وسعت الازمات في عدن، اليوم السبت، حدة الانقسام داخل المجلس الانتقالي، سلطة الامر الواقع هناك. وشنت قيادات بارزة في الانتقالي هجوم على قيادات الصف الأول ابرزها عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس. وانتقد الصحفي البارز في المجلس، حسين حنشي، قيادات الانتقالي، متهما إياها بالتستر على حكومة المرتزقة وانها أصبحت مجرد موظفة لدى العليمي وحامية له.
من جانبه، اعترف رئيس وفد الانتقالي المفاوض، ناصر الخبجي، بفشل المجلس بإدارة الازمات التي تعصف بالجنوب وتحديدا عدن. وارجع الخبجي الامر إلى اعتماد المجلس على الدعم الخارجي مطالبا إياه بالاعتماد على نفسه ومذكرا إياه بمصير دولة الجنوب التي اعتمدت على الاتحاد السوفيتي وانهارت بمجرد توقف الدعم.
والحنشي والخبجي اثنان من قيادات واسعة في الانتقالي عبرت عن استيائها من المعانة التي تعيشها عدن في ظل انهيار الخدمات وتدهور العملة. ومما اثار النقمة انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة الساحلية وسط ارتفاع كبير لدرجة الحرارة ناهيك عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء انهيار العملة التي يقترب صرف الدولار من الـ1400 ريال.
وعكست تصريحات قيادات الانتقالي انقسام واضح، حيث يطالب تيار فيه بضرورة فك الشراكة في السلطة مع العليمي وطرد حكومته في حين يتمسك اخر ببقاء الحكومة في محاولة لتحميلها مسؤولية ما يدور والتهرب من المسؤولية وفق ما يقوله ناشطون جنوبيين.
وضع الانتقالي على لائحة العقوبات الدولية
على سياق اخر، طالب جناح صالح في المؤتمر الشعبي العام، بضرورة تحيد المجلس الانتقالي. يتزامن ذلك مع احتدام الصراع بين القطبين المدعومان اماراتيا. وشكك الأمين العام المساعد في المؤتمر ابوبكر القربي، وزير الخارجية الأسبق لصالح، ببيان مشترك لدول الخليج والولايات المتحدة على هامش زيارة وزير الخارجية الأمريكي، انطوني بلينكن للرياض.
واعتبر القربي في تعليق له على بند يجدد دعم هذه الأطراف لوحدة اليمن وسيادته واستقلاله تلك الدعوة غير كافية مالم تتخذ إجراءات بحق من وصفهم بمهددي الوحدة في إشارة إلى المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن. وتأتي تصريحات القربي مع تحريك طارق عفاش للذراع الجنوبي في قواته والمعروفة بـ”المقاومة الوطنية”.
وتداولت وسائل اعلام طارق تصريحات منسوبة لحسن لبوزة ابرز شخصيات ردفان والذي عينه طارق قائدا لمحور البرح في تعز يشيد فيها بطارق عفاش وقواته التي قال انها تحمل مشروع وتنتمي إلى كل المحافظات اليمنية بما فيها الجنوبية. وتزامن الحملات ضد الانتقالي من قبل طارق تعكس محاولة للرد على الانتقالي الذي صعد مؤخرا ضد مكتب طارق السياسي في شبوة وصولا إلى التهديد باستهدافه كما تضمنه بيان لفرع الانتقالي في شبوة.
ومن شأن وضع الانتقالي على لائحة العقوبات منح طارق حق خلافاته جنوبا. وتعكس التحركات الأخيرة حجم الصراع بين الطرفان اللتان تدعمهما الامارات خصوصا مع ترجيح الأخيرة لكفة طارق في المحافظة الشرقية والثرية بالنفط.