في حين تحمل سلطة المجلس السياسي الأعلى بالعاصمة صنعاء على عاتقها مسؤولية التصدي للعدو الإسرائيلي المتغطرس وداعميه الأمريكان، وتوجه القوات المسلحة اليمنية ضرباتها الموجعة للعدو الاسرائيلي نصرة للقضية الفلسطينية ومناصرة لأبناء “غزة” الذين يتعرضون لأبشع جرائم ينفذها كيان الإحتلال الإسرائيلي الغاصب..
تتجه الإمارات والسعودية ومرتزقتهما باليمن للدفاع عن أسيادهم الصهاينة والأمريكان وإنشاء قواعد عسكرية اسرائيلية – أمريكية في المخا وباب المندب وتشكيل تحالفات وترسانة عسكرية للتصدي لهجمات القوات المسلحة اليمنية وللدفاع عن العدو الإسرائيلي.
اتفاق اماراتي اسرائيلي
ابرمت الامارات، اليوم الثلاثاء، اتفاق جديد مع إسرائيل في محاولة لتجاوز ازمة الملاحة في الممرات اليمنية. أفادت وسائل اعلام إسرائيلية بأن الاتفاقية تتضمن تشغيل جسر بري بين مينائي دبي الاماراتي وحيفا الإسرائيلي على البحر المتوسط. وأشارت المصادر إلى ان الاتفاقية الجديدة تأتي في ظل قرار اليمن اغلاق الممرات الملاحية في وجه السفن الإسرائيلية والمتعاونة معها.
وجاء توقيع الاتفاق عقب يوم على اعلان شركة تسيم الإسرائيلية للشحن البحري والتي تعد شريك رئيس لموانئ دبي تغيير مسار خطوطها الملاحية بعيدا عن اليمن.. والشركة واحدة من عدة شركات إسرائيلية قررت تعليق نشاط سفنها في المياه اليمنية عقب قرار صنعاء حظر نشاط السفن الإسرائيلية في الممرات اليمنية ابرزها باب المندب الذي يربط موانئ خليجية بالميناء الرئيس لإسرائيل على البحر الأحمر في مدينة ايلات.
وكانت الامارات شنت هجوم غير مسبوق على صنعاء على خلفية قرار استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.. وتعكس هذه التطورات حجم تأثير القرار اليمني على مسار التطبيع بين بعض الدول العربية خصوصا الامارات والاحتلال الإسرائيلي.
قواعد اسرائيلية في المخا
وفي هذا الإتجاه بدأت في مدينة المخا، الواقعة تحت سيطرة فصائل الإمارات، باستكمال الترتيبات الأخيرة لاستخدام مطار “المخا” المستحدث كقاعدة عسكرية أمريكية – إسرائيلية. مصادر مطلعة أفادت بوصول خبراء أمريكيين وإسرائيليين إلى مطار “المخا” حيث كان في استقبالهم المرتزق “طارق عفاش”، قائد ما يسمى بالقوات المشتركة التابعة لدويلة الإمارات.
وبحسب المصادر المتطابقة مع تسريبات لوسائل إعلامية فإن الخبراء سيقومون بوضع خطط لتامين المطار ووضع أجزاء منه كمطار مدني للتمويه على النشاط الإسرائيلي – الأمريكي بتلك المدينة التي أضحت وبوضوح ثكنة عسكرية تنطلق منها قواعد اسرائيلية وأمريكية، في حين سيتم تخصيص الجزء الأكبر من المطار كقاعدة عسكرية متقدمة لدعم عمليات تجسس للطيران المسير وتامين السفن الإسرائيلية في الساحل الغربي وخليج عدن، وهي ما يراها خبراء عسكريون أنها خطة صهيو – أمريكية لمواجهة ما أسموه بمخاطر القوات المسلحة اليمنية التابعة للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء وصد ضرباتها على السفن الاسرائيلية والأمريكية.
وكان “طارق عفاش” الذي ذكرت المصادر أنه عاد من جيبوتي عقب لقاء مع ضباط من الاستخبارات الأمريكية واخرين من الموساد الإسرائيلي، قد شرع بافتتاح المطار الذي جهزته الإمارات قبل سنوات والذي ظاهره مطار مدني وحقيقته التي بدأت تتضح أكثر مطار عسكري يخدم كيان الإحتلال الإسرائيلي المطبع مع دويلة الإمارات داعمة وراعية “طارق عفاش” وبقية مرتزقتها بالمخا والساحل الغربي.
وتتزامن هذه التحركات الجديدة مع قيام القوات المسلحة اليمنية عبر سلطتها الحقيقية بالعاصمة اليمنية صنعاء بتوسيع عملياتها ضد السفن التابعة للعدو الإسرائيلي التي تحاول تجاوز قرار القوات المسلحة اليمنية حظر نشاطها في باب المندب والبحر الأحمر.
على ذات الصعيد، كان قياديون فيما يسمى بالمقاومة الجنوبية قد أشاروا في تغريدات على منصات التواصل الإجتماعي إلى تكليف الإمارات ل”طارق عفاش” رسميا بتأمين مرور السفن الإسرائيلية في باب المندب والبحر الأحمر. يأتي ذلك في حين أعلنت ما يسمى بالقيادة الوسطى الأمريكية عن وصول حاملة الطائرات “إيزنهاور” إلى مياه الخليج، بعد ساعات من الكذبة الأمريكية التي ادعت فيها إنقاذ سفينة في خليج عدن.
وفي السياق كان قد أعلن ما يسمى بـ”الإنتقالي” الممول إماراتيًا وبوضوح وقوفه ضد الهجمات على العدو الإسرائيلي ووصف تهديدات القوات المسلحة اليمنية للسفن “الإسرائيلية”، في البحر الأحمر وباب المندب، بالسلوك “الإرهابي” حد وصفه. في حين أصدرت “حكومة” المرتزقة بعدن المُعيّنة من قبل السعودية والإمارات والموالية لهما، بيانًات تستنكر فيها عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تهدد السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وباب المندب.
وتؤكد وسائل إعلام دولية أن الإمارات طلبت من مليشياتها التابعة ل”طارق عفاش” بالساحل الغربي، وكذا التابعة لما يسمى ب”لإنتقالي” بوضع خطط لحماية مرور السفن الإسرائيلية بعد منع قوات صنعاء لمرور السفن التابعة للعدو الاسرائيلي عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر حيث تشير مصادر مطلعة أن الإمارات تتجه لتسليح مليشيات “طارق” وما يسمى ب”الإنتقالي” بمعدات عسكرية بحرية للقيام بمهام حماية وتأمين السفن التابعة للعدو الإسرائيلي تحت ذريعة حماية ممرات الملاحة الدولية.
ويرى مراقبون ان “الإمارات” باتت – سرا وعلنا – تتحرك في هذا المضمار بطلب من “واشنطن” و”تل أبيب”، بهدف الحصول على دعم أمريكي – إسرائيلي.
اعتقال المتضامنين
من ناحية أخرى، وفي نفس الإطار أقدمت مليشيات “طارق عفاش” المدعوم من الإمارات في مديرية ذباب المطلة على باب المندب في البحر الأحمر على اعتقال متضامنيين مع قطاع “غزة” الذي يتعرض لمجازر إبادة من قبل جيش الإحتلال الصهيوني.
وقالت مصادر محلية إن عددا من أبناء مديرية “ذو باب” المطلة على باب المندب نظموا تظاهرة بحرية بزوارقهم قرب باب المندب رافعين أعلام فلسطين تعبيرا عن وقوف أبناء مديرية “ذو باب” بمحافظة تعز مع قضايا الأمة العربية والإسلامية بفلسطين. واكدت المصادر أنه واثناء تنظيم هذه المظاهرة البحرية قرب باب المندب حاصرت مليشيات “طارق عفاش” المظاهرة وقامت باعتقال الشباب المتظاهرين واقتيادهم إلى السجون السرية التابعة لمليشيات “طارق عفاش” والذي تديره المليشيات الإماراتية المتواجدة في المخا تحت امرة الضابط الاماراتي المسمى “طحنون”.
يشار إلى أن “طارق عفاش” والقيادة الإماراتية في مدينة ومديرية “المخا” تقوم باعتقال وسجن كل من يتعاطف مع فلسطين أو يبدى تعاطفها مع المقاومة الفلسطينية ب”غزة”. الجدير بالذكر أن العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية أدت الى توقف السفن الإسرائيلية عن المرور عبر مضيق باب المندب، والاضطرار لتحويل مسارها عبر الرجاء الصالح والالتفاف حول القارة الأفريقية للوصول إلى الموانئ الإسرائيلية.