أكدت القوات الأمريكية، السبت، إصابة حاملة الطائرات “ايزنهاور”. يأتي ذلك في أعقاب إعلان اليمن استهدافها لأول مرة منذ بدء العدوان الأمريكي في يناير الماضي.
وحاولت القيادة المركزية للقوات الأمريكية في بيان لها تخفيف تداعيات العملية بزعم ان طائرة بدون طيار اطلقها “الحوثيين” وتحطمت خلال هجوم في البحر الأحمر “دون تسجيل إصابات في صفوف القوات الأمريكية”، في اعتراف واضح بأن الطائرة استهدفت حاملة الطائرات “يو اس اس ايزنهاور” والمرابطة في البحر الأحمر.
واستهداف حاملة الطائرات، وفق البيان الأمريكي، ضمن مواجهات استمرت منذ الواحدة والنصف صباح الجمعة وحتى الحادية عشر مساء.
وامتدت المواجهات مع البوارج الأمريكية من البحر الأحمر وحتى خليج عدن وتم خلالها استخدام القوات اليمنية للطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.. وزعم البيان نجاح القوات الأمريكية باعتراض طائرة واحدة في خليج عدن و3 في البحر الأحمر في حين اكد إصابة الصواريخ البالستية لأهدافها، مكتفية بالإشارة إلى انه لم يتم تسجيل وقوع ضحايا.
ويأتي الاعتراف الأمريكي بعد ساعات على اعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف حاملة الطائرات الامريكية “ايزنهاور” ردا على الجرائم الأمريكية – البريطانية في اليمن والتي كان اخرها العملية الواسعة التي طالت الحديدة وصنعاء وتعز وخلفت نحو 60 شهيدا وجريحا.
ترتيبات أمريكية للانسحاب من البحر الأحمر
على ذات السياق، بدأت الولايات المتحدة، تحركات مكثفة لترتيب مرحلة ما بعد سحب أساطيلها العسكرية من المنطقة.. يتزامن ذلك مع ارتفاع وتيرة التصعيد خصوصا في اليمن مع وضع ابرز بوارجها على قائمة الاستهداف.
وكشفت وكالة اسوشيتدبرس عن ترتيبات لسحب المجموعة الحربية لـ”ايزنهاور” والتي تضم 4 سفن حربية أخرى بغضون شهر، مشيرة إلى خلافات بين قيادات البحرية الأمريكية ووزير الدفاع حول بقاء المجموعة في المنطقة.
وترى القيادة المركزية للقوات الامريكية، وفق وجود المجموعة الحربية مهمة في المنطقة في هذا التوقيت وتحمل رسائل طمأنة لصناع الشحن البحري في حين يؤكد قادة البحرية ضرورة سحب البوارج للصيانة ومنح استراحة للجنود الذين مضى على وجودهم هناك اشهر ويواجهون هجمات شبه يومية.
ومع أن المسؤولين الأمريكيين يحاولون تصوير قرار سحب الأسطول “ايزنهاور” على انه ضمن اجراءات روتينية الا ان توقيت الحديث عن سحب ايزنهاور التي عادت قبل فترة وجيزة من صيانة مماثلة في الولايات المتحدة يشير إلى أن قرار الانسحاب يأتي على خلفية تصاعد الهجمات ضدها مع تسميتها من قبل اليمن على راس الأهداف.
ولم تقتصر الترتيبات الأمريكية على البحر الأحمر، فالمحيط الهندي الذي يشهد هو الاخر عمليات يمنية بشكل شبه يومي وضع على راس اجندة وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن لأول مرة في التاريخ، حيث أفادت وزارة الدفاع الأمريكية بان اوستن عقد لقاء مباشر لأول مرة منذ سنوات بنظيره الصيني على هامش منتدى للدفاع في سنغافورة.
وخصص اللقاء بشكل أساسي لمناقشة الوضع في المحيط الهندي.. وكان الوزير قال في ختام اللقاء بان المحيط الهندي يشكل أهمية لبلاده وان واشنطن تنظر لاستقراره بمثابة استقرار لها أيضا.
و مع أن المحيط الهندي لم يشهد توترات بين الطرفين باعتباره مركز نفوذ الهند، حليف أمريكا، الا ان طرح موضوع يشير إلى محاولة واشنطن تلافي العمليات اليمنية بإسناد مهمة تأمين سفنها للصين التي غيرت مؤخرا موقفها بشان البحر الأحمر بناء على مفاوضات مع واشنطن التي اطلقت وعود جديد بشان الحفاظ “صين موحدة” في ظل التوتر المتصاعد بين بكين وتايون مع انتخاب رئيس جديد مناهض للصين.