فجر عضو المكتب السياسي لانصار الله محمد البخيتي مفاجأة حول الوضعية التي هرب فيها طارق عفاش خلال فتنة ديسمبر.
وقال البخيتي في تغريدة: صحيح ان هروب علي عفاش في موكب علني قد ساعد على هروب طارق متنكرا ولكن كان بإمكان طارق ارسال نفس الموكب بدون عمه، وإصطحابه معه متنكرا بنفس الملابس، ولأن طارق كان متأكدا من مصير عمه لذلك احتفظ لنفسه بكل افراد الحراسة الجسدية الخاصة بعمه ولم يرسلهم معه ومنهم خالد الأسدي وكمال ضبعان ووليد العنسي وعصام دويد.
واكد انه لم يُقتل علي صالح بقذيفه صاروخية ولا بقذيفة مدفعية وإنما برصاصة في الرأس وبالتالي كان يفترض ان يكون آخر قتيل بعد أفراد حراسته الجسدية التي يقودها طارق. واشار الى انه لأول مرة في التاريخ تطبق خطة هروب يتم فيها التضحية بالقائد في سبيل نجاة افراد الحراسة الجسدية الخاصة.
صالح كتب نهايته بنفسه
فتنة ديسمبر التي اشعلها عفاش في ديسمبر 2017 كشفت عن المخطط الخبيث التي كانت الامارات ترسمه لليمن التي أوعزت لذراعها الخائن عفاش بالقيام باختراق الجبهة الداخلية، ليتضح من حينها إلى اليوم أن الخائن الصريع خلال سنوات العدوان قبل الفتنة، كان يمثل حصان طروادة بحثاً عن الوصول إلى الوقت المناسب للقيام بمهامه كإحدى أوراق العدوان، بعد فشل الأوراق العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية لاختراق جبهة اليمنيين.
ويقول الباحث السياسي عبد الله بن عامر في سلسلة تغريدات على تويتر “لإنشغالك بالقتال في أكثر من40جبهة كانت المواجهة مع صالح آخر الخيارات بالنسبة لك ولتفادي التصعيد تكررت الوساطات والمكاشفات واللقاءات، ولعل ذلك الحرص جعله يقرأ الموقف على أنه ضعف بل استسهل الأمر أكثر بعد الخطاب الأول فأعلن وحرض ودعا وبذلك كتب بداية النهاية لتلك الأحداث بنهايته هو.
وأضاف بن عامر تم مواجهة صالح بما كان يخطط له فأنكر في البداية رغم الأدلة والشواهد وتم مواجهة أبرز من كان قد أفصح لهم بمخططه فأقروا وتراجعوا بل إن البعض منهم نصحوه وقالوا له كل شيء مفضوح ومكشوف إلا أنه قرر الاستماع لمن صور له الموقف لصالحه فأعلن ودعا وحرض وخلال أقل من 72 ساعة حسمت المعركة.
وأشار بن عامر الى انه وبعد أن أوهمه القريب ودفعه البعيد كشف صالح عن حقيقته فكانت أحداث ديسمبر 2017م محطة من محطات اختبار الشخصية اليمنية ففيها أكد الشعب موقفه وقال كلمته وأثبت ان معركة صالح الاخيرة لم تكن مع مكون يتصدر جبهة التصدي بل مع الشعب الرافض لكل خيانة أو انتكاسة او ارتداد او تراجع.
الجَنَدِي يدلي بشهادة جديدة عن فتنة ديسمبر
ومنذُ وأدِ الفتنةِ والقضاءِ على زعيمها الخائن علي عبدالله صالح قبل خمسِ سنوات، ما تزالُ الحقائقُ الجليةُ تظهرُ واحدةً تلو الأُخرى، لتؤكّـدَ أن فتنةَ ديسمبر لم تكن إلا مخطَّطاً جاءت به دولُ العدوان وعلى رأسها دويلة الإمارات، التي أوعزت لذراعها الخائن عفاش بالقيام باختراق الجبهة الداخلية، ليتضح من حينها إلى اليوم أن الخائن الصريع خلال سنوات العدوان قبل الفتنة، كان يمثل حصان طروادة بحثاً عن الوصول إلى الوقت المناسب للقيام بمهامه كإحدى أوراق العدوان، بعد فشل الأوراق العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية لاختراق جبهة اليمنيين.
ومع هذه الذكرى كانت شهادةٌ أُخرى من ذوي المعرفة العميقة بالمخطّط، حَيثُ أدلى الأُستاذ عبده الجندي -نائب رئيس مجلس الشورى وعضو الأمانة لحزب المؤتمر الشعبي العام-، ببعض من الحقائق عن فتنة الثاني من ديسمبر.
غير أن الجندي اعتبر القضاء على الفتنة إحدى معجزات الحرب التي فرضها أحرار اليمن بتوفيق المولى، وهنا توضيح باحتراق الورقة التي كان يراهن عليها العدوّ بعد فشل كُـلّ أوراقه وخسارته في كُـلّ النزالات التي حاول بها زحزحة اليمن عن موقعه الرافض للعودة إلى الوصاية السعوديّة الإماراتية.
