الجيش السوداني أكد في بيان أنّ البرهان “تسلم مبادرة منظمة إيغاد، التي تشمل مقترحات لحلّ الأزمة، وأبدى موافقته المبدئية عليها”، في وقت تستمر فيه المعارك بين الطرفين الذين يتبادلان الاتهامات بشأن المسؤولية عن الخروقات.
أعطى رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، عبد الفتاح البرهان، “موافقته المبدئية” على مقترح الهيئة الحكومية الدولية للتنمية في أفريقيا “إيغاد”، تمديد الهدنة 72 ساعة، وإيفاد ممثل إلى محادثات ستجري في جوبا.
وقال الجيش السوداني في بيان إنّ البرهان “تسلم مبادرة منظمة إيغاد، التي تشمل مقترحات لحلّ الأزمة، وأبدى موافقته المبدئية عليها”. وأوضح أنّ المبادرة “تشمل تمديد الهدنة الحالية 72 ساعة إضافية، وإيفاد ممثل للجيش وممثل للدعم السريع إلى جوبا للتفاوض حولها”.
وكان الجيش السوداني قد اتهم، في وقت سابق اليوم، قوات الدعم السريع التي يقودها نائب البرهان محمد حمدان دقلو، بارتداء زيّ القوات المسلحة السودانية، وقيامها بأعمال سرقة ونهب بعدد من أحياء أم درمان، في محاولة لإلصاق هذه الجرائم بالجيش.
وقال الجيش في بيان، مساء الأربعاء، إنّ “القوات المسلحة تنبه مواطنينا بأنّ قوات المليشيا المتمردة أصبحت ترتدي زيّ القوات المسلحة، وتجوب المناطق المحيطة بحي البستان والنخيل وأمبدة، والمنطقة من صينية المنصورة وتقاطع القلابات وشارع ليبيا بالخلاء وصولاً إلى سوق ليبيا”.
كما أضاف البيان أنّ “هذه القوات تمارس سرقة ونهب المحلات التجارية وممتلكات المواطنين، في محاولة يائسة لإلصاق هذه الجرائم الدنيئة بالقوات المسلحة”، مؤكدة أنّ “على المواطنين بهذه المناطق اتخاذ الحيطة والحذر”.
قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن خرق الهدنة
بالمقابل، قالت قوات الدعم السريع إنّ قوات الجيش تواصل “انتهاكاتها المستمرة وخروقاتها المتعمدة للهدنة الإنسانية المعلنة”، مشيرةً إلى أن “ْقوات الانقلابيين وفلول النظام البائد هاجمت في آن واحد مواقع تمركز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري وأرض المعسكرات، وسوبا، وعدد من المواقع، بالمدفعية والطيران الحربي”.
وأضافت في بيان: “لقد حذرنا مراراً وتكراراً من تصرفات قوات الانقلابيين الجبانة، التي تتنافى مع القانون الدولي الانساني، وتتعارض مع الاتفاق المعلن للهدنة الإنسانية، التي خصصت لفتح ممرات انسانية آمنة، لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الأجنبية”.
ودعا بيان قوات التدخل السريع “المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الخروقات المستمرة لشروط الهدنة”.
وكان مستشار قائد قوات الدعم السريع، هارون محمود مديخير، قد قال قال في حديث إلى الميادين، إنّ “قوات الدعم السريع ملتزمة الهدنة، ويجب إنهاء هذا الصراع في السودان”، وشدد على أنّ “هناك حركات متشددة دخلت على خط الصراع في السودان”، مضيفاً أنّ “هذه الحرب لن تنتهي إلّا بتسليم البرهان نفسه”.
المعارك مستمرة
ودارت، اليوم الأربعاء، المعركة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم، في تقويض لهدنة في الصراع المستمر منذ 11 يوماً.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة السودانية ارتفاع عدد الوفيات، جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، إلى 512 حالة وفاة و2403 إصابة.
وقالت الوزارة في بيان، إنّها تواصلت مع الجيش وقوات الدعم السريع، لضرورة تجنب المنطقة المركزية التي يوجد فيها معمل الصحة العامة. كما طالبت الوزارة الجيش والدعم السريع بالابتعاد عن المستشفيات والمرافق الصحية، وعدم اتخاذها نقاط ارتكاز.
ومنذ 15 نيسان/أبريل الجاري، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقارّ تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلًا منهما.
وبسبب تلك الاشتباكات، أجلت بعض الدول آلاف الدبلوماسيين والمواطنين في الأيام القليلة الماضية، كما غادر سودانيون مع مواطني الدول المجاورة بأعداد كبيرة.
ومع تواصل الحرب في السودان، وارتفاع وتيرة الاقتتال، تتواصل المخاوف الحياتية التي تسيطر على المواطنين، من نقصٍ في الغذاء والأدوية وارتفاع الأسعار، إلى إقفال المستشفيات والجامعات، والانقطاع في الكهرباء والاتصالات.
وبالإضافة إلى ذلك، تتفاقم المخاوف بين الأطباء، بعد سلسلة اغتيالات طالت الطاقم الطبي، بينما تراقب المنظمات الإنسانية الأوضاع المتردية في البلاد.