بعد أكثر من شهر ونصف من احتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل البوارج الحربية في البحر ظهر التحالف بقيادة السعودية وحليفيه البريطاني والأمريكي لتقديم الشكر والعرفان لسلطة العليمي التي لا تملك من سلطتها شيئا على ما وصف بالإفراج عن سفن المشتقات النفطية.
قال السفير البريطاني ريتشارد أوبنهايم إن بلاده ترحب بالقيادة الحاسمة من قبل سلطة العليمي لتسهيل دخول سفن الوقود إلى الحديدة، ويضيف: كان من الممكن أن يتسبب الإجراء في معاناة غير مقبولة. أما السفير الأمريكي ستيفن فاجن فقال “إن القرار يبرز الالتزام البالغ للعليمي نحو السلام ورغبته لمنح اولوية قصوى لخير الشعب اليمني”.
وقبل ذلك ثمنت السعودية التي وضعت العليمي في منصبه الان، قراره لأنه يراعي الظروف الإنسانية.
يدرك اليمنيون أن الظروف الإنسانية لليمنيين لا تعني التحالف ولو كانت تعنيه لما كان هناك حصار أصلا، بدليل أنه لم يتم توقيع الهدنة والسماح بدخول سفن الوقود إلا بعد تنفيذ صنعاء عمليات كسر الحصار، وأتى الإفراج عن السفن المحتجزة بعد تهديد صنعاء بالرد وإنهاء الهدنة التي تعد حاجة لواشنطن ولندن في ظل أزمة سوق الطاقة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.
كما يدرك اليمنيون بمن فيهم أولئك الموالين للتحالف أن العليمي وقبله هادي منزوعي السلطة والقرار، وأن الرياض هي الوصية على قرار هذه السلطة، وواشنطن هي الوصية على قرار الرياض.
لكن ما يثير السخرية هو لماذا هذا الترحيب بقرار الإفراج عن السفن من قبل من احتجزها أصلا، إذا كانت البوارج التي احتجزت هذه السفن هي سعودية وإماراتية، ولأمريكا دور رئيسي ماكان ليتم الحصار من دونه كما يعترف بذلك السيناتور الأمريكي رو خانا، أم أن هذه البوارج تابعة للحوثيين.