وفي مقابلة للأُستاذ عبده الجندي على قناة المسيرة في برنامج “ساعة للتاريخ”، قال الأخير إن “هذه الحرب فيها أشياء إعجازية ما كانت متوقعة أبداً”، مُضيفاً “كان علي عبدالله يستمع إلى الموشوشين حوله، ولم نكن ندري أنه قد ذهب إلى الطرف الآخر”،
وهنا اعتراف صريح بأن أول أوراق الخيانة طرحها الصريع عفاش وليس كما يروج أبواقه بأنه تعرض للاستفزازات من قبل الأنصار وثورتهم التي مثلت نموذجاً في التسامح والإخاء.
وتابع الجندي حديثه بالقول: “علي عبدالله صالح دعانا إلى اجتماع اللجنة العامة وقال لنا بأنه يريد فك التحالف مع أنصار الله”، في حين نوّه الجندي إلى أن “اللجنة العامة صوّتت على عدم فك التحالف مع أنصار الله، ما عدا ثلاثة أَو أربعة فقط”، في إشارة إلى تفهم أحرار المؤتمر الشعبي العام للمخطّط العدواني الذي جاءت به السعوديّة والإمارات بإشراف أمريكي مباشر، وهو الدرس الذي لم يفهمْه عفاش، رغم ادعائه في أولى سنوات العدوان بأن ما جاء به التحالف العدواني هو نتاج المؤامرات التاريخية منذ عقود عديدة.
ولفت الجندي إلى أن “علي عبدالله صالح قرّر الأخذ بكلام اللجنة العامة عندما أشرنا عليه بأن يتواصل مع السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي”، متبعاً حديثه “تواصل علي عبدالله صالح مع السيد عبدالملك الحوثي، وأرسل السيد له فلوساً”، في تأكيد على أن قائد الثورة واجه الخيانة التي كان ينوي عفاش القيام بها قبيل موعدها، بكل صفاء وإخاء، وهو ما يزيح كُـلّ الحجج والمزاعم التي يدعيها القائمون على الفتنة.
وأردف الجندي بقوله: “أنا سمعت بأن العملية كانت كلها مفضوحة، وأخبرني يحيى الراعي بأن أنصار الله واجهوهم بالحقيقة”، وهنا شهادة أُخرى على مدى صفاء الثورة وحملتها الأحرار الذين حملوا معها كُـلّ مبادئ التسامح والإخاء.
ولفت الجندي إلى تعقل أحرار المؤتمر ومنهم “الشيخ يحيى الراعي كان عارفاً بهذا الكلام، وواجههم وقال لهم بأن هذا خطأ”. وواصل الجندي حديثه عن اندلاع الفتنة بقوله: “لم أتصل بعلي عبدالله صالح في فتنة ديسمبر؛ لأَنَّه لن يسمع مني، فهو كان يتهمني بأني “حوثي”، في إشارة إلى أن الصريع عفاش اعتبر كُـلَّ دعوات الإخاء ومواجهة مخطّطات العدوان قضايا يجب التنصل عنها لتنفيذ مخطّطات وأجندات العدوّ.
وعبَّر الجندي عن دهشتِه من التدخُّلات الإلهية التي توصلت إلى القضاء على الفتنة وحملتها في أوقات قياسية. ونوّه إلى أن “فتنةَ ديسمبر لو امتدت كان سيقع فيها ضحايا كُثْرٌ من اليمنيين”. وأكّـد أن “صنعاءَ كانت ستسقُطُ بيد السعوديّة، والتضحيات التي قدمناها كانت ستذهب هباءً”.
وفي هذا الصدد تطرق الجندي إلى التدخلات الخارجية في اليمن بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا وأدواتها في المنطقة. وقال الجندي إن “أمريكا تلعب بالعالم من خلال “التداول السلمي للسلطة”، وروسيا الآن تدفع الثمن بعد تفكك الاتّحاد السوفيتي”، مُشيراً إلى أن التعدد والصراع الحزبي يحتاج إلى تجربة وإلى أحزاب ناضجة تتنافس بشرف بعيدًا عن التشنجات والعصبيات”.
وَأَضَـافَ أنه “في السابق كانت السعوديّة تعطي أموالاً للأحزاب وتلعب بها كيفما تشاء”، منوِّهًا إلى أن “كل الذين هربوا إلى الخارج كانوا يعتقدون أن اليمن لن يصمد ولا حتى أسبوعاً واحداً”، في إشارة إلى المراهنة الأمريكية السعوديّة الإماراتية على حساباتها ومرتزِقتها ومؤامراتها السابقة في القضاء على اليمن وأحراره الثائرين، والتي كان آخرها فتنة ديسمبر وما تلاها من منعرجات خطيرة تم وأدها بفضل الله تعالى، على غرار كُـلّ المؤامرات التي بددها اليمنيون كما بددوا عفاش وفتنته وآمال دول العدوان.