لذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله خصوصية في نفس كل يمني سواء كان من الشمال أو من الجنوب حيث كانت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة تختلف من محافظة لأخرى ولأن للرسول الاعظم مكانة خاصة في نفوس اليمنيين أحفاد الانصار من ناصروا الاسلام. نجد أن الاهازيج والتواشيح تتنوع في هذه المناسبة ما تجعل القلب يتوق شوقا لهذه الذكرى العطرة التي يتم فيها استذكار سيرة الرسول الاعظم وتضحياته..لأجل دين الله ولأجل أن يصلنا الاسلام الحقيقي كما هو دون تزييف ودون تلبيس للثقافات الصحيحة ما أحوجنا في هذه الأيام أن نستمد من هذه السيرة العظيمة ما يساعدنا على الصمود أكثر وعلى الاصرار على مواجهة الظلم ومقارعة الاستكبار..
اليمنيون دون سائر الشعوب هم من احتفل العام الماضي بمناسبة المولد النبوي .مضحين بأنفسهم وأرواحهم غير مباليين بما سيحصل لهم لا يخافون من أزيز الطائرات فوق رؤوسهم وتحليقها ..شعب عظيم أثبت أنه مرتبط بنبيه الأعظم وأثبت أنه مرتبط بأعلام الهدى من ذرية هذا النبي صلوات الله عليه وعلى آله
خرجت حشود مليونية من مختلف المحافظات..سواء في العام الماضي أو في الأعوام القبل ماضية. عاد النبي محمد صلوات الله عليه وآله ليحيا من جديد في نفس كل يمني بعد أن حاولت الثقافات المغلوطة و الدخيلة على مجتمعنا أن تجعل من إحياء هذه المناسبة أمر مستبدع وبعد أن حاولوا أن ينشروا بين البسطاء بأن إحياء المولد النبوي ليس من الدين في شيئ.
وبدأت وللاسف ولفترة من الزمن خاصة بين سيطرة حزب الاخوان على كثير من الأمور بدأت تقل مظاهر الاحتفال ولكنها لم تختفي نهائيا..لدرجة حتى أني أتذكر في طفولتي أن يوم مولد النبي كان أجازة رسمية..وكانت توزع للأطفال الحلوى بهذه المناسبة. ودائما أقول وأكتب أنه لولا أن سخر لنا الله تعالى علم من الاعلام من ذرية الرسول الأعظم وهو السيد حسين بن بدر الدين سلام الله عليه. لما عادت إلينا ثقافتنا وموروثاتنا. ..فلثورة السيد حسين الاثر الكبير في العودة وبزخم كبير لإحياء هذه المناسبة وغيرها من المناسبات التي كانت بدأت تتلاشى وتضمحل..بفعل تأثير ثقافاتهم الوهابية.التي بدأت تسيطر على العقول.
كان أهل اليمن في الماضي ولا يزالون يحيون مختلف مناسباتهم الاجتماعية بإقامة مولد.. وكان اذا نذر أحدهم لأمر ما..كان ينذر بإقامة مولد… وكانت ولا زالت الجوامع في صنعاء وخاصة جوامع صنعاء القديمة.تصدح بالمواليد منذ مطلع شهر ربيع الأول وحتى نهايته. طبعا باستثناء الجوامع التي يسيطر عليها حزب الأخوان.
كيف لا يرتبط اليمنيون بنبيهم الأعظم وهو سبب اخراجهم من الظلمات إلى النور. فأهل اليمن. هم أهل الوفاء ويبادلون الوفاء بالوفاء. حيث دعا لهم رسول الله صلوات الله عليه وآله عدة مرات ووصفهم بالألين قلوبا….فهاهي القلوب اللينة يا سيدي يا رسول الله تعاقب ويشن عليها عدوان غاشم وظالم وتحل دماؤها لا لشيئ سوى لأنها ارتبطت بك يا سيدي يا رسول الله وارتبطت بأعلام الهدى من ذريتك.. ولأنها ثارت على كل الأفكار المخالفة لكتاب الله وسنة النبي الاعظم. بقيادة أعلام الهدى والذي استمروا في زراعتها وبثها مئات السنوات. حتى أصبحت منهجا مخالف لكتاب الله .. ولكن اليمنيون انتفضوا وثاروا ورفضوا كل تلك الافكار. ..وعادوا لثقافة أهل البيت الحقيقية المستقاة من كتاب الله.
فستظل ذكرى مولدك يا رسول الله من أعظم المناسبات عند شعب الحكمة والإيمان وسنظل نحييها بكل ما نستطيع .لأنك حي في قلب كل يمني ويمنية مهما تأمر المتأمرون ومهما تحالف المتحالفون ومهما خطط الكائدون.. فلا بد وأن ينتصر شعب الايمان لأنه مرتبط بنبيه الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم