قال قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، اليوم الجمعة، في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، إنّ “المرحلة التي نحن فيها هي مرحلة حرب وما هدأ هو التصعيد العسكري”.
وأضاف، “نحن اليوم في موقع التصدي للاستهداف والأخطار وانتهت المرحلة التي نتابع فيها أخبار الاعتداء على أمتنا”. وتابع “أنّنا نعيش حالياً خفضاً للتصعيد في ظل وساطة عمانية وجهوداً مكثفة لوقف العدوان على اليمن، و“نقدر الجهود العمانية ونؤكد في كل حوار على الملف الإنساني والمعيشي ولا يمكن أن نقايض به أو أن نسكت عنه”.
حالة حرب
ولفت قائد الثورة الى أن هناك التباس عند البعض في تشخيص المرحلة الراهنة، والمرحلة التي نحن فيها الآن هي مرحلة حرب، والذي هدأ فقط هو بعض التصعيد العسكري.
وأوضح أننا في حالة حرب مستمرة ولسنا في اتفاق هدنة، وهناك خفض للتصعيد في ظل وساطة عمانية مشكورة. مؤكداً عندما نعطي وقتا للمفاوضات والحوارات فهذا لا يعني أننا سنستمر إلى ما لا نهاية.
ونبه قائد الثورة الشعب إلى أهمية اليقظة المستمرة والجهوزية الدائمة أمام كل الاحتمالات ومنها عودة الحرب والتصعيد في أي لحظة.
تحذير ونصح
ووجه قائد الثورة “التحذير والنصح لتحالف العدوان، قائلاً: نوجه التحذير والنصح معا لدول العدوان وصبرنا سينفد، إن لم تبادروا للتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي.
وأوضح أنه لا يمكن أن نقبل بحرمان شعبنا من ثروتنا الوطنية ومستحقاته كالمرتبات”. وأشاد إلى أنه “إذا كانوا يريدون السلام فطريقه واضح ومفتاحه هو الملف الإنساني وغايته إنهاء العدوان والحصار والاحتلال”.
وأكد أنه “لن نفرط بإنجازات شعبنا في الحرية والاستقلال والكرامة، وفي أي حوارات لا بد للأعداء أن ينهوا عدوانهم على بلدنا”، لافتاً إلى أنه “يمكن أن ينفد الوقت وأن نعود لخيارات ضاغطة للحصول على حق شعبنا في ثروته”.
مضيفا ” من الخطوات التي نقوم بها في المرحلة الراهنة منع نهب الثورة النفطية ومنع تصديرها إلى الخارج وسرقة ثمنها”, مؤكداً أن القوة الصاروخية تمكنت من إصابة إحدى الحنفيات في ميناء حضرموت ضمن إحدى عمليات منع نهب الثروة النفطية.
وحدد خطوط عامة للمفاوضات بالقول “لا بد أن يكون مسار أي حوار أو اتفاق يفضي لانسحاب قوات الاحتلال ومنع التدخل في شؤوننا الداخلية”.
الأعداء يقدّمون كل أنواع الأسلحة ومنها النووية
وأضاف السيد عبد الملك أنّ “الأميركيين ودول الغرب يحتلون البلدان ويؤسّسون حكومات عميلة، من أجل التنكيل بكل من يعارض هيمنتهم عليها. إضافة إلى انتهاكهم سيادة الدول، ويتدخل سفراؤهم في كل شيء، ويصدرون التوجيهات كحاكم على أي بلد من البلدان”.
وأكد أن “الأميركيين يباشرون الهجوم العسكري والعدوان، مثل غزوهم العراق وأفغانستان، وعدوانهم على اليمن”، مشيراً إلى أنهم “عملوا على زعزعة أمن أمتنا، عبر إنشاء الجماعات التكفيرية، والضغط على الأنظمة لتسهيل عملياتها”.
وجدد تأكيده أنّ “الجماعات التكفيرية هي صناعة أميركية غربية من أجل تشويه الإسلام”، لافتاً إلى أنّ “الأعداء عملوا على زعزعة أمن أمتنا، عبر إنشاء الجماعات التكفيرية والضغط على الأنظمة لتسهيل عملياتها”.
وأشار قائد الثورة إلى أنّ “الأعداء يقدّمون كل أنواع الأسلحة، وصولاً إلى تقديم الأسلحة النووية إلى الدول التي تمارس العدوان، بينما تُحرم الدول المستهدفة من الأسلحة”. وأكد أنه “يُراد لنا أن نكون أمة لا تملك أي قدرة على الدفاع عن نفسها. ولهذا، يعملون (الأميركيون) على حظر توريد السلاح إلى أي بلد يريدون استهدافه”.
ولفت إلى أنّ “الأعداء يقومون بفرض العملاء والجهلة على الشعوب، وفي مفاصل مؤسسات الدولة، من أجل الإضرار بها والسيطرة عليها وإخضاع الشعوب لهم”.
تغييب القضية الفلسطينية من أجل محو وعي الأجيال
وأشار إلى أنّ “الأعداء عملوا على تغييب القضية الفلسطينية من المناهج الدراسية، وحرصوا على تغييب كل ما يمكن أن ينهض بمستوى وعي الأمة”، معرباً عن استهجانه هذا الأمر، قائلاً: “سمعنا بقيام دولة الإمارات بإدخال ما يسمى الهولوكوست في منهجها الدراسي”.
وأكد أنّ “كل أشكال الظلم والممارسات الإجرامية تُفرض على الشعب الفلسطيني، بصورة يومية”. وقال الحوثي، إنّ “الأميركيين هم أكبر قاتل للنساء، وعملوا على قتل الملايين منهن، بينما تستمر جرائم قتل المرأة في فلسطين على يد الإسرائيلي”.
وأضاف السيد عبد الملك أنّ “الأعداء يعملون على اغتيال القادة في اليمن ولبنان وسوريا العراق، ويؤيدون الأنظمة الديكتاتورية والقمعية لضمان تبعيتها”، معتبراً أنهم “يقومون باغتيال العلماء الذين يفيدون في نهضة الأمة، كما فعلوا مع الآلاف في إيران والعراق وبلدان كثيرة”.
وشدّد على أنّ “الأعداء يمارسون أخطر أشكال الاستهداف لأمتنا من خلال الهجمة على المستويين الثقافي والفكري”، وأنهم “تحت عنوان حرية التعبير، يعملون وفق خطط وآليات ممنهجة لضرب كل المقدسات الإسلامية، وفي مقدمها ضرب قدسية القرآن في نفوس المسلمين”.
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ “الأميركيين والغرب يضغطون على الأنظمة العربية والإسلامية لتغيير القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية، من أجل صنع بيئة مفتوحة للجرائم من دون أي عائق”، وأنهم “يقومون بنشر الدعوات والمذاهب غير الإسلامية ودعمها، مثل البهائية والأحمدية والإبراهيمية، من أخل تضليل المجتمع الإسلامي”.
وأكد قائد الثورة أنّ “تحرك الشهيد القائد (حسين بدر الدين الحوثي) جاء في الوقت الذي دخلت الهيمنة الأميركية الإسرائيلية مرحلة جديدة تحت عناوين مصطنعة”.
الغزو الثقافي لنشر الليبرالية الأميركية
وأوضح في سياق حديثه أنّ “الأعداء عملوا على الغزو الثقافي، أو نشر ما يُسمى الليبرالية الأميركية، على نحو يتعارض مع القيم الإسلامية، واستخدموا الصحف والمواقع الإلكترونية”.
وتناول قائد الثورة التضخم الاقتصادي في بعض الدول، قائلاً، إنّ “الأعداء يفرضون الضغوط الاقتصادية ويحرمون الشعوب من الاستفادة من ثرواتها الوطنية”، وأنهم “حرصوا عبر الدولار على التحكم في ثروات الشعوب وسرقة خيراتها، ويمارسون الحصار الاقتصادي لمعاقبة أي دولة تخرج عن تبعيتهم”.
الولايات المتحدة تعاقب الشعوب عبر الحصار والعقوبات
وتناول السيد عبد الملك القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وقال إنّ “الأميركيين يقومون بفرض قواعد عسكرية لبسط السيطرة على بلداننا”، بينما “تنحاز هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد شعوب أمتنا، وكل مواقفهما لمصلحة الأعداء”.
وأكد أنّ الحصار هو “عقاب جماعي للشعوب وتجويع للمجتمعات، وهو من أكبر الجرائم”. وأوضح الحوثي أنّ “الأميركيين يستولون على أموال الدول عبر تجميد أصولها عبر عقوباتهم، وهذا حدث مع كثير من البلدان، ومنها اليمن”.
وقال إنّ “أعداء الأمة يستهدفون ضرب الإنتاج الداخلي والإنتاج الزراعي، والحيلولة دون بلوغ الاكتفاء الذاتي، بهدف أن نعيش على الاستيراد”.