استعرضت مجلة ((newleftreview البريطانية المرموقة، ستة مؤشرات على قرب انهيار المشروع الصهيوني في فلسطين وذلك في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
ووصفت المجلة في تحليل مطول بعنوان (انهيار الصهيونية) هجوم طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول بالزلزال الذي ضرب مبنى قديما.
وقالت المجلة عن تصدع المشروع الصهيوني نحو الانهيار “لقد بدأت الشقوق بالظهور بالفعل، لكنها الآن مرئية في أساساتها ذاتها”.
وتساءلت “بعد مرور أكثر من 120 عاماً على بدايته، هل يمكن للمشروع الصهيوني في فلسطين – فكرة فرض دولة يهودية على دولة عربية وإسلامية وشرق أوسطية – أن يواجه احتمال الانهيار؟ تاريخياً، هناك عدد كبير من العوامل التي يمكن أن تتسبب في انقلاب الدولة”.
عملية تفكك
قالت المجلة إنه “يمكن أن ينجم هذا الانهيار عن الهجمات المستمرة من قبل الدول المجاورة أو عن حرب أهلية مزمنة. ويمكن أن يتبع ذلك انهيار المؤسسات العامة، التي أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين. وغالبًا ما يبدأ كعملية تفكك بطيئة تكتسب زخمًا ثم، في فترة قصيرة من الزمن، تهدم الهياكل التي بدت ذات يوم صلبة وثابتة”.
وأضافت أن “هذه الأمور أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى في حالة (إسرائيل). إننا نشهد الآن عملية تاريخية ـ أو بشكل أكثر دقة، بدايات عملية تاريخية من المرجح أن تبلغ ذروتها بسقوط الصهيونية والدخول في ظرف بالغ الخطورة”.
ونبهت المجلة إلى أنه “بمجرد أن تدرك (إسرائيل) حجم الأزمة، فسوف تطلق العنان لقوة شرسة وغير مقيدة في محاولة لاحتوائها، كما فعل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا خلال أيامه الأخيرة”.
ستة مؤشرات على الانهيار
فيما يلي ستة مؤشرات أبرزتها المجلة لقرب انهيار المشروع الصهيوني:
1. المؤشر الأول هو انقسام المجتمع اليهودي الإسرائيلي. وهي تتألف في الوقت الحاضر من معسكرين متنافسين غير قادرين على إيجاد أرضية مشتركة. وينبع هذا الصدع من الشذوذات التي تشوب تعريف اليهودية باعتبارها قومية.
2. المؤشر الثاني هو الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها (إسرائيل). ولا يبدو أن الطبقة السياسية لديها أي خطة لتحقيق التوازن في المالية العامة وسط الصراعات المسلحة الدائمة، إلى جانب الاعتماد بشكل متزايد على المساعدات المالية الأمريكية في وقت تراجع الاقتصاد بنحو 20%؛ وأصبح التعافي هشاً.
3. المؤشر الثالث هو عزلة إسرائيل الدولية المتزايدة، حيث تتحول تدريجياً إلى دولة منبوذة. بدأت هذه العملية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها تكثفت منذ بداية الإبادة الجماعية. ويتجلى ذلك في المواقف غير المسبوقة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
4. المؤشر الرابع المترابط هو التغير الكبير بين الشباب اليهود حول العالم. وفي أعقاب أحداث الأشهر التسعة الماضية، يبدو أن الكثيرين الآن على استعداد للتخلي عن ارتباطهم بإسرائيل والصهيونية والمشاركة بنشاط في حركة التضامن الفلسطينية.
5. المؤشر الخامس هو ضعف الجيش الإسرائيلي بعد انكشاف حدوده قوته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وإظهار (إسرائيل) أنها تعتمد بشدة على تحالف إقليمي، بقيادة الولايات المتحدة، للدفاع عن نفسها وسرعة إيصال كميات هائلة من الإمدادات العسكرية والتي بدونها لا تستطيع حتى أن تقاتل جيشاً صغيراً من المقاومين في غزة.
6. المؤشر الأخير هو تجديد الطاقة لدى جيل الشباب الفلسطيني، فهم أكثر اتحاداً وترابطاً عضوياً ووضوحاً بشأن آفاقهم من النخبة السياسية الفلسطينية، وهذه المجموعة الجديدة سيكون لها تأثير هائل على مسار النضال من أجل التحرير.