ترى شيئًا يأتي إليك بسرعة وينفجر، إنه أمر مخيف، وليس طبيعيًا، وعليك التعامل بطريقة أو بأخرى مع الوضع، ولم نفهم سبب عدم إطلاق صفارات الإنذار.
إصابة دقيقة
هذا وأعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد سريع، في بيانه العسكري، أن العملية قد حققتِ أهدافَها بنجاح.
من جانبه قال مسؤولو الأمن الإسرائيليون أن طائرة كبيرة بدون طيار اقتربت من تل أبيب على ارتفاع منخفض من اتجاه البحر الأبيض المتوسط قبل أن تمر فوق القنصلية الأمريكية وتضرب في النهاية مبنى مجاورًا على بعد أقل من 100 متر من القنصلية.
وبحسب صحافيين فلسطينيين، فقد وقع الانفجار في أحد أضخم شوارع “تل أبيب” وفي منطقة أمنية تعج بالأبراج والسفارات والدفاعات الجوية الإضافية، لا سيما القنصلية الأمريكية التي تبعد عشرات الأمتار عن مكان الانفجار.
قتلى واصابات
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن صحيفة معاريف الاسرائيلية: قتيل في انفجار تل أبيب. مؤكدة أن الشرطة عثرت على آثار شظايا على جثة القتيل في موقع انفجار المسيرة في “تل أبيب”.
فيما أكد محللون عسكريون أن الطائرة التي دكت تل أبيب خلفت قتلى وجرحى باستهدافِ موقع حيويٍ لم تكشف عنه القوات المسلحة اليمنيّة ولم يعترف بطبيعتهِ العدوّ الاسرائيلي.
فشل أمني ذريع
بدوره، قال مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن جميع أجهزة الرصد الأرضية، الجوية والبحرية لم ترصد الطائرة المسيرة لحظة اختراقها الأجواء وحتى وصولها إلى “تل أبيب”، وهذا خطأ عملياتي كبير. كما أكدت الصحيفة: في الجيش يحققون في سبب عدم تفعيل منظومة الإنذار قبل انفجار المسيرة في تل أبيب.
وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن “انفجار طائرة بدون طيار فوق “تل أبيب” يكشف عن “ثغرة أمنية كبيرة” لدى جيش العدو الإسرائيلي بينما قال مسؤول عسكري صهيوني: إن “الجيش لا يستبعد أي احتمال فيما يتعلق بمصدر الطائرة المسيرة التي ضربت “تل أبيب” وقتلت مدنياً، مشيرًا إلى أن الطائرة المسيرة من نوع أكبر وأبعد مدى.
ولفت الخبراء الصهاينة إلى أنّ تسلّل الطائرة بدون طيار منفردةً، ودون أن يتم إسقاطها أو حتى إطلاق أي إنذاراتٍ تحذيرية، يُعدّ “خرقاً نادراً للدفاعات الجوية الصهيونية المتعددة الطبقات”، مؤكدين الفشل “في التصدي للطائرات بدون طيار، والتي قالوا إنّها “تشكل تهديداً من نوعٍ مختلف”.
وأشاروا إلى أنّ المُسيّرات “قد تكون أكثر صعوبة في الكشف، وأكثر صعوبة في الاعتراض”، مُشيرين إلى تحرك الطائرات بدون طيار بشكلٍ أبطأ على ارتفاعاتٍ منخفضة، الأمر الذي يترك قدراً أدنى من البصمات الرادارية أو الحرارية، إضافةً إلى التركيز على حجم خطرها بمقارنتها مع الصواريخ الموجّهة، والتي لديها قدرة محدودة على المناورة، في حين تتمتع المُسيّرات بقدرةٍ عالية على ذلك.
أحد أخطر الهجمات
ووصف هجوم “بافا” اليمنية، بأنه اجد أخطر الهجمات التي استهدفت تل أبيب منذ 7 من أكتوبر، وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية أن الهجوم من اليمن على “تل أبيب” أحد أكثر الهجمات تخريبًا لأمن “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر. وأكد موقع “آكسيوس” الأمريكي أن الهجوم على “تل أبيب” فجر اليوم، أحد أخطر الهجمات منذ 7 أكتوبر.
“يافا” نموذج جديد من الطائرات الشبحية
كما سلط الإعلام الأمريكي الضوء على الطائرة المسيرة اليمنية “يافا“، التي استهدفت بها القوات المسلحة اليمنية مدينة يافا المحتلة التي يسميها اليهود تل أبيب. وتساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” هل المسيّرة اليمنية “يافا”، نموذج جديد من الطائرات الشبحية، موردةً عدّة آراء لخبراء عسكريين، معتبرة أنّ العملية اليمنية كشفت “ضعفاً إسرائيلياً” في أسلحة الكشف عن تهديدات مثيلة.
وقال خبير أسلحةٍ للصحيفة: إنّ الطائرة بدون طيار المستخدمة في هجوم الجمعة، “تبدو وكأنّها نسخة معدلة من صمّاد 3، مطلية بلون أغمق من النسخة الأصلية”، مٌضيفاً أنّها “ربما تكون مصنوعة من مواد كربونية معينة”.
وأضاف خبير الأسلحة أنّه “إذا لم يتم اكتشاف الطائرة بالفعل، فسيكون ذلك تطوراً مثيراً للاهتمام، ليس فقط بالنسبة لليمنيين، ولكن بالطبع بالنسبة لمحور المقاومة بأكمله، من حزب الله إلى الآخرين الذين يتحركون إلى الأمام، لأنها قابل للنقل فيما بينهم”، حد قوله.
وتحدّث الإعلام العبري عن فقدان “إسرائيل” للردع أمام اليمن، مشدداً على أنّ “ما جرى في تل أبيب ليس أقل من الوهن”، فيما تؤكد تقارير أخرى، أن ما جرى هو فشل عملياتي خطير لدى جيش الاحتلال، مشيرة إلى فشل أي رادار للجيش في رصد المسيّرة التي نُفِّذت العملية عبرها، وتفعيل إنذار للمستوطنين، على نحو يتيح منع إصابة هدف استراتيجي دولي.
ورفع الجيش اليمني وتيرة استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والسفن الأمريكية والبريطانية، إلا أن التصعيد الخطير، تمثل بالخطوة الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في قلب مدينة “تل أبيب”، مركز الكيان ورمز كبريائه بطائرة مسيّرة جديدة (يافا)، وكذلك إعلان المدينة منطقة غير آمنة، وتدشين مرحلة استهداف عمق الكيان الصهيوني الفاشي وجبهته الداخلية والوصول إلى العمق.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية عن امتلاكَها بنكاً للأهدافِ في فلسطينَ المحتلةِ منها الأهدافُ العسكريةُ والأمنيةُ الحساسةُ وأنها ستمضي بعونِ اللهِ تعالى في ضربِ تلك الأهداف، وأن الأهداف لن تتوقف إلا بوقف العدوان، ورفع الحصارِ عن الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.